السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

اكتشف فاردزيا... مدينة الكهوف الغامضة في جورجيا

المصدر: النهار
ريم قمر
كهوف فاردزيا
كهوف فاردزيا
A+ A-
تعتبر "فاردزيا" مدينة الكهوف الرائعة في جورجيا رمزاً ثقافياً وطبيعياً ودينياً مذهلاً للبلاد. بنيت هذه الكهوف بجانب جبل إروشيتي، الواقع في جنوب جورجيا في أواخر القرن الحادي عشر، عندما كانت مملكة جورجيا تقاوم هجوم جحافل المغول، وهي القوة الأكثر فتكاً وتدميراً التي شهدتها أوروبا على الإطلاق.
أمرت الملكة تمار ابنة الملك جيورجي الثالث في العام 1185 ببناء دير محصّن على شكل كهف، ما أدّى إلى تحويل الموقع إلى مدينة مقدّسة تحتضن أكثر من 2000 راهب. وهي تشتهر اليوم بأنها معقل روحيّ للمسيحيين الشرقيين.
 
 
 
أنشئت الكهوف على مستويات مختلفة، تبدأ من تحت الأرض، واحتوت على 6000 غرفة وكنيسة كبيرة مع برج جرس خارجي و 25 قبواً لحفظ النبيذ. يُفترض أن المدخل الوحيد لهذا الحصن كان عبر نفق خفيّ، مدخله بالقرب من ضفاف نهر متكفاري.
 
 
وكان المنحدر الخارجي للجبل مغطى بمصاطب خصبة مناسبة للزراعة، وصُمّم للغاية نظام معقّد للريّ. فمع مثل هذه الدفاعات التي وفّرتها الطبيعة، تمكّنت فاردزيا بداية من الصمود بوجه الغزوات. ولكن للأسف، كانت العوامل الطبيعية أقوى منها؛ ففي العام 1283 ضرب زلزال مدمّر المكان، وأدّى إلى تحطيم منحدر الجبل، وتدمير أكثر من ثلثي المدينة، مما أدى الى الكشف عن الأجزاء الداخلية المخفية للكهوف.
 

وفي العام 1551، تمكّن الفرس من الاستيلاء على الموقع بعد أن هزموا الجورجيين في معركة شرسة جرت أحداثها بالقرب من الكهوف.
اليوم يسكن كهوف فاردزيا مجموعة صغيرة من الرهبان، وهي تعدّ من المواقع المثيرة للزيارة في جورجيا؛ فيمكن للزائرين التجوال في داخل الكهوف ومشاهدة ما يقرب من 300 غرفة صخرية وكنيسة العذراء المميزة برواقها ذي القوسين. بالرغم من أن الكنيسة قد فقدت واجهتها الخارجية فإنها لا تزال تحافظ على تصميمها الداخلي الجميل. تزيّن جدرانها مجموعة من الرسمات الجدارية التي تعود إلى القرن الثاني عشر أي فترة بناء الكهوف، وهي تصوّر العديد من مشاهد العهد الجديد، بالإضافة إلى رسم للملك جيورجي الثالث وابنته تمار.
 
 

يؤدي الباب الموجود إلى يسار باب الكنيسة الرئيسي إلى أنفاق طويلة تصل إلى 150 متراً تقريباً، وهي تأخذكم إلى أعلى الكنيسة، مما يشكّل أكثر التجارب إثارة داخل الكهف. وتتخلل بعض الأنفاق أنابيب ريّ قديمة كانت مخصصة لجرّ المياه الصالحة للشرب.
 

بسبب الممرات المجهّزة للمشاة، تعدّ زيارة الكهوف سهلة إجمالاً. فيمكنكم التجوال بأمان في داخل الغرف واستكشاف مختلف مستويات الكهوف وصولاً إلى أسفل منحدر التلّ حيث تنتهي الزيارة.
نشير إلى أن ارتداء الألبسة المحتشمة ضروريّ للتمكّن من دخول الكهف نظراً لأهميّته الدينيّة ومكانته المقدّسة.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم