السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

نمط غربي بسيط... المصممة اللبنانيّة سابرينا محي الدين لـ"النهار": دبي احتضنت أحلامي ونجاحي

المصدر: النهار
فاديا صليبي
سابرينا محي الدين
سابرينا محي الدين
A+ A-

"يفهم مصمّمو الأزياء اللبنانيون  البارعون نفسية المرأة. تحب جميع النساء في العالم أن يكنّ مليئات بالأنوثة، متوهّجات، يتباهين بجمالهنّ. في الوقت نفسه، يردن أن يكنّ خفيفات وحيويّات في لباسهنّ. سمح لهنّ المصممون اللبنانيون بالحلم. ربما هذا ما يفسّر علاقة الحب هذه بين النساء في العالم ومصممي الأزياء في لبنان". هذا ما قاله المصمم راني زاخم.

 رغم أنّ عدد المصممين اللبنانيين يزداد يومياً، إلاّ أنهم يحققون النجاح تلو الآخر في العالم وخاصة في الدول العربيّة. ما هو السر برأيكم؟ المصمّمة الناشئة سابرينا محيي الدين تشرح لنا السبب، هي بدورها حققت النجاح في الدول العربيّة وبدأ اسمها يتردد على كل لسان بعد أن أطلقت ماركتها "Lili Blanc" من دبي حيث تعيش بعيداً عن وطنها لبنان، ولكنّها تعتبر أنّ دبي هي أرض الفرص ومدينة الأحلام، انطلاقة سابرينا محيي الدين تركّزت على الألبسة الجاهزة الديناميكيّة وتسعى الى أن تنطلق في العالم أجمع.

المصممة اللبنانيّة سابرينا محيي الدين
 

"النهار" أجرت معها هذه المقابلة التي تكلّمت فيها المصممة عن أحلامها وعن المصمم اللبناني وعن وطنها الثاني دبي، سألناها:

 

درست العلوم السياسيّة والإداريّة ومارست هذا الاختصاص في عدّة شركات ثمّ انتقلت إلى عالم التصميم وأسست ماركتك "Lili Blanc"، أخبرينا عن سبب انتقالك إلى هذا الفن؟ وما هي الصعوبات التي واجهتها؟

إنّ سبب انتقالي إلى هذا الفن هو حبّي وشغفي بعالم الأزياء والموضة، لطالما حلمت أن يكون لديّ علامة تجارية تلائم نمط حياتي وتفكيري. أما بالنسبة للصعوبات التي واجهتها وكانت أبرزها جائحة كورونا، فبدايتي كانت في عام 2020 عندما كانت الجائحة في ذروتها وغالبية الأماكن مغلقة في دبي، من الدوائر الرسمية لتسجيل العلامة التجارية إلى مكاتب العقارات للحصول على مكتب للشركة، إلى المعاملات الرسمية، الشحن، التوظيف، بالإضافة إلى عدم قدرتي على الإبداع، نظراً لهذه الظروف والحمدلله نقول إننا قطعنا هذه المرحلة وبإيجابيّة.

 

من أيّن اكتسبت خبرتك في هذا الحقل؟

حسناً، بالإضافة الى الدورة التعليمية التي التحقت بها في المعهد العالمي للموضة Esmod للتعرّف على التفاصيل الإبداعية للتصميم والخياطة والتعامل مع الأقمشة، أستطيع أن أقول إن الدخول مباشرة في عملية خلق وتطويرعلامة تجارية، وتجاربي مع فريق عملي، وسعيي الى ما أريد تحقيقه، والوصول اليه، ساعدتني كثيراً على تطوير مهاراتي وخبراتي في هذا المجال.

 

لماذا اخترت صناعة الألبسة الجاهزة بالتحديد وليس الهوت كوتور خاصة وأنّك تعيشين في دبي حيث الهوت كوتور هو أبرز متطلبات المرأة العربيّة؟

بالنسبة إلى علامتي التجارية "Lili Blancأنا أحاول الارتقاء بالملابس الجاهزة العملية والراقية إلى مستوى عالٍ، أخطط من خلاله الى إطلاق مجموعة خاصة من الفساتين تليق بالمناسبات المسائية سأنفّذها بأسلوب الهوت كوتور وأجعلها جاهزة للمرأة الديناميكيّة المعاصرة، وستعلن الدار عنها في حينه. وأنا أراها تجسّد أسلوب حياة مطلوب جداً مع نمط الحياة السريع خاصة في دبي. وأود الذكر أن الدار تصمّم وتنفّذ طلبات خاصّة لزبائن VIP

 

أنت تعملين في دبي منذ 10 سنوات، لماذا دبي بالتحديد؟

  دبي جئتها صغيرة يافعة مع أحلام كبيرة، احتضنتني ودعمتني وحمت شغفي وإصراري على النجاح، هي أرض الفرص لمن يؤمن بنفسه وبأحلامه، فمن منكم لا يحب دبي. أنا أقيم هنا منذ عشر سنوات كان لي الحظ والفرصة والشرف للانطلاق من هذه البلاد. لكنّني أتطلّع دائماً لأن يكون لي خطوة كبيرة داخل بلدي لبنان وأحلم أن أرى علامتي "Lili Blanc" تتطور في وطني الأم.

 

يتميّز أسلوبك بالنمط الغربي وبالبساطة المعروفة لدى المصمم الأجنبي، هل تلاقين تجاوباً في الأسواق العربيّة؟

على الرغم من تعدد الثقافات في المجتمع العربي والتي تنعكس حتى في الأزياء كأي شيء آخر، أستطيع ان أجزم أن الحياة العملية اليومية في عصرنا هذا تتطلّب ديناميكية وعصرية تحتاج إليهما المرأة، لذلك حتى في بعض المناسبات العالمية نرى النجمات العالميات يلجأن الى الـ)Easy cut and Easy Pattern) أي القصّة المريحة والنمط السهل ليتحررّن ويتفرّدن، ما يعكس جمالهنّ، وهذا ما نراه كتأثير مشترك في عالم الموضة ما بين الشرق والغرب من حيث التصميم والقصّات.

 

هل تعتبرين أنّ أسلوبك يتناغم مع شخصيّة المرأة العربيّة؟

من خلال مجموعات العلامة "Lili Blanc" يمكنك ملاحظة المحاكاة الموجودة في أغلب التصاميم (القصيروالطويل – الجريء والهادئ) حيث أحاول الوصول إلى قلب وأسلوب سيّدات المجتمعات العربية. أترك لهنّ حرية الاختيار بما يتلاءم مع شخصياتهنّ وحدودهنّ في اللباس. لذا التنوّع في التصاميم يعكس شخصيتي وعلاقتي بين الرصانة والتقاليد العربيّة وفكري المستقل والوعي التام لاختلاف السيّدات وأنماطهنّ ومحاولة احتواء هذه الفوارق لدى المرأة العربية.

 

ماهي الأسواق التي تتعاملين معها؟

بما أنّ أسلوبي يتجه نحو كل امرأة قوية، جريئة، ومتفرّدة في لباسها، فقد تمكّنت نوعاً ما من الانفتاح على الأسواق المحليّة في الخليج العربي والشرق الأوسط وصولًا إلى أوروبا.

 

من أين تستوحين موديلاتك؟

كل مجموعة ترتكز على رسالة تريد العلامة "Lili Blanc" إيصالها إلى العالم، لذا استوحي كل التصاميم من هذه الأفكار، من القصص، من المدن، الموسيقى أو حتى فنجان قهوة بين أقمشة حريرية.

 

لاحظنا أنّ مجموعاتك خالية من التطريز لا سيّما وأنّك في دولة عربيّة تعشق فيها المرأة الثياب المطرّزة....

صحيح أنّنا لم نتطرق بعد إلى موضوع التطريز في مجموعاتنا الحالية، ولكن من يدري ربما في المستقبل القريب تستطيع العلامة "Lili Blanc" استخدامها بما يتناسب مع هويتها، وبالتالي يمكننا دمج القصّات العصرية بالتطريزات التقليدية في كيان واحد مع الإبقاء على أسلوب الدار. لاشكّ أننا فخورون جدًا بما وصلت إليه الدّار، فنحن نتعامل مع شريحة كبيرة من النساء العربيات العصريات والعمليات اللواتي أحببن هذا الاتجاه، ويتّبعنه اليوم كجزء من ذوقهنّ في الموضة.

 

ما هي أبرز الأقمشة التي تستعملينها؟ وكيف تختارين القماش؟

الأقمشة الأكثر استخدامًا لدينا، القطن العضوي وخامات البدل بما فيها أحيانًا المستدام، بالإضافة إلى الكتان، الساتان، الكريب، والدانتيل، وقريبًا سنبدأ باستعمال التافتا والأورغانزا والتول. وبالنسبة لي يقع اختياري دائماً على الأقمشة التي تتميّز بالجودة والنوعيّة التي تتناسب مع كل مجموعة.

 

ألا تفكرين بالانطلاق من باريس الى العالم كما فعل بعض المصممين اللبنانيين؟

دبي هي مركز العالمين العربي والغربي، وهي محطة رائعة للانطلاق منها للوصول إلى العالمية، وبالطبع نهدف إلى أن تكون باريس محطة ثانية لتحقيق المزيد من الطموح والإبداع والانتشار على الصعيد العالمي اقتداءً بالمصممين اللبنانيين الذّين وصلوا الى العالمية.

 

كيف تنظرين الى نجاح المصمم اللبناني في العالم؟

أشعر بفخر كبير لأنني أنتمي الى هذا البلد الصغير الذّي يعاني حاليًا من أزمات عديدة، فهو سيبقى منبعاً للفنّانين والكتّاب والأطباء والمهندسين والعظماء والمصممين الرائعين الرّاقين، وأشعر أنني جزء من هذا النجاح الكبير، ما يدفعني للتصميم على اتباع خطواتهم نحو العالمية.

 

ما سبب نجاح المصمم اللبناني برأيك؟

المصمم اللبناني منفتح، حاضن للثقافات، يتقبل التغيّرات، ويتأقلم مع التحديات، ما يزيد من إلهامه وابداعه ورقيّه بالتعامل مع كل سيدة في هذا العالم. طموحه وفهمه لعالم الموضة وتطوّره المستمر مابين السوقين العربي والغربي، جعله رمزًا للتصميمات العالمية.

 

في مقابلات عدة ذكرت والدك، ما هو الدور الذي لعبه في حياتك ونجاحاتك؟

والدي هو القوة، الدعم، الإيمان، الإلهام، هو داعمي الأول والأخير، لم يلعب دوراً واحداً في حياتي، بل كانت له كل الأدوار لأكون ما أنا عليه اليوم. هو من آمن بي وبنجاحي، هو من ساعدني على أن أحلم وأتعلّم كيف أحقق أحلامي، علّمني كيف أكون مستقلّة لا أستسلم، وعلّمني أنّ الاجتهاد هو إبداع، وأن النجاح هو إصرار ومثابرة، هو مثلي الأعلى أُهديه كل شيء، وبالنسبة لي هو كل الحياة.

 

مجموعة "Dream in a city" لربيع وصيف 2022 من دار "Lili Blanc"

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم