السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الراعي: نجدد الدعوة إلى النهوض من كبوة تأليف الحكومة بروح صافية ووطنية

المصدر: "النهار"
الراعي (تصوير مارك فياض)
الراعي (تصوير مارك فياض)
A+ A-
اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قداس عيد البشارة ان "مصممون على مسيرة إنقاذ لبنان واللبنانيين ولهذا السبب طالبنا بتحرير الشرعية". ودعا إلى النهوض من كبوة تأليف الحكومة فيضع الرئيس المكلف تشكيلة حكومية ممتازة ويقدمها إلى رئيس الجمهورية ويتشاوران بروح صافية ووطنية إلى أن يتفقا على الاسماء الجديدة وتوزيع الحقائب في إطار المساواة وعلى أسس الدستور والميثاق".


وجاء في العظة: "الآن والأزمة السياسيّة وتداعياتها الإقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة تشتدّ أكثر فأكثر، ترانا أمام واجب إستنباط طرق إضافيّة لمساعدة شعبنا الجائع والمحروم من المال والدخل والخبز والمواد الغذائيّة والأدوية. فالأوضاع لا تحتمل التأجيل، وخدمة المحبّة تقتضي تنظيمًا أوسع.

واضاف: "وبروح "الشركة والمحبّة"، تعاطينا الشأن الوطنيّ، وحملنا قضيّة لبنان في زياراتنا الراعويّة الداخليّة والخارجيّة، مطالبين بتحييد لبنان عن الصراعات والحروب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، وقد أحدثت في الداخل اللبنانيّ إنقسامًا سياسيًّا أدّى إلى تأخير الإنتخابات النيابيّة وتعطيل الإنتخابات الرئاسيّة سنتين ونصفًا، وتعليق العمل بالدستور، وشلّ المؤسّسات الرسميّة، وقيام أعمال إرهابيّة قمعها جيشنا وانتصر، وتغييب لبنان عن العرب والعالم، وقد ساد الفساد وانتشر، فإنهار لبنان إقتصاديًّا وماليًّا، وجاءت جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت لينهكا البلاد".
تابع : "من ناحية أخرى كنّا نطالب بحلّ قضيّة اللاجئين الفلسطينيّين، وبعودة المليون ونصف نازح سوري إلى وطنهم ومساعدتهم على إستعادة حياتهم فيه بكرامة، ومتابعة كتابة تاريخهم على أرضهم، والمحافظة على حضارتهم لئلا تتبدد. فقيمة الشعوب والبلدان في حضاراتهم.
10. لقد واكبنا طيلة هذه السنوات جميع التطورات ولم نحجب نصيحة أو مساعدة، وبذلنا جهودًا مضنية لإقناع المعنيين بسلوك طريق الثوابت اللبنانية ومنطوق الدستور من دون اجتهادات عبثية لا تفيد أحدًا. وضغطنا لإجراء الإصلاحات الضرورية في مؤسسات الدولة والمجتمع والمناطق لمنع سقوط البلاد".
وقال: "ما كنا نتصوّر يومًا أن يبلغَ لبنانُ، منارةُ الشرق، ولقاءُ الحضارات، هذ الدَرْكَ من الانحطاط والتقهقر. ما كنا نتصوّر يومًا أن تتنازل الشرعيةُ عن قرارها وحقها وصلاحياتها وتصبح رهينة لعبة المحاور الإقليمية. ما كنا نتصوّر أن تفشل الدولة بعد مئة سنة على وجودها الديمقراطي في تأليف حكومة".

وأشار الى "إنّنا بحكم مسؤوليّة هذا الصرح الوطنيّة والتاريخيّة، مصمّمون على مواصلة مسيرة إنقاذ لبنان واللبنانيين، كل اللبنانيين، ولن نيأس. لهذا السبب طالبنا بتحرير الشرعية والدولة، ووجهنا نداء إلى أشقاء لبنان وأصدقائه في بلاد العرب والعالم لمساعدة لبنان. ولهذا السبب اقترحتا اعتماد الحياد الناشط ليستعيد لبنان توازنه واستقراره. ولهذا السبب دعونا الأمم المتحدة إلى رعاية مؤتمر دولي خاص بلبنان. ولهذا السبب نجدد دعوتنا إلى النهوض من كبوة تأليف الحكومة فيضع الرئيس المكلف تشكيلة حكومية ممتازة ويقدّمها إلى رئيس الجمهورية ويتشاورا في ما بينهما بروح صافية ووطنية إلى أن يتّفقا على الأسماء الجديدة وتوزيع الحقائب في إطار المساواة وعلى أسس الدستور والميثاق".

وتابع إنّ "تزامن خدمتي البطريركيّة، في ذكرى سنتها العاشرة، مع بداية مئويّة لبنان الثانية، يضعني أمام واجب جعل خدمتي نذرًا لله بالصلاة اليوميّة والعبادة، ونذرًا للبنان الوطن الروحيّ للموارنة حيث فيه كلّ جذورهم وتراثهم، بالتضحيات التي تتواصل من جيل إلى جيل. لكنّ لبنان كدولة مدنيّة هو لجميع اللبنانيّين مسيحيّين ومسلمين. والحفاظ عليه مسؤوليّة جماعيّة تشارك فيها كلّ المكوّنات اللبنانيّة، كعلامة لإيماننا المطلق بوحدة لبنان وهويّته ودوره في الشرق والعالم".
وختم قائلا: "المئويّة الثانية تقتضي تأسيس لبنان الكبير لا على الأرض، بل في وجداننا جميعًا وفي عقولنا وقلوبنا. وتقتضي الإعتراف بنهائيّة الوطن اللبنانيّ لا كإعلانٍ دستوريّ فقط، بل كفعل إيمان عاطفيّ وعفويّ وكمسارٍ تاريخيّ وحضاريّ في حياتنا الوطنيّة. قدّرنا الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة البشارة، أن نفي معًا هذا النذر تمجيدًا لله الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم