الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل أعلن بايدن من الأمم المتحدة "الاستعداد لرفع العقوبات عن سوريا"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
بايدن مخاطبا الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك (21 ايلول 2021، أ ف ب).
بايدن مخاطبا الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك (21 ايلول 2021، أ ف ب).
A+ A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي تصريحاً منسوباً الى الرئيس الاميركي جو بايدن، امام الدورة الـ76 للجمعية العامة للامم المتحدة التي انعقدت في نيويورك، في 21 ايلول 2021، بأن الولايات المتحدة "مستعدة لرفع كل العقوبات عن سوريا". غير أن هذا التصريح ملفّق ولم يدل به بايدن. FactCheck# 
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: منذ ساعات، يتكثف التشارك في التصريح المنسوب الى بايدن، عبر صفحات وحسابات، خصوصا سورية، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...). وجاء فيه (من دون تدخل أو تصحيح): عاااااااااجل من منبر الأمم المتحدة منذ قليل.. بايدن : مستعدون لرفع كامل العقوبات عن سوريا". 
 
 
 
 
التدقيق: 
الثلثاء 21 ايلول 2021، افتتحت الدورة الـ76 للجمعية العامة للامم المتحدة اعمالها في نيويورك، بمشاركة حضورية لأكثر من مئة رئيس دولة أو حكومة، وكذلك عشرات الوزراء. 
 
وقد القى الرئيس الأميركي جو بايدن خطابا في جلسة الافتتاح، قال فيه إن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى حرب باردة جديدة"، في إشارة واضحة إلى المواجهة مع الصين، مؤكّداً تمسّكه بالنهج الديبلوماسي ومتعدّد الأطراف في حين يتّهمه حلفاء أوروبيون بعدم التنسيق معهم في أحيان كثيرة، وفقا لما أوردت وكالة فرانس.

بايدن يستبعد نشوب "حرب باردة" مع الصين... "حقبة ديبلوماسية" وأزمة مفتوحة مع فرنسا؟ 
 
ولكن هل قال بايدن في خطابه امام الامم المتحدة ان الولايات المتحدة "مستعدة لرفع كل العقوبات عن سوريا"، كما يتم زعمه؟ 
 
كلا، لم يقل ذلك. 
 
فبمراجعة النص الكامل لخطاب بايدن، منشورا في موقعي البيت الابيض (هنا بالانكليزية) ووزارة الخارجية الاميركية (هنا بالعربية)، في 21 ايلول 2021، يتبين ان الرئيس الاميركي لم يأت على ذكر اي شيء بخصوص العقوبات الاميركية على سوريا.
 
في واقع الامر، لم يذكر بايدن سوريا سوى مرة واحدة، وسريعا، بحيث ورد اسمها بين اسماء دول أخرى، خلال حديثه عن "العالم الديموقراطي". 
 
 
واليكم ترجمة الفقرة التي ورد فيها اسم سوريا، مرة واحدة، في خطاب بايدن، كما اوردتها وزارة الخارجية الاميركية: 
 
"الحقيقة هي أن: العالم الديموقراطي موجود في كل مكان. إنه يعيش في الناشطين المناهضين للفساد، وفي المدافعين عن حقوق الإنسان، وفي الصحافيين، وفي المتظاهرين من أجل السلام على خطوط المواجهة لذلك النضال في بيلاروسيا، وبورما، وسوريا، وكوبا، وفنزويلا، وفي كل مكان في ما بينها".
 
 
- عقوبات اميركية على سوريا- 
وقد أبقت الولايات المتحدة على العقوبات التي فرضتها على سوريا منذ السبعينيات.  وقد فرض القسم الأكبر من هذه العقوبات في مرحلتين عريضتين، وفقا لتقرير لمركز كارتر عام 2020. "الاولى في العقد الاول من الالفية الجديدة، وقد عزاها صناع السياسة الاميركيون الى دعم سوريا للارهاب وانشطتها في لبنان. والاخرى فرضت منذ عام 2011 بسبب الحرب الاهلية السورية".
 
والعقوبات الاميركية المفروضة على سوريا "أساسية" و"ثانوية". "العقوبات الاساسية تحظر على المواطنين الاميركيين والشركات الاميركية (باستثناء انواع معينة من أعمال الاغاثة الانسانية) مزاولة الاعمال التجارية. وتحظر ايضا المعاملات المالية التي تمرّ عبر النظام المالي الاميركي وبيع السلع الاميركية الصنع الى سوريا".   
 
والعقوبات الثانوية "توسّع فيها الكونغرس الاميركي في اواخر 2019، من خلال اقرار قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين، وهي عقوبات تحظر معاملات البلدان الثلاثة مع سوريا، كحظر تعامل فئات معينة من الشركات الفرنسية أو الالمانية او الروسية مع سوريا". 
 
وأحدث هذه العقوبات، اعلان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، في 28 تموز 2018، "فرض عقوبات على ثمانية سجون سورية تديرها أجهزة المخابرات التابعة لنظام الأسد، والتي شهدت ولا تزال تشهد انتهاكات لحقوق الإنسان ضدّ السجناء السياسيين وغيرهم من المعتقلين". وصنّف المكتب خمسة من كبار المسؤولين الأمنيين في مؤسّسات النظام التي تدير مرافق الاحتجاز هذه.
 
كذلك، فرض المكتب عقوبات على جماعة أحرار الشرقية المسلحة السورية، التي تعمل في شمال سوريا، "لارتكابها انتهاكات ضدّ المدنيين". وطاولت هذه العقوبات اثنين من قادة تلك الجماعة.
 
النتيجة: اذاً، لا صحة اطلاقا للمزاعم ان الرئيس الاميركي جو بايدن صرّح، امام الدورة الـ76 للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، في 21 ايلول 2021، بأن الولايات المتحدة "مستعدة لرفع العقوبات كاملة عن سوريا". هذا التصريح ملفق، ولم يدل به بايدن.
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم