السبت - 18 أيار 2024

إعلان

إسرائيل وحماس تختلفان مجدّداً حول شروط الهدنة... مواصلة المحادثات في القاهرة وشمال قطاع غزة يعاني "مجاعة شاملة"

المصدر: أ ف ب
شبان فلسطينيون يجمعون الورق المقوى والخشب في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة (4 ايار 2024، أ ف ب).
شبان فلسطينيون يجمعون الورق المقوى والخشب في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة (4 ايار 2024، أ ف ب).
A+ A-
اختلفت إسرائيل وحركة حماس علنا مرة جديدة حول شروط التوصل إلى هدنة وتبادل للرهائن والمعتقلين في الحرب في قطاع غزة، ما يهدد المحادثات التي استؤنفت الأحد في القاهرة بهذا الصدد.

ومع اقتراب الحرب من إتمام شهرها السابع، حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين من أن شمال قطاع غزة يعاني "مجاعة شاملة" تتمدد إلى الجنوب.

وبموازاة المحادثات، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، موقعة 29 قتيلا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وفق وزارة الصحة في حكومة حماس.

وبعد جولة أولى من المحادثات جرت السبت في القاهرة بحضور وفد من حماس برئاسة عضو مكتبها السياسي خليل الحية وممثلين عن دول الوساطة (قطر ومصر والولايات المتحدة)، تبادلت إسرائيل والحركة الاتهامات بعرقلة التوصل إلى أي اتفاق هدنة.

وأكّد مسؤول كبير في حماس مساء السبت لوكالة فرانس برس أنّ الحركة "لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفا دائما للحرب".

واتهم المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّه "يعرقل شخصيا" جهود التوصل لاتفاق وذلك لما اعتبره "حسابات شخصية"، مؤكدا أن "تعنت الاحتلال قد يعطّل المفاوضات ونتنياهو يتحمل كامل المسؤولية" عن فشلها.

وأعلن نتنياهو الأحد أن إسرائيل "لا يمكن أن تقبل" بشرط حماس إنهاء الحرب للموافقة على مقترح الهدنة.

وقال خلال اجتماع لمجلس الوزراء "لسنا مستعدين لقبول وضع تخرج فيه كتائب حماس من مخابئها وتسيطر على غزة مرة أخرى، وتعيد بناء بنيتها التحتية العسكرية، وتعود وتهدد مواطني إسرائيل"، على ما أورد مكتبه.

واعتبر أن "الاستسلام" لمطالب حماس سيكون بمثابة "هزيمة مروعة" لإسرائيل.

ورد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية متهما نتنياهو بـ"تخريب" الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة.

وقال هنيّة في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه إن "العالم بات رهينة لحكومة متطرفة (...) ورئيسها يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة".

- "التاريخ لن يغفر لك" -
ولم ترسل إسرائيل وفدا إلى القاهرة. وكان مسؤول إسرائيلي كبير شدد على أن إرسال وفد بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى العاصمة المصرية رهن "تطور إيجابي" بشأن إطار صفقة الرهائن.

وأفادت وسائل إعلام أميركية أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز موجود في القاهرة.

وذكر مصدر في حماس أن المفاوضات استؤنفت الأحد بين وفد الحركة والوسطاء القطريين والمصريين، غداة جولة أولى لم تحرز تقدما.

واتهم مسؤول إسرائيلي السبت  حماس بأنها "تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق" تهدئة  بإصرارها على وقف الحرب المتواصلة منذ تشرين الأول.

وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة الوساطة سعيا للتوصل إلى هدنة والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع، لقاء إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

اندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حماس في السابع من تشرين الأول هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.

وردت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على حماس، وهي تنفذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بسقوط 34683 قتيلا غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وتظاهر مساء السبت آلاف الأشخاص بينهم أقارب رهائن في تل أبيب لمطالبة الحكومة بإبرام اتفاق يتيح الإفراج عنهم.

ودعا "منتدى عائلات الرهائن" في بيان نتنياهو إلى "عدم الرضوخ للضغوط السياسية" والقبول باتفاق يسمح بالإفراج عن المحتجزين، متوعدين بأن "التاريخ لن يغفر لك إن فوت هذه الفرصة".

- "المجاعة هنا" -
وتلوّح إسرائيل وخصوصا رئيس وزرائها منذ أسابيع بشن هجوم بري على مدينة رفح المكتظة بحوالى 1,4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون هربوا من القصف والمعارك.

ويشدد نتنياهو على أن هذا الهجوم ضروري "للقضاء" على آخر كتائب حماس، مهدّدا بالمضيّ به "مع اتفاق أو من دونه".

وأبدت واشنطن مرارا معارضتها لمثل هذا الهجوم ما لم يقترن بخطط موثوق بها لحماية المدنيين الفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذا الأسبوع إن إسرائيل لم تقدم "خطة ذات مصداقية لتأمين حماية حقيقية للمدنيين" في رفح، محذرا من أنه "في غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول".

وتشكل رفح نقطة العبور البرية الرئيسة للمساعدات الإنسانية الخاضعة لرقابة إسرائيلية صارمة والتي تدخل بكميات ضئيلة لا تكفي إطلاقا نظرا إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع المحاصر البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة.

وحذرت الأمم المتحدة بأن هجوما على المدينة سيسدد "ضربة قاسية" لعمليات إدخال المساعدات الإنسانية.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي في مقابلة أجرتها معها شبكة "إن بي سي" الأميركية وبثّت مقتطفات منها الجمعة "عندما تكون هناك نزاعات من هذا النوع مع ما تثيره من مشاعر وما تشهده من أحداث، تحلّ المجاعة".

وأضافت سيندي ماكين أنه في قطاع غزة "المجاعة هنا، مجاعة حقيقية في الشمال تنتقل إلى الجنوب" مطالبة بـ"وقف لإطلاق النار والقدرة على الوصول من دون عوائق" إلى غزة لإدخال المساعدات.

وأعلنت إسرائيل الأحد إغلاق معبر كرم أبو سالم (إيريز) الحدودي بينها وبين غزة أمام شاحنات المساعدة الإنسانية إثر استهدافه بصواريخ. وكانت الدولة العبرية أعادت فتح هذا المعبر في نهاية نيسان ما أتاح وصول المساعدات القادمة من الأردن إلى شمال قطاع غزة المحاصر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الأحد مقتل أربعة عناصر من حماس بينهم ثلاثة من قوات النخبة اتهمهم بالمشاركة في هجوم السابع من تشرين الأول.

كما أفاد عن مقتل عدد من عناصر حماس خلال الأيام الماضية في غارات جوية على أهداف للحركة بما فيها بنى تحتية عسكرية ومخازن اسلحة.

وكان الجيش أعلن مساء السبت مقتل أحد قادة لواء رفح في حركة الجهاد الإسلامي أيمن زعرب وعنصرين من الحركة في غارة جوية في جنوب القطاع، مؤكدا أنه كان من قادة الهجوم على جنوب إسرائيل.

الى ذلك، أفاد مراسل لفرانس برس عن قصف مدفعي إسرائيلي على مدينة غزة بشمال القطاع، إضافة الى سماع أصوات إطلاق نار كثيف الى الجنوب منها.

وأفاد شهود عن غارات جوية وقصف ليل السبت الأحد في مدينة غزة إضافة الى وسط القطاع وجنوبه.

وأثارت الحرب في غزة قلقا من اتساع النزاع الى جبهات إقليمية أخرى، خصوصا في شمال إسرائيل وجنوب لبنان حيث تتبادل الدولة العبرية وحزب الله المدعوم من إيران، القصف بشكل يومي.

والأحد، قتل أربعة أشخاص في غارة اسرائيلية استهدفت بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان، بحسب مصادر لبنانية أكدت أن القتلى "مدنيون".

ورد حزب الله معلنا "قصف مستعمرة كريات شمونة (شمال إسرائيل) بعشرات صواريخ الكاتيوشا".

- إسرائيل تغلق مكتب الجزيرة -
وعلى صعيد آخر، قررت إسرائيل إغلاق مكتب قناة الجزيرة القطرية، وأعلن نتنياهو في منشور على منصة إكس أن حكومته "قررت بالإجماع إغلاق قناة التحريض الجزيرة في إسرائيل".

وأكد وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي في بيان "أوامرنا ستدخل حيز التنفيذ على الفور... واجهنا الكثير من العقبات القانونية غير الضرورية حتى تمكنّا أخيرا من إيقاف آلة التحريض التابعة لقناة الجزيرة والتي تضرّ بأمن البلاد".

وأمر لاحقا بمصادرة الأجهزة "المستخدمة في نقل محتوى القناة"، بما يشمل معدات التحرير والتوجيه والكاميرات والميكروفونات وخوادم الانترنت وأجهزة الحواسيب المحمولة بالإضافة إلى معدات البث اللاسلكي وبعض الهواتف المحمولة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم