الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"المخابرات جمعت صحافيي العالم في باريس لتصوير الخميني وهو يتوضأ"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المركبة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (تويتر).
الصورة المركبة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (تويتر).
A+ A-
مؤسس الثورة الإيرانية آية الله الخميني تحت عدسات جمع من المصورين! صورة يتناقلها مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انها تظهر الخميني و"هو يتوضأ امام صحافيين جمعتهم المخابرات في باريس لتصويره". غير أن هذا الادعاء مختلق، لا صحة له. هذه الصورة مركّبة. والصورة الأصلية تظهر الإمام الخميني "يتوضأ عند الحدود العراقية- الكويتية. وهي تعود الى عام 1978. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: منذ ايام قليلة، تكثّف التشارك في الصورة في وسائل التواصل الاجتماعي (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "صحفيي العالم جمعتهم المخابرات في باريس لتصوير الخميني وهو يتوضأ قبل صعوده الى الطائرة الفرنسيه لاستلام الحكم في طهران". 
 
 
التدقيق: 
غير ان هذه المزاعم خاطئة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها. 
 
فالبحث العكسي عن الصورة المتناقلة يضعنا امام الصورة الاصلية لمؤسس الثورة الإيرانية آية الله الخميني، منشورة في وكالات ومواقع اخبارية، لا سيما ايرانية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بعنوان: "توضؤ الامام الخميني في صحراء البصرة"، بينما أرفقها موقع مخصص للخميني (هنا) بعنوان: "هجرة الامام الخميني من العراق الى الكويت، بسبب ضغط النظام العراقي عليه".
 
 
 
وكتب الموقع الذي يشكل "مرجعاً‌ رسمياً‌ لكل الحقائق والمعلومات الخاصة ‌بسيرة الامام الخميني وتاريخ الثورة الاسلامية"، مع الصورة الاصلية: "بعدما اضطهد النظام البعثي في العراق الإمام ورفاقه، غادر الإمام الخميني النجف إلى الحدود الكويتية. لكن الحكومة الكويتية منعت دخوله إلى البلاد".
 
ونقل ما حصل على لسان الخميني: "توجهنا إلى الكويت ووصلنا إلى الحدود معها. وبعد بضع دقائق... جاء ضابط وقال لا، لا يمكنك دخول الكويت... ويجب أن تعود الى المكان الذي أتيت منه. ومن هناك، عدنا إلى العراق". 
 
هذه الوقائع تعود الى تشرين الاول 1978، وفقا للموقع ذاته. وذكر (هنا، هنا) انه "في 4 تشرين الأول 1978، أجبرت الحكومة العراقية الإمام الخميني على مغادرة العراق إلى الكويت. لكن الحكومة الكويتية لم تمنح الإمام الخميني ملاذاً بناء على طلب النظام الإيراني". وبالتالي، عاد الامام ادراجه الى البصرة، ثم الى بغداد، قبل ان "يقرر التوجه الى فرنسا". وبالفعل، "وصل إلى باريس في 6 منه" (هنا ايضا). 
 
تفاصيل اضافية عن هذه الصورة أوردها حجة الإسلام فردوسيبور، أحد رفاق الإمام الخميني على الحدود الكويتية، في مذكراته: "في الطريق إلى الحدود العراقية، اصطحبنا رجال الأمن العام إلى مكان قرب البصرة... ومن الأحداث التي حصلت في الطريق، تناول الإمام وجبة الإفطار، وهو أمر مثير للاهتمام. قال الامام: لنذهب ونجلس في هذه الصحراء ونتناول الإفطار. وكان لدينا مفرش المائدة، والجبن، والجوز وقارورة شاي. ألقيت بطانية هناك وجلس الإمام، وكان الإفطار بسيطًا جدًا وعاديًا، ثم توضأ، والتقطنا صورة للمشهد بكاميرا صغيرة" (وكالة فارس، هنا). 
 
والى جانب هذه الصورة، ثمة صور أخرى للامام الخميني عند الحدود العراقية - الكويتية (هنا ايضا). 
 
وتجدون هنا، وهنا لمحة عن سيرته. 
  
وواضح جدا ان الصورة الاصلية تختلف تماما عن الصورة المتناقلة، بحيث لا يشاهد فيها حشد المصورين. وهذا يعني انه اضيف اليها هذا الحشد بواسطة برنامج لتركيب للصور.  
 
في الواقع، يبيّن البحث العكسي عن صورة حشد المصورين انها منتشرة على نطاق واسع منذ اعوام عدة (هنا، هنا)، وتستخدم كميم شهير للتسلية والمزاح بعد التلاعب بها (هنا، هنا، هنا...). 
 
 
النتيجة: اذاً لا صحة للمزاعم ان الصورة تظهر مؤسس الثورة الإيرانية آية الله الخميني و"هو يتوضأ امام صحافيين جمعتهم المخابرات في باريس هناك لتصويره". في الواقع، هذه الصورة مركّبة. والصورة الأصلية تظهر الإمام الخميني "يتوضأ عند الحدود العراقية- الكويتية. وهي تعود الى عام 1978.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم