الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"السعودية توقّع اتفاقاً مع الفاتيكان لفتح كنائس في المملكة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
الكاردينال (الراحل) توران والدكتور العيسى، خلال توقيع اتفاقية تعاون لتحقيق الأهداف المشتركة (20 نيسان 2018، الصورة من موقع رابطة العالم الاسلامي).
الكاردينال (الراحل) توران والدكتور العيسى، خلال توقيع اتفاقية تعاون لتحقيق الأهداف المشتركة (20 نيسان 2018، الصورة من موقع رابطة العالم الاسلامي).
A+ A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنه يظهر "ابرام  السعودية اتفاقية مع وفد من الفاتيكان، برئاسة الكاردينال جان لوي توران، لفتح كنائس للمسيحيين المقيمين في المملكة". غير أن هذه المزاعم خاطئة. الفيديو يعود الى 20 نيسان 2018، ويظهر "توقيع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى ورئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في دولة الفاتيكان الكاردينال (الراحل) جان لوي توران اتفاق تعاون لتحقيق الأهداف المشتركة، متضمنة إنشاء  لجنة عمل دائمة بين المجلس البابوي والرابطة". ولا يتضمن اتفاق التعاون اي ذكر لفتح كنائس للمسيحيين في السعودية، وفقا للبيان الموزّع عنه. كذلك، أكّد متحدث باسم الفاتيكان يومذاك ان الكلام على اتفاق على فتح كنائس في السعودية "خاطئ". FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: التشارك في المقطع المصوّر نشط في الساعات الماضية، عبر صفحات، لا سيما في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا). 10 ثوان فقط مدة الفيديو، ويظهر فيه رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في دولة الفاتيكان الكاردينال (الراحل) جان لوي توران، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، موقعَين أوراقاً. وقد أرفق الفيديو بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "المملكة السعودية تبرم اتفاقية مع وفد الفاتيكان بقيادة الكاردينال توران لفتح كنائس للمسيحين المقيمين…". 
 
 
 
 
التدقيق: 
بحثاً عن الفيديو، باستخدام كلمات مفاتيح بالعربية، يتبين أنه سبق أن انتشر على نطاق واسع في نيسان 2018، في صفحات وحسابات عربية (هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقا بالمزاعم ذاتها.    
 
 
كذلك، يتبيّن أن المزاعم عن "توقيع السعودية والفاتيكان اتفاقا يسمح ببناء كنائس للمسيحيين المقيمين في المملكة"، مصدرها موقع Egypt independent المصري الذي نشر، في ايار 2018، تقريراً "كشف فيه"، وفقا لما زَعم، توقيع هذا الاتفاق بين السعودية والفاتيكان. وتكلم على توقيع العيسى وتوران الاتفاقية لتحقيق أهداف مشتركة بين الجانبين.
 
يومذاك، نقلت عنه هذا التقرير مواقع اخبارية عربية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، واجنبية غربية (هنا، هنا، هنا...). 
 
 
 
- حقيقة الاتفاق المزعوم... والفيديو-
لكن هذه المزاعم عن اتفاق بين السعودية والفاتيكان على فتح كنائس في المملكة، مزاعم "خاطئة"، بتأكيد من متحدث باسم الفاتيكان، وفقا لما نقل عنه موقع "ديلي مايل" البريطاني (4 ايار 2018).  
 
وقد تراجع الموقع المصري عن تقريره المزعوم، عبر حذفه. وقد ألحقه، في 5 ايار 2018، بخبر آخر بعنوان: "بناء الكنائس في السعودية لم تتم مناقشته خلال الزيارة (توران)، وفقا للكنيسة الكاثوليكية في مصر". وقد تضمّن تصريحا للأب هاني باخوم، المتحدث الرسمي للكنيسة الكاثوليكية في مصر، بأن "البيان الصادر (عن زيارة توران) لم يتحدث عن المواضيع التي تمت مناقشتها، او عن بناء كنائس في المملكة من عدمه" هنا ايضا...). 
 
 
 
 
- بيان الاتفاق - 
كذلك، لم يتضمن البيان الذي أصدرته رابطة العالم الاسلامي عن الاتفاق الموقع مع الفاتيكان، اي ذكر لبناء كنائس في السعودية.
 
في 20 نيسان 2018، أعلنت الرابطة، في موقعها، توقيع "اتفاقية تعاون تاريخية بينها وبين دولة ‫الفاتيكان ممثلةً بالمجلس البابوي للحوار بين الأديان". وافادت أن "اتفاقية التعاون تلك لتحقيق الأهداف المشتركة تتضمن إنشاء  لجنة عمل دائمة بين المجلس البابوي والرابطة، برئاسة كل من الكاردينال توران والدكتور العيسى"، وكذلك "اتفاق الطرفين على إنشاء لجنة تنسيقيّة تلتقي سنوياً للتحضير للاجتماعات، وتضم شخصين من كل طرف، على أن تلتئم اللجنة المشتركة مرّة كل عامين، ويكون مقر اجتماعاتها بالتناوب بين روما ومدينة تختارها رابطة العالم الإسلاميّ".
 
كذلك، تنص الاتفاقية على أن "يصدر طرفا الاتفاق إعلاناً ختاميّاً في نهاية كل اجتماع للجنة العمل الدائمة، وأن تكون الجلسات الافتتاحيّة والختاميّة مفتوحة لوسائل الإعلام.
وأكدت المذكرة ضرورة الحوار في عالم أصبح أكثر تعددًا للأعراق والديانات والثقافات؛ والايمان بالروابط الدينيّة والروحيّة الخاصّة القائمة بين المسيحيين والمسلمين، وضرورة إقامة علاقات احترام وسلام مُثمرة بينهم؛ إضافة إلى الدور المهمّ الذي يضطلع به المجلس البابوي في تعزيز علاقات بنَّاءة مع المؤمنين من الديانات الأُخرى، والدور المتميّز لرابطة العالم الإسلاميّ على مستوى الشعوب الإسلاميّة، وفي مجال الحوار بين الأديان".
 
وجاءت هذه الاتفاقية "تتويجاً لتعاون سابق بين الرابطة والمجلس البابوي، بعد زيارة الأمين العام للرابطة للفاتيكان في ايلول 2017، ولقائه البابا فرنسيس والكاردينال توران"، وفقا لما ذكرت الرابطة، إضافة إلى الزيارة الأخيرة للكاردينال توران للمملكة بين 13 نيسان 2018 و20 منه. 
 
 
اذاً، ما يشاهد في الفيديو المتناقل هو توقيع الكاردينال توران والدكتور العيسى اتفاقية التعاون تلك. وقد نشرت الرابطة، في 20 نيسان 2018، هذه المشاهد، ولكن من زاوية أخرى، في حسابها في يوتيوب، بعنوان: "اتفاقية تعاون بين رابطة العالم الإسلامي والفاتيكان لتحقيق الأهداف المشتركة". 
 
 
 في 13 نيسان 2018، وصل الكاردينال توران، برفقة وفد إلى الرياض، وفقا لما أوردت وكالة الانباء السعودية يومذاك. ووُصِفت زيارته بأنها "تاريخية"، وتكللت بتوقيع اتفاقية التعاون غير المسبوقة (فرانس 24، 27 نيسان 2018). وتخللتها ايضا لقاءات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض.
 
وقال الكاردينال توران، في حديث لاحق الى "اذاعة الفاتيكان"، انه أكّد للسعودية وجوب "عدم اعتبار المسيحيّين مواطنين من الدرجة الثانية". وصرح: "أعتقد أن كل الأديان تواجه خطرين: الإرهاب والجهل. خلال اجتماعاتي (في السعودية)، أكدت كثيرا هذه النقطة، وهي ضرورة الحديث في شكل جيد عن المسيحيين وغير المسلمين في المدارس، وألا يتم التعامل معهم أبدا كمواطنين من الدرجة الثانية". 

واشار الى أنه شعر بأن المسؤولين كانت لديهم الرغبة "في إظهار أنه، حتى في السعودية، هناك إمكانا للمناقشة، وبالتالي تغيير صورة البلد".
 
 
في 5 تموز 2018، توفي الكاردينال توران في الولايات المتحدة الأميركية عن عمر 75 عاما. 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم