الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فرانك سوربييه: المرأة العربيّة متطلّبة ودافئة، و"المانترا" تحرّر العقل (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
فاديا صليبي
فرانك سوربييه
فرانك سوربييه
A+ A-

المصمّم الفرنسي المعروف فرانك سوربييه، يحكي في كل مجموعة قصّة، تكشف عن جزء من عالم متعدّد الأوجه والأشكال عنده. تصبح هذه المجموعات منصّة لطرق جديدة في التفكير، تعرض ركائز الحمض النووي الفريد للعلامة التجارية.

في هذه المجموعة التي ترمز الى "الترحال"، يشرح فرانك سوربييه قصّته قائلاً: "هناك مواسم مثل هذه، حلمت بالذهاب في رحلة. توجهت شيئًا فشيئًا نحو الشرق. من بعيد، لمحت سرابًا ساحرًا وجاذبية لا حدود لها للاستشراق، هذه الحركة العظيمة في القرن الثامن عشر، والتي بلغت ذروتها في القرن التاسع عشر، تيار لا يزال حتى اليوم، تحتفل به جميع الفنون الرئيسية. استمرّ هذا الحلم في طريقه... وأخذني هذا الطريق إلى الهند. على الفور، أغواني شعار المانترا mantra. المانترا هي أداة فكريّة، استدعاء يُستخدم للتأمل. المانترا تحرّر العقل".

من الهند، إلى التيبت وجنوب شرق آسيا والشرق الأقصى، سوف نغوص مع فرانك سوربييه في هذه المجموعة المعبّرة عبر الفيديو والصور.

 

 الزميلة فاديا خزام الصليبي مع المبدع الفرنسي فرانك سوربييه

 
 

في أوتيل رافاييل في باريس على الجادة الساسة عشرة، كان هذا الحوار مع سوربييه:

فرانك سوربييه، لماذا اخترت القيام بمعرض خلال أسبوع الهوت كوتور الباريسي 2023 وليس عرض أزياء كعادتك؟

هناك فترة يجب أن نقوم فيها بشيء لايمكننا القيام به، وبما أنّ مجموعة الهوت كوتور كانت صغيرة، قررنا القيام بمعرض لإفساح المجال أمام الناس لرؤية الفساتين عن قرب وشرح كيفية تنفيذها للناس، وفي نفس الوقت تمّ تصوير فيلم عكسنا فيه عمق الموضوع الذي اخترته بطريقة مباشرة في موقع مرموق.

مجموعة الهوت كوتور لربيع وصيف 2023 للمصمم الفرنسي فرانك سوربييه ( فيديو)

 

قلت ذات مرّة إنّ الهوت كوتور لا تشارك في روح العصر؟

لأنني أعتقد أنّنا عندما نتقدّم في العصر، على فن الهوت كوتور أن يتأثّر بما يحدث. في الماضي، الكثيرون قالوا إنّ الهوت كوتور ما زال في برجه العاجي، وهذا قول خاطئ، العصر يتغيّر، الهموم تتغيّر، ويجب على الهوت كوتور ألاّ يبقى تلك "المرأة العجوز" بل يجب أن يلتصق بالعصر.

 
 

إذا أنت تؤيّد قول بيار بيرجيه (Pierre Berge الشريك الأساسي للمصمّم إيف سان لوران ورفيق عمره) إنّ "الهوت كوتور مات"؟

نعم، قالها منذ زمن طويل وما زال يقولها، الكل فكّر بهذا الأمر في ذلك الوقت، بالفعل مات الهوت كوتور في تلك الحقبة بعد أن كان يعيش عصراً ذهبيًّا، لكنّ الهوت كوتور دخل فيما بعد في عصر من المقاومة ودائماً هناك ولادة جديدة بعد المقاومة، ما يستوجب تصوّرها بشكل مختلف، بمعنى إذا لم يحمل الهوت كوتور في أعماقه الثقافة، فلا حاجة لبقائه، لأنّ الكل يستطيع اليوم أن يصنع فساتين جميلة برّاقة، ولكن يجب أن تلتصق بالعصر وتحتوي على قصّة، وطابع عاطفي.

في مكان ما، بيار بيرجيه على حق، لأنّنا عندما نصبح في عمر ما نتحوّل الى مرآة، نعم لقد مرّ الهوت كوتور بحقبة من المجد، وأعتقد أنّه عندما قال إنّ "الهوت كوتور مات" كان هناك مصممون جدد مثل كلود مونتانا الذين خلعوا الهوت كوتور عن عرشه لدرجة أصبح فيها "امرأة عجوزاً"، لذلك اعتبر النقاد أنّ هذا الفن أصبح قصّة قديمة، خاصة وأنّ عصر الألبسة الجاهزة كان قد بدأ بقوّة وكسر ما كان سائداً في ذلك الوقت.

 
 

المرأة العربيّة ودفء العلاقة

هل لديك زبائن في الشرق الأوسط؟

نعم، وأنا في الوقت الحاضر في صدد تصميم فستان عرس لشابّة كويتيّة، واختيارها التصميم مهم جداً لأنّه عصري جداً.

هل تقصد أن ذوق الجيل الجديد في الخليج يختلف عن الجيل السابق؟

نعم، حتى الوالدة التي كانت في حقبة ما ترتدي أسلوباً معيّناً، كانت في ذلك الوقت قد بدأت في مرحلة التطوّر، وأنا كلّما ألتقي بنساء من الشرق الأوسط يقلن لي: "نريد فساتين مميّزة، نحن لا نهتم للأسماء الكبيرة، نريد شيئاً مختلفاً". في النهاية، عندما يكون لدينا إمكانيات ماديّة عالية، من الطبيعي أن نختار الأسماء الكبيرة، ولكن اليوم هناك توق الى الحصول على أشياء جديدة مذهلة لا يمكن رؤيتها على أحد، فورقة اللعب التي نلعبها الآن في الهوت كوتور هي "التفرّد". الهوت كوتور وجد لخدمة الزبائن، لأنّ ما نقوم به من بوديوم ومعارض أو أفلام، هي اقتراحات، فالأمر الأساسي هو التشاور مع الزبونة لتختار ما يناسب شخصيتها.

 

الهوت كوتور يختلف حتماً عن الألبسة الجاهزة...

نعم، فهو لا يفرض كما الألبسة الجاهزة، ففستان الهوت كوتور وجد للزبونة الواحدة. نحن نصنع الألبسة الجاهزة لامرأة مجهولة، لا توجد تلك اللذّة في التواصل، في صداقة تنمو بيننا، هذا أمر جميل يحدث بين الخيّاط والزبونة، ففي كل مرّة أُلبس فيها امرأة هناك تجربة جديدة، شيء مختلف، طريقة للتواصل...

 

هل المرأة العربيّة متطلّبة؟

نعم هنّ متطلبات، ولكن هناك شيء ما عذب وعطوف على صعيد الثقافة، شيء ما دافئ في العلاقة، إنّهنّ فاتنات سخيّات، لديهنّ خصال حميدة نسيناها في أوروبا ولم تعد موجودة في عصرنا هذا.

لقد صممت أزياء مسرحيّة لأهم الفنّانين مثل ميلين فارمر وجوني هوليداي، بالإضافة الى ألبسة للحفلات المسرحيّة، لكنّك بقيت ضمن فرنسا لمَ لمْ تصمّم لنجمات هوليوود كسائر المصمّمين العالميين؟

هوليوود بعيدة (يضحك)، رغم أنّنا مطلوبون جداً في السوق الأميركيّة من حيث الألبسة الجاهزة دو لوكس ولدينا عدد لابأس به من زبائن الهوت كوتور، إلاّ أنّنا لم نحاول أبداً إلباس النجمات الأميركيّات، مرّة واحدة صممت فيها لليدي غاغا، مرّ الزي ضمن لحظات محدودة في الفيلم.

 

يبدو أنّك لم تحاول التواصل معهنّ؟

 
 

كلاّ، لم أحاول، لكن ربما هذا الأمر سيأتي مع الوقت.

 

ما هو الشيء الذي يخيفك أكثر من غيره؟

 من الغريب جداً أنّ الكثير من الأشياء لم تعد تخيفني، لأنّني بكل الأحوال أقول لنفسي بحسب المقولة الفرنسيّة: "السخرية لا تقتل". بصراحة كنت أخاف من الأضواء المسلّطة عليّ، إذ عندما نكون تحتها نصبح ضحايا، وهذا أمر معقّد، لكنّني إنسان أتمتع بصفة الإدراك، لست فراشة مستعدّة لحرق جناحيها.

 

كيف تصف حياتك اليوم؟

كل ما حصل لي حتى اليوم جلبته الحياة، والعمل الذي أقدّمه أعتبره كالنبيذ الجيّد، أنا بدأت أشيخ يوماً بعد يوم ولكنّني أشبّه نفسي بشجرة كبيرة تثمر فاكهة جميلة كلّما مرّ عليها الزمن.

 
مجموعة الهوت كوتور لربيع وصيف 2023 للمصمم الفرنسي فرانك سوربييه
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم