الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لندن تدرس "خيارات" وطهران مستعدة لـ"السيناريوات"

لندن تدرس "خيارات" وطهران مستعدة لـ"السيناريوات"
لندن تدرس "خيارات" وطهران مستعدة لـ"السيناريوات"
A+ A-

أعلنت إيران أمس أن سرعة التحقيق في قضية ناقلة النفط البريطانية "ستينا امبيرو" التي لا تزال تحتجزها "تعتمد على تعاون طاقمها"، وذلك بعد تجاهلها الدعوات الدولية إلى الإفراج فوراً عن الناقلة، فيما أكدت لندن أنها تفكر في "مجموعة خيارات".

وصرح المدير العام للموانئ والملاحة البحرية في محافظة هرمزغان مراد عفيفي بور بأن "التحقيق ... يعتمد على تعاون طاقم السفينة وعلى إمكان في وصولنا إلى الأدلة الضرورية للنظر في القضية".

وأكد في مقابلة مع قناة "برس تي في" الحكومية التي تبث بالإنكليزية أن أفراد الطاقم الـ23 هم على متن الناقلة و"في صحة جيدة". و18 منهم من الهند بمن فيهم القبطان، والخمسة الآخرون من الفيليبين وروسيا ولاتفيا.

وقال مالك السفينة ايريك هانيل إن هذه كانت "في المياه الدولية ... عندما هاجمتها قوارب صغيرة ومروحية".

وأضاف أن الشركة طلبت من السلطات الإيرانية رسمياً الإذن بزيارة طاقم السفينة وأنها تنتظر ردها.

وكان الحرس الثوري الايراني احتجز الجمعة في مضيق هرمز الناقلة "ستينا امبيرو" التي تعود الى مالك سفن أسوجي وترفع علم بريطانيا. وأفادت السلطات الايرانية إن الناقلة احتجزت "لعدم احترامها قانون البحار الدولي".

وجاء احتجاز ناقلة النفط بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية 30 يوماً بعد أسبوعين من ضبطها في عملية شاركت فيها البحرية الملكية البريطانية، للاشتباه في أنّها كانت متجهة إلى سوريا لتسليم حمولة من النفط في انتهاك لعقوبات أميركية وأوروبية.

وعلى "تويتر"، دافع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن احتجاز طهران الناقلة التي ترفع العلم البريطاني، قائلاً إنه "على العكس من القرصنة في مضيق جبل طارق، ما قمنا به في الخليج الفارسي هو فرض احترام القانون البحري".

وأضاف أن "إيران هي الضامن للأمن في الخليج الفارسي وفي مضيق هرمز. على بريطانيا التوقف عن مساعدة الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة"، في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية التي أعادت واشنطن فرضها على ايران إثر انسحابها من الاتفاق النووي الموقع عام 2018.

ولاحظ أنه "بعد فشله في جذب (الرئيس الاميركي) دونالد ترامب إلى حرب القرن وخشية انهيار فريقه، يسمم (مستشار الامن القومي الاميركي) جون بولتون أفكار المملكة المتحدة أملا في جرها إلى مستنقع...

"الحذر وبعد النظر هما السبيل الوحيد لإحباط مثل هذه المكائد".

الى ذلك، اعتبر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ان البريطانيين "قاموا بعملية سرقة تم الرد عليها".

وكتبت صحيفة "كيهان" الايرانية المحافظة المتشددة في افتتاحية الاحد ان "لا عار اطلاقاً في الرد... حتى لو كانت (الناقلة البريطانية) احترمت كل القواعد ... كان ينبغي ان تصادرها القوات البحرية التابعة للحرس" الثوري.

ودعا السفير الايراني في لندن حميد بعيدي نجاد في تغريدة على "تويتر" الحكومة البريطانية إلى "السيطرة على القوى السياسية الداخلية التي تريد تصعيداً للخلافات القائمة بين لندن وطهران بعيداً من قضية السفن". وشدد على أن ايران "مستعدة لمختلف السيناريوات".

ونشر الحرس الثوري الإيراني على الإنترنت تسجيل فيديو يظهر زوارق سريعة وهي تتوقف الى جانب الناقلة المحتجزة "ستينا امبيرو" وأفرادا ملثمين من الحرس الثوري يحملون مدافع رشاشة وهم ينزلون على سطحها من طائرة هليكوبتر. ويمكن رؤية اسم الناقلة في الشريط.

ولاحقاً، انزلت السلطات الايرانية العلم البريطاني عن الناقلة ورفعت العلم الايراني مكانه.

بريطانيا

وفي لندن، صرح وزير الدولة لشؤون الدفاع في الحكومة البريطانية توبايس إيلوود لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية للتلفزيون: "سندرس مجموعة خيارات".

واعترف بأن قدرات التدخل البريطانية محدودة. وقال إن "القوات البحرية الملكية صغيرة جدا لادارة مصالحنا في العالم. إذا كان هذا ما نرغب فيه في المستقبل، فعلى رئيس الوزراء المقبل الاقرار بذلك".

وأضاف :"إذا أردنا الاستمرار في لعب دور على الساحة الدولية - ولا ننس أن التهديدات تتطور ... فعلينا الاستثمار بشكل أكبر في دفاعنا بما في ذلك في البحرية الملكية".

وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت أحد مرشحين لتولي رئاسة الوزراء خلفاً لتيريزا ماي، صرح السبت بأن السلطة التنفيذية ستبلغ اليوم مجلس العموم "الإجراءات الإضافية" التي تنوي المملكة المتحدة اتخاذها. لكنه قال إن الاولوية "تبقى إيجاد وسيلة لتهدئة الوضع".

واستدعت وزارة الخارجية البريطانية القائم بالأعمال الإيراني السبت على خلفية احتجاز ناقلة النفط، ونصحت لندن السفن البريطانية بالبقاء "خارج منطقة" مضيق هرمز "فترة موقتة".

ودعت فرنسا وألمانيا السبت السلطات الإيرانية إلى الإفراج من دون تأخير عن الناقلة البريطانية، فيما رأت برلين أن احتجازها يشكل "تصعيداً إضافياً لوضع متوتر أصلاً"، وذلك بعدما نددت واشنطن بما اعتبرته "تصعيدا للعنف" من جانب طهران.

وقال القائم بالاعمال البريطاني في الأمم المتحدة جوناثان ألن في رسالة إلى مجلس الأمن، ان احتجاز ايران الناقلة البريطانية يرقى إلى مستوى "التدخل غير القانوني"، رافضا الرواية الايرانية للوقائع.

وحذر وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير من ان على إيران أن تدرك أن ما تقوم به من تصرفات وانتهاكات للقانون الدولي بما في ذلك احتجاز السفينة البريطانية أمر مرفوض تماما. وقال إنه على المجتمع الدولي ردع تصرفات وانتهاكات إيران التي تخالف القانون.

تسجيل صوتي

واستناداً الى تسجيل صوتي، أكدت وزارة الدفاع البريطانية صحته، أمرت القوات الإيرانية الناقلة التي ترفع علم بريطانيا بتحويل مسارها لدى مرورها في مياه الخليج.

ويتضمن التسجيل اتصالات بين الناقلة "ستينا امبيرو" والسفينة الحربية البريطانية "اتش ام اس مونتروز" والقوات الإيرانية التي كانت متوجهة إلى الناقلة.

وفي التسجيل الصوتي، قال الإيرانيون للناقلة "ستينا امبيرو": "نأمركم بتغيير مساركم إلى 3 6 صفر. 3 6 صفر درجة فوراً. إذا اطعتم ستكونون بأمان".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم