السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

نضال يولد من جديد بعدما "أقعده" حادث... قصة "انتفاضة أمل" بعد عذاب وألم

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
نضال يولد من جديد بعدما "أقعده" حادث... قصة "انتفاضة أمل" بعد عذاب وألم
نضال يولد من جديد بعدما "أقعده" حادث... قصة "انتفاضة أمل" بعد عذاب وألم
A+ A-

صنع من "ضعفه" قوة، عارك الاستسلام بعزيمة إلى أن انتصر عليه، مثبتاً للجميع أن ضربات الحياة التي لا تقتلنا تقوّينا... هو الشاب نضال الفارس سري الدين ابن بلدة بزبدين الذي "أقعده" القدر نتيجة حادث مرّوع، لكنه تمكن من التحليق من جديد من خلال ريشته التي أبدع في تطويعها لرسم لوحات تبهر الجميع.

اليوم الحزين

قبل ثلاث سنوات ونصف السنة انقلبت حياة نضال رأساً على عقب. فطالب الهندسة المعمارية في الجامعة اللبنانية الأميركية الذي كان ينتظر تخرّجه ليبدأ خطوته التالية في طريق بناء مستقبله الذي لطالما خطط له، فوجئ بحاجز لم يكن يتوقعه. ووفق ما شرحته عضو مجلس بلدية صوفر منيرة دمشقي لـ"النهار": "كان نضال من الطلاب المجتهدين، إلى أن جاء اليوم الحزين، وكان في منزله حين قدم أصدقاؤه وطلبوا منه مرافقتهم للقيام بجولة على الـ ATV ليسقط عن علو متر، الضربة أتت على ظهره، أفقدته القدرة على السير على قدميه، وعجزت كل محاولات الأطباء عن معالجته".

"انتفاضة أمل"

على الرغم من آلامه وأوجاعه، والأيام المريرة التي غيّرت أحلامه وأدخلته في مرحلة اكتئاب، إلا أن نضال تمكن في النهاية من أن ينفض غبار غدر الزمن عنه وينطلق من جديد راسماً لحياته منحىً آخر بريشة استطاعت أن تُخرج من أعماقه هواية مدفونة لم يُعِرها انتباهه. فجّر ابن السادسة والعشرين ربيعاً نبع مواهبه، عبّر عما يجول في خاطره على الورق، وها هو يستعد لاستقبال الناس ليشاهدوا إبداعه في معرض الرسم الذي يقيمه بعنوان "انتفاضة أمل"  يوم السبت المقبل في ساحة بلدة بزبدين عند الساعة السابعة مساء وبرعاية رئيسي بلديتي بزبدين وصوفر. وقال نضال لـ"النهار": "من الألم تعلّمت كيف أُولد من جديد. ليس سهلاً على الإنسان أن يرى بعينيه أحلامه تنهار وتتغير طريقة وأسلوب عيشه، نعم ضعفت أمام الواقع أحياناً كثيرة، اعتقدت أن انتصاري مستحيل. ومع هذا لم أوقف مقاومتي، إلى أن أعلنتُ انتصاري بمعرض الرسم الذي سهرت ليالي وأنا أحاول أن ألّون الحياة بعدما أصرّت على أن يغلب اللون الأسود على أيامي".

ركّز نضال في رسوماته على الطبيعة، بعدما حُرِم من رؤيتها لفترة طويلة، على الرغم من أنها تعني له التجدّد والأمل. وأضاف: "وجدت في الرسم متنفساً أعبّر من خلاله عما يجول في خاطري، وأنا أطمح إلى أن أصبح رساماً محترفاً يوماً ما". وعن متابعة دراسته قال: "لا تزال حواجز عدة تحول دون عودتي إلى مقاعد الدراسة، لكن لعلّ الأيام المقبلة تكتب لي أن أحصل على الشهادة التي لطالما حلمت بها".

مساندة ودعم

قاد القدر دمشقي قبل أشهر إلى نضال، فقالت: "عندما علمت بما حصل معه أصررت على مقابلته والوقوف إلى جانبه، حاولت وإياه أن نبحث عن طريق جديد لكي يسلكه ويكمل مشواره. أخبرني عن هوايته الرسم، أصررت على أن يتقنها من خلال أساتذة مختصّين، لتكون باكورة أعماله 60 لوحة يعجز اللسان عن وصفها نظراً لروعتها وعمقها". وأضافت: "رئيس بلدية بزبدين، كما رئيس بلدية صوفر، وقفا إلى جانب نضال بكل ما أوتيا من قوة، دعماه ليكسر القيود وينطلق من جديد بخلق فرصة عمل له تساعده على مواجهة مصاعب الدهر".

تمكن نضال بنضاله من أن يكون مثالاً مُلهماً لكل الشباب الذين أوجعتهم الحياة وغيرت أحلامهم، إلا أنهم تمكنوا من تحويل وجعهم إلى نقطة انطلاق إلى مكان أجمل.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم