الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

دانا الفردان أطلقت أجنحة جبران لتصبح أول مؤلفة موسيقية عربية

فرح البعيني
دانا الفردان أطلقت أجنحة جبران لتصبح أول مؤلفة موسيقية عربية
دانا الفردان أطلقت أجنحة جبران لتصبح أول مؤلفة موسيقية عربية
A+ A-

في باحة قصر بيت الدين تجلس دانا الفردان مع إبنتها بجانب نافورة المياه المليئة بالورود البيضاء التي تضخّ الحياة. أمام دانا أوركسترا وفريق عمل ينشط كخلية نحل، أما خلف دانا جمهور ينتظر لتتكسر أجنحة إنتظاره أمام بدء العرض الموسيقي. أحاول أن أطلب صورة من دانا لأوثق المقابلة لأيامي المقبلة فأرى إبنتها تدخل في إطار الصورة بسرعة البرق وكأنها تقول لنا أنا هنا جزء من هذا العمل، لمساتي تسكن في التناغم بين أعضاء الفرقة وبين حكاية جبران خليل جبران التي ألهمت دانا ونديم نعمان ليعودا إلى جذور جبران إلى لبنان مع عرض "الأجنحة المتكسّرة".

عندما أرادت دانا أن تنطلق بأجنحتها نحو الحياة لم تكن تتخيل أن الطريق ستأخذها نحو عالم الموسيقى فبدأت رحلتها أولاً نحو شركة العائلة المختصة بصناعة المجوهرات. لكن في عقلها الباطني كانت يداها تلامس البيانو لترسم خطوط شغفها ثم تعود وتوصد باب الأحلام. لكن دانا لم تنتظر كثيراً حتى عادت. ففي عام 2013 وخلال حملها بإبنتها شعرت دانا أنها تريد أن تقدّم لها صورة عن الأم الحقيقية وماذا تريد من الحياة. وفي ليلة عندما كانت ليلى إبنتها تركل بأقدامها وهي جنين ذهبت دانا إلى البيانو لتكتشف أن ما تقوم به سيشكل أول مقطوعة موسيقية تؤلفها وتطلق عليها ليلى بعد ولادة إبنتها.

"تخيلي أن تستيقظي يوماً ما لتكتشفي أنك مؤلفة موسيقية. فقط بعد 27 عاماً من وجودك على هذه الأرض" تخبرني دانا وهي تحاول أن تستعيد خيوط رحلتها مع القدر وقصتها مع التحرر من المعوقات لتصل إلى إكتشاف موهبتها.

دانا التي تخرق القواعد التي رُسمت للمرأة في عالمنا لتكون أول إمرأة تعمل مؤلفة موسيقية، أدخلت مبدأً جديداً بالنسبة إلى العامة وبطبيعة الحال هذا المبدأ لن يروق لكل المستمعين، فتقول:"أعتقد عندما يكون الشخص صادق مع نفسه ومع الآخرين، صادق بقصته لا يختبئ أمام أصبعه سيشعر الناس أنه حقيقي وهذا ما يشجعهم أكثر على الإيمان به والإحتفال بإنجازاته".

"أنا إمرأة عربية تعمل في هذا المجال في وقت هناك العديد من الصور النمطية عن العالم العربي وهنا يأتي دوري أن أكسر هذه الصور عبر الفن ولخلق منصّة تجمعنا وتكون نقطة قوتنا وصلة وصل لنا مع العالم من خلال الإنسانية فقط وليس من خلال الحدود التي رسمها الإنسان عبر الزمن".

في حديثها تأخذنا دانا إلى عالم الفن ودوره في كسر الصور النمطية التي رسمتها السياسة. ندخل إلى الحديث عن المرأة العربية، فتعتبر دانا أن النساء العربيات الناجحات اليوم بدأن بالتشبيك وخلق فرص للتواصل مع نساء أخريات وتمكينهن ودعمهن، تماماً مثلما تقوم به نورا جنبلاط في بيت الدين اليوم حيث أعطت دانا المنصّة لتطلق موهبتها في هذا العمل للمرة الأولى في لبنان.

"نحتاج اليوم إلى أن نعطي صوتاً لنساء أخريات في هذا العالم، لأننا في النهاية نحن النساء نعرف جيداً المعوقات والتحديات". وتضيف إن فهمنا لهذه المعوقات سيساعدنا في عملية تمكين المرأة العربية. فهي ترى أن هذا الجيل النسائي الموجود اليوم في العالم العربي سيؤسس لينقله إلى المرحلة المقبلة التي ستصبح فيها المرأة في مكان أكثر ريادة وأكثر تقدّماً.

تختم دانا بالقول: "جبران خليل جبران ألهمني لأنه كان التقدمي الأول الذي قدّر دور المرأة وتحدّث عن الإنسان كجزء من هذه المنظومة وعن الإنسانية التي تصلنا ببعضنا البعض كنساء ورجال وأفراد برغم الكثير من إختلافاتنا. لذا ترجمت عمله الأجنحة المتكسرة إلى مقطوعة موسيقية لنعود ونتكلم لغة الإنسان".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم