الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مضيق هرمز وعودة الجنود الأميركيين للسعودية

فيصل ج. عباس - رئيس تحرير "عرب نيوز"
مضيق هرمز وعودة الجنود الأميركيين للسعودية
مضيق هرمز وعودة الجنود الأميركيين للسعودية
A+ A-

تعتبر موافقة الملك سلمان الشخصية على استضافة القوات الأميركية في المملكة العربية السعودية مؤشراً هامّاً. فقرار السماح للقوات الأجنبية بالقيام بمهامها في أي بلد أمر حسّاس، وبالتالي فإن الإذن الشخصي من أعلى سلطة في المملكة هو تأييد وثيق لهذا الجهد الذي يرمي إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.

من جهته، أفاد #البنتاغون إنه سينشر قوات عسكرية وموارد في المملكة العربية السعودية "لتوفير رادع إضافي" في مواجهة "التهديدات البارزة والمؤكدة". بالطبع، من غير المتوقّع نشر قوّات عسكرية بحجم تلك التي تمّ نشرها أثناء عمليّة عاصفة الصحراء، وتشير التقارير إلى تعيين 500 إلى 1000 جندي فقط. وعلى الرّغم من ذلك، فإنّ الوجود الأمريكي، وإن كان رمزيًّا، يشير إلى تحوّل كبير آخر في السياسة الخارجية الأمريكية، والذي كان مضللاً تمامًا خلال عهد أوباما. في وقت يتصاعد فيه التوتر في الخليج، ستترجم المملكة ومعظم أنحاء المنطقة هذا التحول كإشارة أخرى على أن إدارة ترامب تفهم بشكل أفضل مصالحها الخاصة، لكن في الوقت عينه لن تتخلّى عن حلفائها.

نحن، و بـ"نحن" أقصد حلفاء #الولايات_المتحدة والأميركيين أنفسهم، لا نزال ندفع ثمن ما يسمى بـ"عقيدة أوباما"، عندما لعبت واشنطن لعبة خطيرة وحاولت إرضاء الوحش الإيراني. فاعتقاد أن استخدام صفقة "الجزرة" النووية لإمكانية جذب النظام الإيراني المارق إلى الحضارة للتركيز على بناء اقتصاده الخاص فضلًا عن شبكات الإرهاب أمر غير حكيم. كما هو متوقع، استخدمت إيران المكاسب المالية لإنفاق المزيد على زعزعة الاستقرار الإقليمي وهاجمت ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، القوات البحرية الأمريكية ثلاث مرات في نهاية عام 2016، ممّا دفع بإدارة ترامب إلى مراجعة الحقائق والوقائع.

إنّ استرجاع هذه الأمور مهم، لأن قرار إدارة ترامب سينتقد بالتأكيد في وسائل الإعلام الليبرالية الأمريكية (وسائل الإعلام عينها التي قدّمت منصّة لمتحدث باسم الحوثيين، وهي ميليشيا أيديولوجية مسلحة تحمل شعار "الموت لأميركا").

وفي ما يتعلق باليمن، من المهم أيضًا أن نتذكّر أنّ التحالف الذي تقوده السعودية موجود بناءً على طلب الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة. وعلى عكس الحوثيين الذين يستهدفون عمداً ومن دون تأسّف المطارات المدنية والمراكز السكنيّة، فإن التحالف يبلغ عن أخطائه ويعتذر عن ارتكابها. علاوة على ذلك، في حين دعمت الرياض كل الجهود الدولية لإيجاد حل ديبلوماسي، فإن الحوثيين يواصلون خرق وقف إطلاق النار.

في ما يخصّ إيران، بدأ العالم يدرك أن اللغة الوحيدة التي تفهمها طهران هي لغة القوة. لقد تعلّم اليابانيون ذلك الدرس عندما زار رئيس وزرائهم شينزو آبي طهران في محاولة للوساطة، ورتّب النظام هجومًا على ناقلة يابانية أثناء وجوده هناك.

من جهته، قد يكون ترامب آسفاً الآن على إلغاء الضربات المحدودة الشهر الماضي، على أمل أن تأتي إيران إلى طاولة المفاوضات، فالملالي لا يهتمون إذا انهار اقتصادهم وعانى شعبهم، حيث أن خططهم أيديولوجية وليست بالضرورة منطقية.

وللتذكير، أبدت هيئة التحرير في صحيفتنا (عرب نيوز) رأيها في بداية هذه الأزمة مشيرةً أنّ: في الوقت الذي لا يرغب فيه أحد شنّ حرب، فقد كان هناك حاجة بلا شك لضربات محدودة لردع إيران. لكن لسوء الحظ، تراجع ترامب وفات الأوان واليوم إيران تسرح وتمرح وترهب ناقلات النفط في مضيق هرمز ، معتقدةً أنها لن تدفع أي غرامة.

إذن، إلى أين نتجه من هنا؟ أمام صانعي القرار ثلاثة خيارات يمكنني توقّعها: شنّ حرب فورية واسعة النطاق في البحر، أو حماية ناقلات النفط عن طريق تنكّرها بأعلام روسية أو صينية، أو كسب بعض الوقت إلى أن يتشكّل تحالف دولي.

ويبدو الخيار الثالث هو الأرجح. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم