الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"فتوى من الفاتيكان حول ممارسة النساء للجنس"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة المركبة (فايسبوك).
الصورة المتناقلة المركبة (فايسبوك).
A+ A-
تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي رسالة بمزاعم انها "فتوى أصدرها الفاتيكان"، وجاء فيها انه "لا يُعتبر صلاة صراخ النساء oh my god (يا إلهي) خلال ممارستهن الجنس". غير أن هذه المزاعم مختلقة ولا صحة لها. الفاتيكان لم يصدر بالتأكيد قرارا مماثلا. والرسالة المتناقلة غير حقيقية، لكونها معدلة بواسطة الفوتوشوب. الرسالة الأصلية تعود الى عام 2006، وتتوجه فيها اللجنة الحبرية للتراث الثقافي للكنيسة pontificia commissio de bonis culturalibus ecclesiae إلى شخص بشأن مواد ارسلها اليها بخصوص جدارية "العشاء الاخير" التي رسمها الفنان الايطالي ليوناردو دا فينشي في دير سانتا ماريا ديلي غراسي في ميلانو عام 1498. FactCheck# 
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: يُقرأ في متن الرسالة بخط اسود كبير (ترجمة من الانكليزية): "أحدث بيان صحافي من الفاتيكان: ليكن معلوما ان جميع النساء المستلقيات في السرير، العاريات، والممارسات للجنس مع شخص ما، والصراخ "يا إلهي" "يا إلهي" "يا إلهي" لن يعتبر صلاة". الرسالة تحمل اعلاها، الى اليسار، اسم pontificia commissio de bonis culturalibus ecclesiae- القرار الرقم 166/06/7ab، والى اليمين تاريخ 22 آب 2009- الفاتيكان. وهي مذيلة بتوقيع ماورو بياتشينزا Mauro Piacenza رئيس اللجنة، والبروفسور دون كارلو شينيس، السكريتير، مع ختم اللجنة. 
 
 
الصورة اعلاها تناقلتها حسابات وصفحات في الفايسبوك وتويتر، منذ عام 2012 (هنا)، ونشرتها يومذاك مواقع اخبارية عربية (هنا). وقد تواصل التشارك فيها خلال الاعوام اللاحقة (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، قبل ان يتجدد أخيرا (هنا، هنا). ووفقا للمزاعم المرفقة (من دون تدخل): "فتوى للفاتيكان صراخ المرأة اثناء الجنس OH MY GOD لا يعتبر دعاء". 
 
 
كذلك، تنتشر الصورة منذ اعوام عدة، بلغات عدة: الانكليزية (هنا، هنا، هنا)، الاسبانية (هنا، هنا، هنا)، والفرنسية (هنا)... 
 
- حقيقة الصورة -
لكن اياكم تصديق ما تقرأونه في الرسالة. 
 
لماذا؟
 
لان صورة الرسالة معدّلة بواسطة الفوتوشوب، مركبة. 
 
والدليل على ذلك ظهور اثر الصورة الاصلية للرسالة، بواسطة البحث العكسي في Tineye، منشورة في 23 تموز 2008 في موقع الكتروني لم يعد موجودا. 
 
 
 
 
 
 
 
ماذا جاء في نص الرسالة الاصلية؟
الرسالة مؤرخة في 22 آب 2006، وتحمل الرقم 166/067.
 
ووفقا لما يُقرأ في أولها، فإن اللجنة الحبرية للتراث الثقافي للكنيسة تردّ فيها على شخص، "تلقت بريده الالكتروني في 27 تموز الماضي"، و"ارسل فيه مواد تقدم نظرة جديدة الى جدارية "العشاء الاخير"، التي انجزها ليوناردو دا فينشي في قاعة الطعام في دير سانتا ماريا ديلي غراسي الدومينيكاني في ميلانو (ايطاليا)"، على ما كتبت اللجنة. 
 
في واقع الامر، تتولى اللجنة الحبرية للتراث الثقافي للكنيسة "الإشراف على الوصاية على التراث التاريخي والفني للكنيسة بأكملها (الأعمال الفنية والوثائق التاريخية والكتب وكل شيء محفوظ في المتاحف والمكتبات ودور المحفوظات)، والتعاون في الحفاظ على هذا التراث مع الكنائس الفردية والمنظمات الأسقفية الخاصة بكل منها، وتعزيز وعي الكنيسة المتزايد بهذه الثروات، وفقًا لمجمعات التربية الكاثوليكية والعبادة الإلهية وتنظيم الأسرار". وقد انشئت في 28 حزيران 1988. 
 
 وظهور رسالتها الاصلية يبيّن بوضوح التلاعب في الرسالة المتناقلة.
 
فالمفبرك عمد الى تغيير تاريخ الرسالة من 2006 الى 2009، ورقم الرسالة من 166/067 الى 166/06/7ab. كذلك، حذف نص الرسالة الاصلية، واستبدله بالنص الآخر المتداول بأحرف أكبر مغايرة.
 
وقد ابقى على اسم اللجنة اعلى الرسالة الى اليسار، والتواقيع والاختام اسفلها.
 
وهذا يعني، اذاً، ان الفاتيكان لم يصدر اي بيان عن "صراخ المرأة OH MY GOD خلال ممارسة الجنس"، و"عدم اعتباره دعاء". 
 
في الواقع، يبدو ان هذه الرسالة المركبة انتشرت اولا على سبيل المزاح، للضحك، قبل ان يتناقلها مستخدمون على انها حقيقية.
 
ملاحظة: بخلاف ما جاء في المنشور، فإن الفاتيكان لا يصدر فتاوى. الفتوى لدى المسلمين، و"هي تبيين الحكم الشرعي عن دليل لمن سأل عنه فيما نزل به من وقائع وأمور، أو فيما أشكل عليه من أحكام الشرع"، وفقا لدار الافتاء المصرية.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم