السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"رئيس غينيا يضرب أحد وزرائه"؟ إليكم حقيقة الفيديو FactCheck#

المصدر: خدمة تقصي صحة الأخبار- أ ف ب
لقطتا شاشة من الفيديو المتناقل مع الشرح الخاطئ المرفق بهما (فيسبوك)
لقطتا شاشة من الفيديو المتناقل مع الشرح الخاطئ المرفق بهما (فيسبوك)
A+ A-
تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، بلغات عدّة حول العالم، مقطعاً مصوّراً قيل إنه يُظهر رئيس غينيا ألفا كوندي وهو يضرب أحد وزرائه، بينما قالت منشورات أخرى إنه وزير يضرب أحد معاونيه. لكن هذا الادعاء خطأ، والفيديو في الحقيقة مصوّر عام 2016 ويُظهر طالباً جامعياً يعتدي على أستاذه في غينيا الاستوائيّة.
 
يظهر في الفيديو المنتشر على نطاق واسع في العالم منذ الرابع من أيلول الجاري، رجلان يهاجم أحدهما الآخر باللكمات في موقف للسيّارات.

وبحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا الفيديو باللغة الفرنسية في الرابع من أيلول على أنه يُظهر وزيراً من غينيا يضرب أحد المسؤولين.
 
 
بعد أيام، ظهر الفيديو على مواقع التواصل باللغة العربية، مع الادعاء بأنه يُظهر رئيس غينيا ألفا كوندي وهو يضرب أحد وزرائه أو معاونيه.
وقال أحد ناشري الفيديو باللغة العربية: "تستحقّ حكوماتنا أن يحصل فيها شيء كهذا"، فيما تتّهم حركات احتجاجية في دول عربية عدّة حكوماتها بالفساد.

وحصد هذا المنشور عشرات آلاف المشاركات على مواقع التواصل من فيسبوك وتويتر وإنستغرام ويوتيوب، ونشرته أيضاً مؤسسات إعلامية باللغة العربية. 
 
 
غينيا أم غينيا الاستوائيّة؟
بحسب صحافيي وكالة فرانس برس في غينيا، تشير عناصر في الفيديو إلى أنه لم يُصوّر في غينيا، "لأن لوحات السيّارات في هذا البلد حمراء (للسيارات العادية)، أو خضراء (للسيارات الرسميّة)، أو سوداء (للسيّارات العسكريّة)، ولا توجد لوحات بيضاء".

أما اللوحات في غينيا الاستوائيّة فهي فعلاً بيضاء.

وتتشابه لوحة السيّارة الظاهرة في الفيديو مع لوحات غينيا الاستوائيّة التي تتألّف من حرفين، ثمّ ثلاثة أرقام، ثمّ حرف.
 
 
وعليه، فإن المقطع مصوّر في غينيا الاستوائية، التي يترأسها تيودورو أوبيانغ، وليس في غينيا التي يترأسها ألفا كوندي. وتفصل بين الدولتين الإفريقيّتين مسافة ألفي كيلومتر.

بعد ذلك، أكّد صحافيو فرانس برس في غينيا الاستوائيّة أن المقطع مصوّر في مالابو، عاصمة غينيا الاستوائيّة، وتحديداً "في باحة جامعة غينيا الاستوائية الوطنيّة، ويظهر في الفيديو فندق تروبيكانا".

 وأرشد البحث المعمّق إلى مقطع آخر أطول يُظهر الحادثة نفسها. وفي هذا المقطع يمكن مشاهدة التمثال الموجود في باحة الجامعة.
 
 
من يضرب من؟
أفادت مصادر محليّة في غينيا الاستوائيّة وكالة فرانس برس أن ما جرى كان هجوماً من أحد طلاب الجامعة على أستاذه قبل سنوات.

وروى أحد طلاب الجامعة، ليوبولدو إينيمي، لمراسل فرانس برس، أن "طالباً اعتدى على فيليبرتو مونايومغ، رئيس قسم اللغة الإسبانيّة والإعلام في الجامعة الوطنيّة في غينيا الاستوائية".

وبحسب ما روى طالب متخرّج آخر، اسمه ماريانو نغيما، لفرانس برس، فإن الطالب المهاجم "سبق أن رسب مرّتين، فاشتاط غضباً على الأستاذ".

ولم يشأ الأستاذ الجامعي التعليق رداً على أسئلة فرانس برس. لكن بحثاً معمّقاً باستخدام كلمات مفتاح بناء على ما تكشّف من معطيات أرشد إلى مقطع أطول نشر باللغة الإسبانية عام 2018 بعنوان: "اعتداء على الأستاذ فيليبرتو مونايان".
 
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم