اشترِك في نشرتنا الإخبارية
كثُر الحديث في الأيام الأخيرة عن المخاطر التي أصابت شاطئ صور بسبب تسرّب مادة نفطية من القطران اليه وتهديدها للكائنات الحيوانية والنباتية التي يحتضنها، الأمر الذي دفع السلطات المحلية والجمعيات التي تعنى بالشؤون البيئية للاسراع الى تنظيفه وانقاذه من الضرر الذي قد يلحق به. اكتشف معنا أهمية هذا الشاطئ، والأسباب التي تدفعنا لحمايته والمحافظة عليه!
يعدّ شاطئ صور أكبر شاطئ في لبنان وأكثر شواطئه الرملية جمالاً . أعلن الشاطئ محمية طبيعية في العام 1998 وهو يعدّ من أبرز وأكبر محميات لبنان وأروعها.
يجذب شاطئ صور اليوم اللبنانيين والسياح من مختلف المناطق، لكونه يعتبر الأجمل والأنظف في لبنان. كما واحتل شاطئ صور المركز الرابع ضمن أجمل شواطئ منطقة الشرق الأوسط، وفقا لموقع ناشيونال جيوغرافيك، وذلك في آيار (مايو) 2019.
أعلن الموقع أيضا منطقة رطبة ذات أهمية عالمية وفقاً لاتفاقية رامسار للمناطق الرطبة. فتبلغ مساحة الأراضي التي تؤلف محمية شاطئ صور الطبيعية 380 هكتاراً وهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام: قسم السياحة، وقسم الحماية وقسم الزراعة والآثار.
تتميز المحمية بتنوعها البيئي الذي يجمع بين الغطاء النباتي الأخضر، والكثبان الرملية الصفراء، والشاطئ البحري الأزرق. وتتميز بنظامها الإيكولوجي البحري الساحلي وتنوعها البيولوجي خصوصاً أنها تحتوي على المياه العذبة ومصبات الأنهار والينابيع التي تتدفق إلى البحر مما يؤدي إلى خلق طبقة مياه بحرية عذبة.
تضم المحمية مجموعة غنية من النباتات موزعة على أكثر من خمسين عائلة من الضروري الحفاظ عليها لكونها مهمة لأعشاش الطيور و تعتبر مصدر غذائها. ستة أنواع من هذه النباتات مهددة على الصعيد الوطني والإقليمي، أربعة منها متفردة، وعشرة نادرة وفي طليعتها الزنبق الرملي الذي ينتج زهراً ابيض جميلاً.
تعتبر المحمية أيضاً موقعاً هاماً لتعشيش الطيور المهاجرة ونقطة أساسية لمراقبتها أبرزها طائر الشادي، والمخوِض، والجارح، والجاثم، والنورس، والبواشق ودجاج الماء. لذلك يُمنع الصيد البري العشوائي في المحمية الذي قد ينال من هذه الطيور النادرة الموجودة فيها.
وتشكّل المحمية موقعًا هامًا لتعشيش السلاحف البحرية المهددة بالانقراض، كالسلحفاة ضخمة الرأس (Caretta Caretta) والسلحفاة الخضراء (Chelonia Mydas).
وتعتبر مستنقعات المياه العذبة المحاطة بالقصب العنصر الأساسي والجاذب في المحمية من الناحية العلمية. تعمل هذه المستنقعات على تنقية الجو من ثاني أكسيد الكربون مما يساعد على تحسين المحيط البيئي في المنطقة.
وللمحمية قيمة أثرية كبيرة ايضا، إذ تعتبر جزءًا من مدينة صور القديمة التي أدرجت على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. وهي تعد واحدة من أقدم المدن العالمية وأغناها ثقافة خصوصاً وأنها قد برزت خلال الفترة الفيينيقية، حين لعبت دورا ثقافيا وتجاريا بارزا.
فتضم المحمية بقايا أثرية للمدينة القديمة الغارقة، بالاضافة الى آثار البرك والآبار الارتوازية التي تعرف ببرك رأس العين والتي تعود الى الفترة الفينيقية. وبحسب النصوص الآشورية، أمر شلمنصر الخامس جنوده بحراستها اثناء حصاره لمدينة صور في العام 725 ق.م. وكان يعاد بناء وترميم هذه البرك عبر العصور، ووصلها بقنوات جر مياه جديدة نظرا لاهميتها في تأمين المياه العذبة للمدينة.
تتم زيارة المحمية سيراً على الاقدام من خلال الممرات الخاصة التي قامت ادارة المحمية بتأهيلها. وهي تعدّ سهلة وممتعة، اذ تمكن الزائرين من استكشاف المنطقة البرية ومراقبة الطيور المهاجرة والسلاحف البحرية التي تقصد الشاطئ لوضع بيوضها. وهناك مسار خاص يقود الى القسم الثاني من المحمية حيث تقع آبار رأس العين الارتوازية التاريخية والحقول الزراعية.
