الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"ممنوع تفوت ع جبيل"... "مشروع ليلى" تعيد جدل الحريات إلى الواجهة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
A+ A-

"ممنوع تفوتوا عَ جبيل"، هاشتاغ أطلقه بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي رفضاً لتأدية فرقة #مشروع_ليلى عرضها الفنّي ضمن إطار مهرجانات جبيل الدولية في التاسع من آب المقبل، ليتطور الأمر الى دعوة لتحرّك ميداني عند مدخل ميناء جبيل الأثري، وذلك على خلفية الاغنيات التي تؤديها الفرقة، والتي "تهين"، برأي البعض، "الشّعارات الدينيّة المسيحيّة اضافة الى تشجيعها للمثلية الجنسية". ووسط الرفض ومواقف الجهات الدينية التي استنكرت اقامة الحفل، علت أصوات اعتبرت ان ما يحصل مساساً بحرّية التعبير، داعية الى الفصل بين الدين والفن.

رفض قاطع

مرّة جديدة، تتحوّل "مشروع ليلى" التي انطلقت سنة 2008 من الجامعة الاميركيّة في بيروت أثناء ورشة عمل، الى مادة سجال، حيث أصدرت الفرقة بعدها ألبومات عدة، أثارت فيها الجدل بسبب مواضيعها. ورداً على الحفل المقرّرة إقامته، أصدر المكتب الاعلامي في ابرشية جبيل المارونية بياناً اكد فيه انه "بعد الاطلاع على أهداف فرقة (مشروع ليلى) ومضمون الأغاني التي تؤديها، والتي تمسّ بغالبيتها بالقيم الدينية والإنسانية وتتعرّض للمقدّسات المسيحية، تشجب مطرانية جبيل المارونية شجباً قاطعاً إقامة الحفل المقرر في 9 آب 2019 في مهرجانات بيبلوس الدولية"، مضيفة: "جبيل مدينة التعايش والثقافة، لا يليق بها استقبال حفلات مماثلة على أرضها، خصوصا أنّها تتعارض بشكل مباشر مع الإيمان المسيحي والخلقيات الدينية والإنسانية"، وطالبت الأبرشية "باسمها وباسم كل مَن راجعها من الجبيليين، وغيرهم بكلّ مشاربهم، المرجعيات المختصة وكل الفاعليات الجبيلية، وتحديدا لجنة مهرجانات بيبلوس - جبيل السياحية، إيقاف عرض (مشروع ليلى) على أرض القداسة والحضارة والتاريخ وتترك للمركز الكاثوليكي للإعلام القيام بالمقتضى".

"ما بيقطع"

أثار الحفل ضجة في البلد، وفي هذا السياق، علّق رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم في اتصال مع "النهار" على المسألة بالقول: "وصلتنا الكثير من المطالبات بإيقاف الحفل، وذلك لسببين برأي معارضيه، أولهما انه يشجع على المثلية الجنسية، وهذا الأمر يتعلق بالدولة التي تعلم ما يجب عليها القيام به، أما السبب الثاني الذي يعنينا، فهو تعرّض الفرقة للمعتقدات الدينية المسيحية بأغنيتين صدرتا سنة 2015ـ وهما تمسّان بعقيدة الثالوث: الأب والابن والروح القدس، وهذا ما لا نقبل به في الكنسية. ولا نقبل أيضاً أن تسير الامور الى التفلُّت ومهاجمة الآخرين وتكفيرهم وشيطتنهم. الحفل يمسّ بمعتقداتنا الدينية و(ما بيقطع) واذا لم يحصل تجاوب مع مطالبنا فسنحتكم الى القانون". وفي ما يتعلق بمؤيّدي الحفل تحت شعار حرية التعبير، أجاب أبو كسم: "حرية التعبير شيء والتفلُّت والتعدّي على حرية الآخرين أمر آخر، للإنسان حرية التعبير عن فكره من دون التعرُّض الى غيره. يمكنه القول إنّه ملحد، لا يؤمن، وثني، هندوسي، لكن لا يمكنه تشويه عقيدة الآخر، فعلى الانسان أن يعيش قناعاته من دون التعرُّض للآخرين، كونه حينها يكون قد خرج عن مفهوم الحرية وانتقل الى مفهوم التفلُّت والتعدي، وهذا ما لا يستطع البعض تمييزه".

متابعة قبل اتخاذ القرار

"لجنة مهرجانات جبيل، وهي لجنة مستقلة ترأسها لطيفة اللقيس، هي التي اختارت هذا الفرقة"، وفق ما قاله نائب رئيس بلدية جبيل جوليان زغيب لـ"النهار"، قبل ان يشرح: "رأينا الحملة على الفرقة في مواقع التواصل الاجتماعي، ونتابع الموضوع مع اللجنة والمعنيين في وزارتي السياحة والثقافة، وعلى ضوئها سنتخذ القرار، فإن ظهر أنّ هناك ما يسيء إلى الاديان والمجتمع، فبالتأكيد سنعمل على إيقاف الحفل، وإن ظهر أنّ الحملة لا أساس لها من الصحة، وكانت هناك موافقة من الأجهزة الأمنية والوزارات، فإن الحفل سيُقام"، في حين رفض المحامي روفايل صفير وهو أحد اعضاء لجنة مهرجانات الجبيل الدولية التعليق على الموضوع.

"بلبلة مضحكة"

سبق أن نشر حامد سنو وهو أحد مغنّي "مشروع ليلى" صورة استبدل فيها وجه مريم العذراء بوجه المغنية الأجنبية مادونا، ما اعتُبر اهانة استدعت إخباراً الى النيابة العامة. وتعليقاً على الحملات ضدّه كتب سنو في صفحته على "فايسبوك": "يا للأسف في كمية تطرف هائلة وبلبلة على الفاضي... طبعاً أكتر شيء مضحك بكل هل بلبله، إنو أنا بس حطيت مقال ع صفحتي بيتعلق بالمغنية madonna وكان في بالمقال صورة، لا أنا عملتها، ولا أنا كتبت المقال. وكمان في بلبله على كم meme، كمان لا أنا كتبتهم، ولا أنا رسمتهم. بقى مش عم بفهم لوين وصلنا؟ حرية تعبير ما في، (ماشي، هاجرت متلي متل نص البلد يلي مش حامل كمية القمع والتطرف) بس حتى حرية القراءة؟ طب ما تسكرو الانترنت كلها فرد مرة مش أسهل؟ واضح إنو محاولات المنع مش من ورا مقالات بقى وحياتكن حاج تتخبو ورا صوابعكم...".

رفض تدخُّل المؤسسات الدينية

"غير مقبول بعد الآن"، كما قالت الباحثة في مؤسسة سمير قصير للدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية، وداد جربوع لـ"النهار"، أن "تتدخل المؤسسات الدينية وتكون طرفاً محرّضاً لمنع أي حفل أو مسرحية أو فيلم كما يحصل. وكلام ابو كسم عن الحفلة بأنه (ما رح تقطع) يوضح ضغط هذه الأطراف على الجهات الرسمية، وبأنها السبب الرئيسي الذي يدفع لمنعها، كما حصل مع حفلات عدة، منها عندما منع أعضاء فرقة Sepultura البرازيلية العالمية لموسيقى الميتال من الدخول إلى لبنان بعد رفض اعطاء أعضائها تأشيرات، إذ أعلن حينها المنظّمون انه بعد مراجعة دائرة الفنانين، تبيّن أنّ السبب يتعلق "بالإساءة إلى الدين المسيحي"، وهو ما تم نفيه من قبلهم، وغيرها الكثير من الأمثلة لمنع عروض فنية على خلفية تدخل المؤسسات الدينية". واضافت: "حتى الان لم يصدر أي قرار بالمنع، لكن مؤشر وضع الحريات في لبنان -والذي هو في تراجع كبير- لا يبشّر بالخير ، وحالياً ننتظر القرار الذي سيتخذ بهذا الشأن". وانتشرت في السوشيل ميديا تعليقات رافضة المس بحريات التعبير والفن في لبنان، مدينة ما أسمته "الارهاب الفكري الذي يمارسه متشددون". وانتقد البعض اتهام أغنية بزعزعة الايمان، "فالايمان الراسخ لا يمسه شيء". 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم