الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل لبنان مهدّد بسلالة كورونا الجديدة "الخارجة عن السيطرة"؟

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-

لم يكد العالم يتنفس الصعداء مع ظهور بشائر إيجابية في موضوع كورونا حين بدأت حملات التلقيح في عدد من دول العالم، حتى عادت وظهرت غيمة سوداء تسببت بحالة من الهلع. فقد أشار خبراء إلى وجود سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد ظهرت في بريطانيا وفي عدد من الدول كالدنمارك وهولندا وأوستراليا وغيرها بحسب منظمة الصحة العالمية، فيما لم يتم التأكيد على كافة الدول التي انتشرت فيها. وإضافة إلى الدول التي ظهرت فيها السلالة التي مصدرها بريطانيا، ظهرت سلالة أخرى في جنوب أفريقيا، على أن يتم تحديد العلاقة بينهما. على أثر حصول هذه الطفرة وظهور السلالة الجديدة أكد الخبراء أنها تتميز بكونها سريعة الانتشار بنسبة 70 في المئة مقارنة بالسلالة الأساسية التي عُرفت أولاً للفيروس.

عندما أكد وزير الصحة البريطاني مات هانكوك في حديث تلفزيوني أن الفيروس خرج عن السيطرة بعد أن تسبب بارتفاع معدلات الإصابات ودخول المستشفى، ازدادت المخاوف أمام هذا التصريح الرسمي بخطورة الوضع. وكانت المملكة المتحدة قد عادت وفرضت القيود من جديد في لندن ومناطق أخرى ضمن المساعي للسيطرة على الوضع تخوفاً من هذا الانتشار الواسع الجديد للفيروس بعد أن أصبح قادراً على الانتشار بسرعة أكبر.

هذا ولجأت دول أخرى من الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير صارمة حيال الرحلات الجوية من بريطانيا. أما هولندا فكانت أول دولة فرضت الحظر الفوري على الرحلات الجوية من بريطانيا، فيما تتجه دول اخرى كبلجيكا والنمسا وفرنسا وإيطاليا وبلغاريا وسويسرا، إلى اتخاذ تدابير مماثلة. أما إيرلندا فستفرض حظراً لمدة 48 ساعة، فيما عادت ألمانيا وأوقفت كافة الرحلات الجوية من بريطانيا مع بعض الاستثناءات. كما علقت تركيا الرحلات القادمة من بريطانيا وهولندا والدنمارك، وعلقت إيران الرحلات الجوية مع بريطانيا لمدة أسبوعين. كذلك بالنسبة إلى المغرب والكويت

من جهتها، أعلنت كندا أنها ستفرض حظراً لمدة 72 ساعة على الرحلات القادمة من بريطانيا ابتداءً من اليوم. علماً أن منظمة الصحة العالمية كانت دعت الدول الأوروبية إلى تعزيز القيود مع ظهور السلالة الجديدة التي قد تكون أكثر انتشاراً، كما يمكن أن تؤثر على أساليب التشخيص.

يبدو اليوم بحسب الخبراء أن الحل الوحيد للسيطرة على الوضع، في التشدد في التباعد الاجتماعي والحد من الاتصالات الاجتماعية خصوصاً في المناطق التي ظهرت فيها السلالة والتي تعتبر في دائرة الخطر.

هل تعتبر السلالة الجديدة أكثر خطورة؟

حتى اللحظة ما من معطيات تشير إلى أن السلاة الجديدة قد تكون أكثر خطورة أو أنها تزيد من الوفيات، وإن كانت أسرع انتشاراً وفق ما تبين.

بحسب ما توضح الطبيبة الاختصاصية في الأمراض الجرثومية في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الاميركية-مستشفى رزق، الدكتورة رولا حصني سماحة، أن هذه السلالة الجديدة لا تعتبر جديدة بكل ما للكلمة من معنى. فلطالما كان معروفاً أن فيروس كورونا عرضة للطفرة الجينية طوال الوقت، ليس في هذا الوقت تحديداً. وفيما يمكن أن تترجم هذه الطفرة الجينية أحياناً بتغيير عملي في الالتهاب المرتبط بالفيروس، يمكن أحياناً ألا تؤثر فيه كما حصل طوال الاشهر الماضية وحتى اليوم. وبحسب ما تؤكده سماحة، فقد ازدادت التغييرات الحاصة في الفيروس بشكل أصبحت فيه السلالة الحالية للفيروس مختلفة تماماً عن السلالة الأصلية التي بدأ فيها انتشار الفيروس حول العالم منذ نحو السنة.

كيف تبدو السلالة الجديدة؟

مما يبدو واضحاً بحسب سماحة إن السلالة الجديدة للفيروس تعتبر أكثر قابلية للالنتقال بالعدوى وأكثر انتشاراً حتماً مما كان يحصل مع السلالة الأصلية. فقد اصبح الفيروس أكثر انتشاراً وقوة ما يفسر هذا الارتفاع الكبير في عدد الحالات التي ظهرت فيها السلالة.

بالنسبة إلى لبنان تحيددا، يُطرح السؤال هنا حول ما إذا كانت هذه السلالة الجديدة يمكن أن تصبح موجودة فيه وتؤثر عليه أيضاً. توضح سماحة أن كون لبنان بل مفتوح وحدوده غير مغلقة يمكن حكماً ن تصل إليه هذه السلالة من اي من الدول المصدر التي ظهرت فيه. فما من عائق وما من شيء يمكن أن يمنع ذلك. وبالتالي إذا أتى وافدون من بلاد أخرى تظهر فيها السلالة وهم يحملون الفيرون، يمكن أن تنتشر فيه إذا ما انتقلت العدوى إلى المقيمين. ففي دول مفتوحة على بعها، يصعب استبعاد فكرة انتقال السلالة من بلد إلى آخر في اي وقت كان ودون سابق إنذار، وإن كانت هذه السلالة حتى اللحظة غير موجودة في لبنان. لذلك، حرصت الدول المجاوربة لبريطانيا على فرض قيود على الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا أو وقفها.

في الوقت نفسه، لا تؤكد سماحة أن هذا يعني حكماً ان السلالة ستنتقل إلى لبنان وأننا سنواجه مشكلات مرتبطة بذلك وما من توقعات حول الموضوع.

اما اللقاح فيشير الخبراء، على حد قولها أنه من المتوقع أن يظهر اللقاح فاعيلة في مواجهة هذه السلالة الجديدة ما يستدعي التسريع في عملية التلقيح الواسعة بهدف السيطرة على الوضع وعلى هذه السلالة الجديدة من الفيروس السريعة الانتشار.

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم