الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رحل إيلي تاركاً "Beirut Block 7" والمدينة المخلّعة: مجسّمات تحاكي تقلّباتنا ويوميّاتنا

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
مهندس الديكور الراحل إيلي كعدي.
مهندس الديكور الراحل إيلي كعدي.
A+ A-
قبل شهر من انفجار مرفأ بيروت المأسوي، كان الثنائي أنطوني يوسف (مخرج) وإيلي كعدي (مهندس ديكور) يطلقان مشروعاً صغيراً، جمع شغفاً وحباً لبيروت وهويتها، ونجح في الإسمنت أكثر الموادّ بروداً وصمتاً، رسالةَ عشقٍ صارخة لمدينةٍ نحبّها تارةً ونكرهها طوراً. وقبل 3 أيام من الفاجعة، أطبق إيلي جفنيه مودّعاً بيروته، مستودعاً إياها الله.
 
 
غيّر إيلي وأنطوني نظرتنا إلى الخرسانة التي اجتاحت بيروت، فاكتسبت المادّة الشاحبة طابعاً حميماً مذ حملت اسم مدينتنا، واستحالت جزءاً من مساحاتنا الخاصة، عبر مجموعة مجسّمات صغيرة بتوقيع "Beirut Block 7"، بعضها استُلهم من عناصر العاصمة، وبعضها الآخر من حياتنا اليومية.
 
 
يقول أنطوني: "أتابع اليوم ما بدأته مع إيلي، أتابع من أجل إيلي". قبل المأساة التي حلّت بـ"Beirut Block 7"، كان الشغف تجاه بيروت، والحنين إلى النموذج العمراني الذي فقدته يوم ظهرت مهشّمة غداة انتهاء الحرب الأهلية، يجمع الصديقين. "يوم التقيت إيلي للمرة الأولى في الطبقة الخامسة من جريدة "النهار"، راح يتكلّم عن بيروت بحزن، كان ينظر إليها كأنه لا يعرفها. فقدت المدينة ما فقدت، وطُعّمت هويّتها بمظاهر حداثة غريبة عنها، أُسقط عنها طابعها الثقافي الخاصّ، وغدت بيروت غابة باطون"، طفق يردّد.
 
 
لعلّ هذا الواقع كان الدافع الأول للصديقين لاستخدام الإسمنت في تكريمها، فكان مشروع "Beirut Block 7" الذي ضمّ البلوك الإسمنتي الشهير الذي يحمل اسم بيروت، بالإضافة إلى "بَطبطون"، وهو مجسّم للبطة المطاطية الصفراء التي رافقت طفولتنا، مروراً بلعبة "إكس أو" (Tic-tac-toe) وحاملة الأكواب الخرسانية (coaster)، وصولاً إلى مجموعة عيد الميلاد التي عمل عليها أنطوني إكراماً لإيلي، ورفعها إليه صلاةً.
 
"هو ينظر إليّ ويرافقني، ويحضّني على الاستمرار والعطاء" يقول أنطوني في حديث لـ"النهار"، "كان دائماً ينصحني ولا أفهم ما يقصد، كان متصالحاً مع ذاته، هادئاً ومحبوباً، وأنا أريد أن أتابع ما بدأناه معاً".
 
 
يُكمل أنطوني اليوم مشروع "Beirut Block 7"، بمساعدة لارا، شقيقة إيلي، ويعملان على إنجاز مشاريع عديدة لدعم الاقتصاد المالي والسوق اللبناني، بالرغم من كلّ المصائب التي حلّت بهما، معتبراً أنّه "لو ساند اللبنانيون المشاريع الصغيرة الناشئة واعتمدوا عليها لما وصلنا إلى هنا".
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم