اشترِك في نشرتنا الإخبارية
"تدمير أوّل دبّابة أبرامز أميركيّة في أوكرانيا"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
02-02-2023 | 13:11
المصدر: النهار
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم انها تظهر "أوّل دبابة أبرامز أميركيّة يتم تدميرها في أوكرانيا" أخيرا، في وقت يتواصل الهجوم الروسي فيها. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تعود الى نيسان 2003، وتظهر "دبابة قتال من طراز إم1 أبرامز توقفت أمام معسكر فدائيين خارج جمان الجبوري بالعراق، خلال عملية حرية العراق". FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الدبابة محترقة بالكامل، وقد توقفت في الطريق. التشارك في الصورة تكثف أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، ارفقتها بالتعليق الآتي (من دون تدخل او تصحيح): "تدمير أوّل دبابة أبرامز الأمريكية في مدينة باخموت"، وايضا "دبابه ابرامز امريكيه الأولى على ارض أوكرانيا ضمن صفقه دبابات أرسلتها امريكا الى أوكرانيا، ضربت بقذيفة روسيه موجهة...".
- أميركا ترسل دبابات أبرامز الى أوكرانيا -
جاء انتشار الصورة في وقت أعلن مسؤول أميركي كبير، الأربعاء 25 كانون الثاني 2023، أنّ الولايات المتّحدة سترسل إلى أوكرانيا 31 دبّابة أبرامز، لتتعزّز بذلك ترسانة الأسلحة الغربية التي تتجمّع لدى الجيش الأوكراني تمهيداً لهجوم مضادّ يستعدّ لشنّه ضدّ القوات الروسية، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس.
وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية للصحافيين "سترون مئات المركبات المدرّعة - مركبات ذات قدرات استثنائية - والدبابات تصل إلى أوكرانيا، والأهم من ذلك أنّها ستصل مع أطقم مدرّبة".
وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية للصحافيين "سترون مئات المركبات المدرّعة - مركبات ذات قدرات استثنائية - والدبابات تصل إلى أوكرانيا، والأهم من ذلك أنّها ستصل مع أطقم مدرّبة".
وقد رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء بقرار نظيره الأميركي جو بايدن تزويد كييف دبّابات أبرامز الأميركية، معتبراً ان حصول القوات الأوكرانية على هذه الدبّابات الثقيلة المتطوّرة "خطوة مهمّة لتحقيق النصر النهائي".
- حقيقة الصورة -
غير أن الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يقودنا فورا الى مصدها الاصلي، وزارة الدفاع الاميركية، وهي منشورة في موقعي ويكيبيديا (هنا، هنا)، وآلامي (هنا)، وفي مواقع اخرى ارشيفية او لتخزين الصور (هنا، هنا).
وقد ارفقت بشرح موحد: "دبابة قتال رئيسية من طراز إم1 أبرامز M1A1 Abrams (MBT) توقفت أمام معسكر فدائيين خارج جمان الجبوري بالعراق خلال عملية حرية العراق".
التاريخ: 6 نيسان 2003. الرصيد: إيريك إس هانسن، يو إس إم سي GYSGT Erik S. Hansen, USMC.
"بين 20 آذار 2003 و18 كانون الأول 2011، نفذت أميركا وبريطانيا عملية غزو وسيطرة عسكرية شاملة في العراق بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، الامر الذي أدى إلى إسقاط نظام الرئيس صدام حسين، وخسائر بشرية قُدرت بمليون قتيل ومصاب وملايين المشردين، وخسائر مادية للطرفين تقدر بتريليونات الدولارات، وانزلاق البلاد في عنف طائفي بلغ ذروته خلال 2006-2007"، وفقا لتقرير للجزيرة (هنا، وايضا هنا، هنا).
و"قد استمرت عمليات الغزو الذي أطلقت عليه واشنطن ولندن "عملية حرية العراق"- من بدايته حتى احتلال بغداد، 19 يوما، واجهت فيها القوات الغازية مقاومة من الجيش العراقي الذي كان يقاتل من دون غطاء جوي".
و"قد راوح عدد القوات الأميركية العاملة على الأرض في العراق ما بين 100 و150 ألف عسكري"، بينما "وصل عدد القوات البريطانية خلال فترة الغزو إلى 46 ألف عسكري". ووفقا لأرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، "فقدت الولايات المتحدة 4487 عنصرا في العراق منذ غزو تلك البلاد في اطار "عملية حرية العراق".
وفي 31 آب 2010، أي مع انسحاب آخر دفعة من القوات الأمريكية القتالية من العراق، بلغ عدد القتلى في صفوف القوات الأميركية 4421 عسكريا، قضى 3492 منهم خلال مشاركتهم في الأعمال القتالية، بينما بلغ عدد الذين أُصيبوا من جرَّاء العمليات 32000 شخص، وفقا لما اورد موقع "بي بي سي" (هنا).
وفي 31 آب 2010، أي مع انسحاب آخر دفعة من القوات الأمريكية القتالية من العراق، بلغ عدد القتلى في صفوف القوات الأميركية 4421 عسكريا، قضى 3492 منهم خلال مشاركتهم في الأعمال القتالية، بينما بلغ عدد الذين أُصيبوا من جرَّاء العمليات 32000 شخص، وفقا لما اورد موقع "بي بي سي" (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "أوَّل دبابة أبرامز أميركيّة تدمرها روسيا في أوكرانيا" أخيرا. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تعود الى 6 نيسان 2003، وتظهر "دبابة قتال رئيسية من طراز إم1 أبرامز توقفت أمام معسكر فدائيين خارج جمان الجبوري بالعراق خلال عملية حرية العراق".
