الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الراعي يدعو لاستعادة هويّة لبنان ويُشيد بزيارة البابا وعودة سفراء الخليج

المصدر: "النهار"
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
A+ A-
اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن زيارة البابا فرنسيس المرتقبة إلى لبنان في حزيران تُبشر خيراً، داعياً إلى التحلّي بالحكمة في الانتخابات النيابية المقبلة لأنّها خلاص البلد وشعبه، ومشيراً إلى أن عودة السفراء تُؤكّد على علاقة الصداقة والتعاون بين لبنان الوفيّ للخليج وتلك الدول التي فتحت أبوابها لكل اللبنانيين في أصعب الظروف.
 
جاء كلام الراعي خلال ترأسه قداس أحد الشعانين على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، حيث قال: "اليوم في عيد الشعانين، نصل إلى الميناء، بعد رحلة الصوم والصلاة والتوبة وأعمال المحبة، التي دامت ستة أسابيع. هذا الوصول الذي نحتفل به مساء اليوم هو انطلاق دائم مع المسيح، فنعبر معه صعوداً روحياً من موت الخطيئة والإنسان العتيق، إلى قيامة الحياة والإنسان الجديد، وصعوداً على مثاله نحو الحب حتى النهاية".
 
وأضاف: "نرجو أن يكون العيد مباركا، وفاتحة خير عليكم وعلى أطفالكم الذين يعيشون، وهم أبرياء، في الفقر والحرمان والعوز، بسبب الأزمات السياسية والإقتصادية والمالية والاجتماعية، التي تسبّب بها الكبار من المسؤولين السياسيين"، مشيراً إلى أنّه "ظهرت في هذا الأسبوع تباشير ثلاثة هي: إعلان زيارة قداسة البابا فرنسيس لبنان في حزيران المقبل، الاتفاق المبدئي مع خبراء صندوق النقد الدولي، وعودة سفراء الدول الخليجية إلى لبنان. وإذ تأتي هذه الخطوات الإيجابية بينما تحصل تطورات مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، نأمل أن تستفيد منها الدولة اللبنانية وتوظفها في الإطار الوطني دون سواه".

في السياق، اعتبر الراعي أن "زيارة قداسة البابا فرنسيس، تأتي في سياق سعي الكرسي الرسولي إلى مساعدة لبنان للخروج من أزمته العميقة، وإبقائه بين منظومة الأمم الديموقراطية، وهذه الزيارة تشكّل بركة للشعب وأملا للوطن ومنبها للمسؤولين".
 
وأوضح أن "البابا حريصٌ على أن يتمتع لبنان بحوكمة رشيدة وبجماعة سياسية تضع الصالح العام فوق كل اعتبار، وهو مدرك بالتقصير الحاصل في التصدّي بجرأة وجدية لقضايا الشعب، وبالتردّد في تجاوب الدولة مع المساعي الدولية"، مضيفاً أننا "ندعو اللبنانيين للاستعداد نفسياً وروحياً لاستقبال قداسته بالفرح والرجاء".
 
وبالنسبة إلى الاتفاق المبدئي بين لبنان وصندوق النقد الدولي، قال الراعي: "ننتظر من الحكومة ومجلس النواب الإسراع في إقرار القوانين التطبيقية لهذا الاتفاق ولإجراء الإصلاحات المتفق عليها كأساس وشرط للحصول على المال اللازم. وفيما نتطلع إلى إصلاحات تضمن مصلحة اللبنانيين لاسيّما المودعين، وتحمي خصوصيات النظام الاقتصادي اللبناني الحرّ، وتعبّر عن جدّية الدولة اللبنانية ومصداقيتها، نأمل بالمقابل أن ترتفع قيمة الثلاثة مليارات دولار المقسطة على أربع سنوات، لكونها لا تتناسب مع الفجوة المالية ومع الحاجات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية".

وعن عودة سفراء دول الخليج، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، قال: "إنها تعود لتشد عرى الصداقة والتعاون بين هذه الدول ولبنان. فلبنان صديق مخلص لها، وعشرات الألوف من اللبنانيين يعملون فيها، ويسهمون في نموها وازدهارها بخبرتهم وإنجازاتهم، والسلطات المحلية من جهتها تقدر نشاطهم وإخلاصهم. وإن هذه العودة تشعر لبنان بأنه عضو فاعل في الأسرة العربية وجامعتها".

وأردف: "نزيد على هذه التباشير، السير الجدّي في إعداد الإنتخابات النيابية في 15 أيار المقبل فإنها وسيلة لإحداث الفرق بين الحاضر والمستقبل، بتكوين مجلس نيابي يحقّق حلم التغيير وإرادة الشعب".
 
ورأى أن "الانتخابات النيابية مسؤولية وطنية في ظروف تحتاج إلى تجديد الحياة السياسية والجماعة السياسية وتغيير الأداء والخيارات"، موضحاً "نريد أن يخرج من صناديق الاقتراع لا أسماء النواب فقط، بل هوية لبنان".
 
في الختام، بارك الراعي أغصان الزيتون، ثم أُقيم زياح الشعانين في باحة الصرح الخارجية حيث حمل الأطفال الشموع وأغصان الزيتون، مردّدين: "هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب".
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم