الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"حكاية تُروى"... يارا نعمة وأوّل علامة نظّارات لبنانية

المصدر: النهار
فرح نصور
"حكاية تُروى"... يارا نعمة وأوّل علامة نظّارات لبنانية
"حكاية تُروى"... يارا نعمة وأوّل علامة نظّارات لبنانية
A+ A-
لا بدّ أن يظهر الحسّ الإبداعي في أمور قد يشعر المرء بأنّها بعيدة عنه. اتخذت من معرفتها في عالم النظّارات، لكونها امتلكت متجراً لبيعها، مساراً فنياً جديداً يحاكي شخصيات الأفراد عبر ألوان وتدرّجات زجاجات نظّارات فريدة، وأطلقت أوّل علامة نظّارات لبنانية منذ سنتين. يارا نعمة، اختصاصية نظّارات، تضع بصمة خاصّة وأولى في عالم النظّارات في لبنان.
 
أثّرت خلفية عملها في توجّهها بخطٍّ جديد في عالم النظّارات وتأسيس علامة تجارية خاصّة بها. كانت اختصاصية النظارات يارا نعمة، تعرض في محلّها أشكال نظّارات مختلفة ومميزة من علامات تجارية عالمية، ولطالما هوت الموضة وتغيير أشكال النظّارات للزبائن بما يليق بوجوههم، من تغيير ألوان الزجاجات إلى الإطارات. 
 
سهّل عملها في هذا المجال خوض تجربة جديدة، واختيار النظّارات المناسبة لكلّ شكل من أشكال الوجوه، ومعرفتها بالوزن المريح للنظّارات، فأطلقت علامتها التجارية "See"، منذ نحو سنتين. عملت يارا في علامتها كثيراً على لون زجاج النظّارات، ولربّما هذه هي ميزة فارقة في علامتها، إلى جانب كونها أوّل علامة نظّارات لبنانية.
 
تتميّز بإنشاء نظّارات ذات حكاية، لذلك فإن شعار علامتها هو "حكاية تُروى"، أو تجربة معينة، وتًصمَّم وفق طلب الزبون. يختارها عدد كبير من اللبنانيين من بين علامات تجارية عالمية، لأنّها من حيث إطاراتها وزجاجاتها مريحة جداً، وتتّسم بمزيج ألوان وألوان فريدة، وهي قابلة لأن تتشكّل حسب الأذواق المختلفة، كما يمكن أن تكون نظّارات نظر أيضاً.
 
وتصدر يارا مجموعة من الزجاجات تحت عناوين استوحت منها ألوان تدرّجاتها، فمثلاً من مجموعة "مشوار بلبنان" يمكن اختيار زجاجة اسمها "بيروت" ذات لون أحمر متدرِّج وتركيبها على الإطار المطلوب. ويحظى الزبون بذلك على نظّارات فريدة، فـ"أنا أحبّ لبنان جداً وأحاول دائماً النظر إلى الجانب الإيجابي فيه، وهذه المجموعة كانت لإظهار الجميل الذي بقي منه، واستوحيت من طبيعته لتصميم الزجاجات خلال جولة قمت بها مع أصدقائي"، تقول نعمة. مجموعة "happy hour"، هي أيضاً مستوحاة من نمط حياة اللبناني، من غروب الشمس، والمشروبات الروحية وأوقات الحسومات في المطاعم، بحيث تتناسب ألوان زجاجات النظّارات مع هذه الأجواء.  كذلك تبتكر أفكار الزجاج كلّها والغاية من استخدامها، فقد استوحت مثلاً لمجموعة "maquille-moi" التي تعطي مظهراً وكأنّ المرأة تضع الماكياج، من موادّ الماكياج المعروفة بحيث تضفي جمالاً على العيون والخدود، ولاقت هذه الزجاجات تحديداً إقبالاً كبيراً، وكانت أول مجموعة أطلقتها يارا، وقد اشترت الزبونات عدة زجاجات منها كتنويع بالماكياج. وابتكرت هذه المجموعة بناءً على تدرّج الألوان على زجاج النظّارات بطريقة تخدم هذا الهدف.  
 
بذلك، استطاعت نعمة إدخال فكرة جديدة على النظّارات في لبنان، رغم أنّه "كان من الصعب في بادئ الأمر تغيير عقلية الناس في ما يتعلّق باختيار نظّارات ذات علامات تجارية عالمية حصراً، وجهدتُ بإقناعهم أنّ من الممكن وضع نظّارات مميزة أكثر، أجمل، مصنوعة يدوياً، فريدة، وتحاكي هوية الشخص الخاصة"، بحسب يارا.
 
في ظل الأزمة الاقتصادية التي نمرّ بها، تواجه يارا صعوبات عديدة وخصوصاً في ما يتعلق بالدولار، لأنّها تستورد الموادّ الأولية وتدفع ثمنها بسعر الصرف في السوق السوداء، وتؤكّد أنّه "من المستحيل أن أسعّر النظّارات بناءً على هذا السعر، لأنّ الهدف من علامتي هو توفّر نظّارات لبنانية بمتناول الجميع وذات نوعية جيدة"، لذا قلّصت من هامش ربحها وسعّرت على سعر صرف المصرف، فالأهمّ بالنسبة إليها إيصال العلامة وتعزيز شهرتها.
 
تواجه أيضاً صعوبات الانتشار في الخارج بسبب أزمة الدولار، كما تقول يارا. وتوضح أنّه لا يمكن الإنفاق على إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، فالتسويق بحاجة إلى fresh money لتنتشر العلامة بما أنّها جديدة.
 
لكن رغم ذلك، "يحبّ الزبائن في الخارج العلامة كثيراً، ويطلبون منتجاً بسعرٍ جيّد وغير باهظ". وأطلقت موقعها لشراء نظّاراتها أونلاين، وكان الإقبال كبيراً من مختلف الدول العربية، "فالأجانب والعرب يثقون بالمنتج اللبناني، إذ من حيث التصميم، اللبناني معروف بذوقه، وهو محط ثقة خاصة في الشرق الأوسط والخليج". وأحد أكبر المراكز التجارية في الإمارات اشترى كمية كبيرة من نظّاراتها لعرضها، وتعرض كذلك يارا مجموعاتها في لندن.
 
بهذه الكلمات، تختم يارا حديثها: "أشجّع أيّ شخص يرغب بصناعة أيّ شيء في لبنان رغم هذه الظروف، وأن ينفّذ طموحه لأنّ هذا هو الوقت المناسب. والآن هناك رغبة قوية بالمنتج اللبناني، وخصوصاً المغتربين الذين يحنّون إلى لبنان".
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم