الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

محمد السادس... عقدان من الاستثناء المغربي

المصدر: طنجة- "النهار"
علي حماده
محمد السادس... عقدان من الاستثناء المغربي
محمد السادس... عقدان من الاستثناء المغربي
A+ A-

لم يشذّ #الملك_محمد_السادس عن السياقات التي سار عليها على مدى عقدين من الزمن منذ توليه مقاليد المُلك في #المغرب، فقد جاء الخطاب الذي ألقاه بمناسبة عيد العرش العشرين، ليضع الإنسان المغربي في قلب الاهتمام الوطني بطريقة يفتقدها العالم العربي المسكون بالصراعات الداخلية والخارجية السياسية وغير السياسية. فقد ركّز الملك، على عكس السائد في العالم العربي، على الجانب الإنساني للملك بروافده الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، بطريقة جعلت المراقبين الذين حضروا إلى المغرب لحضور المناسبة يتوقفون عند هذه اللغة التي تعكس استقراراً، ورغبة في ترسيخه على قواعد اقتصادية واجتماعية متينة. فللعِلم، إن المغرب بقي إحدى الدول العربية القليلة التي شكّلت استثناء في مرحلة الاضطرابات الكبرى التي شهدها العالم العربي منذ 2011.

وقد احتفل المغرب، أمس، في عيد العرش العشرين بتولي الملك محمد السادس المُلك خلفاً لوالده الملك الراحل الحسن الثاني. وقد ألقى العاهل المغربي بالمناسبة خطاباً شدد فيه على التحدث عن المرحلة التي مرّت، كما تحدث عن آفاق المستقبل الذي يرتسم للبلاد على مختلف الصعد الاقتصادية، الحياتية، والمعيشية للمواطن المغربي. وعدّد في جوانب كثيرة من الخطاب المجالات التي حقق فيها النموذج المغربي نتائج إيجابية، مثلما تحدّث عن الجوانب التي أظهرت نواقص قال إنه يتعين أن يتم استدراكها في المرحلة المقبلة. ويرى المراقبون المتابعون لفعاليات الاحتفال بالذكرى العشرين لتولي محمد السادس العرش، أن الأخير أراد من خلال خطابه بالمناسبة أن يجعل من الإنسان المغربي محور الاهتمام الأول، قبل أي حديث آخر، ولا سيما على صعيد القرار بإجراء مراجعة للنموذج التنموي الحالي من أجل الدفع إلى الأمام، وتمكين أوسع فئات المجتمع من أن تستفيد من مبدأ العدالة الاجتماعية، مع الاهتمام بردم الفوارق الاجتماعية الصارخة في المجتمع. فأعلن عن إنشاء لجنة خاصة للنموذج التنموي المغربي، هدفها الدراسة، واستكشاف النواقص، واقتراح الحلول مباشرة للسلطات العليا.

وكان لافتاً أن خطاب ملك المغرب هذه السنة ركّز كثيراً على وضع الطبقة المغربية المتوسطة، التي اعتبر في خطابه أنها تمثل صمّام الأمان من أجل إقلاع المغرب. ومن العناوين الأساسية التي تناولها العاهل المغربي في خطابه، مواصلة العمل على إصلاح القطاع العام، التسريع في البناء الاقتصادي، والانفتاح بشكل أكبر على الاستثمارات الخارجية في قطاعات جديدة. والأهم أنه أشار بشكل واضح إلى إطلاق مرحلة جديدة، لـ"جيل جديد" من المشاريع التي تستدعي "نخبة جديدة" من الكفاءات قال إنها ستتمتع بعقليات شجاعة قادرة على ضخّ دماء جديدة.

هذا، وفي إطار الاحتفال بعيد العرش، أقيمت احتفالية وطنية كبيرة في مدينة تطوان الشمالية، لتجديد البيعة لمحمد السادس، شارك فيها أعيان البلاد والمناطق الذين توافدوا لأجل ذلك كما درجت العادة في كل عام.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم