الثلاثاء - 21 أيار 2024

إعلان

مكوكيّة بلينكن تسابق أحداث المنطقة... وضغوط لإنجاح مفاوضات القاهرة

المصدر: "النهار"
بلينكن يلتقي وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض (أ ف ب)
بلينكن يلتقي وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض (أ ف ب)
A+ A-

تبدو المنطقة في حالة سباق محموم بين الانفجار أو الانفراج، ضغوط على أكثر من مستوى للتوصل الى اتفاق هدنة في غزة وتبادل الأسرى، ومن جهة ثانية الحراك الديبلوماسي الأميركي يسعى لإغراء إسرائيل بـ"قرب التطبيع" مع المملكة العربية السعودية.

 

بريطانيا الحليف الأقرب لواشنطن، ربطت من جهتها، على لسان وزير خارجيتها، "حلّ الدولتين" بتحقيق اتفاق في مفاوضات القاهرة بعد وضع "عرض سخيّ" على الطاولة.

 

في ظلّ هذه الأجواء، أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري عن تفاؤله حيال مقترح جديد للتوصل إلى هدنة في غزة، فيما طالب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بوقف دائم لإطلاق النار، قبيل وصول وفد من حركة "حماس" إلى القاهرة، اليوم الاثنين، لإجراء محادثات.

 

وأوضح شكري خلال حضوره المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، اليوم الاثنين، أن "هناك اقتراحاً مطروحاً على الطاولة، والأمر متروك للجانبين لدراسته وقبوله".

 

 وأضاف "نحن متفائلون"، لافتاً إلى أن "المقترح أخذ في الاعتبار مواقف الجانبين وحاول استخلاص الاعتدال... نحن في انتظار اتخاذ قرار نهائي. هناك عوامل سيكون لها تأثير على قرارات الجانبين، لكنني آمل أن يرقى الجميع إلى مستوى الحدث".

 

من جهته، قال بن فرحان في المنتدى نفسه إن "أول شيء نحتاجه هو وقف إطلاق النار، وإنهاء معاناة سكان غزة حتى نتمكن من التركيز على ما سيأتي بعد ذلك".

 

ونوه بن فرحان بأن هناك نقاشاً حيال إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار من خلال "مفاوضات الرهائن"، مشيراً الى أن ذلك سيكون "إيجابياً جداً".

 

وأكد على تأييده "إطلاق سراح جميع الرهائن"، لكنه شدّد في الوقت عينه على أنه "من الضروري للغاية أن يكون أي وقف لإطلاق النار دائماً وليس مؤقتاً"، وعلى هذا الأساس يمكن البدء بعدها بالعمل على ما سيأتي.

 

بالمقابل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في حركة "حماس"، طلب عدم كشف هويته، إنّ "الأجواء إيجابيّة ما لم تكُن هناك عراقيل إسرائيليّة جديدة، إذ لا قضايا كبيرة في الملاحظات والاستفسارات التي تُقدّمها الحركة بشأن ما تضمّنه الردّ الإسرائيلي".

 

 
حلّ الدولتين... من دون "حماس"

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، قال من ناحيته إن هناك "عرضاً سخياً للغاية يتضمّن وقف إطلاق نار لمدة 40 يوماً والإفراج المحتمل عن آلاف السجناء الفلسطينيين، مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة".

 

وأشار كاميرون، في جلسة خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض اليوم الاثنين، الى أنه من المتوقع أن تقدم "حماس" ردّها على مقترح للتوصل إلى اتفاق هدنة، خلال الاجتماع الثلاثي في القاهرة.

 

وأعرب عن أمله في أن تقبل "حماس" بهذا الاتفاق، مشدّداً على أنه "بصراحة يجب أن تكون اليوم كل الضغوط في العالم عليهم وكل العيون في العالم عليهم لحضّهم على القبول بالاتفاق"، مضيفاً أن الإطار المقترح سيؤدي إلى "وقف القتال الذي نرغب جميعاً في رؤيته،بشدة".

 

رئيس الديبلوماسية البريطانية ركزّ على أنه من أجل "أفق سياسي لحلّ الدولتين" مع قيام دولة فلسطينية مستقلة تتعايش مع إسرائيل، "ينبغي على الأشخاص المسؤولين عن هجوم السابع من تشرين الأول، قيادة حماس، مغادرة غزة ويجب تفكيك البنية التحتية للإرهاب في غزة".

وأضاف: "يجب أن نرى مستقبلاً سياسياً للشعب الفلسطيني، لكن يجب أن نرى أيضاً أمناً لإسرائيل، ويجب أن يتزامن هذان الأمران".

 

 

الاتفاقات الأمنية مع السعودية باتت قريبة

على صعيد آخر، قال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن التقى بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض اليوم الاثنين.

 

وعلى هامش الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، في ما يبدو أنه تقديم حوافز لإسرائيل لقبول فكرة إقامة دولة فلسطينية، برز كلام بلينكن عن أن بلاده أصبحت شبه مستعدة لتقديم ضمانات أمنية للسعودية، إذا طبّعت علاقاتها مع إسرائيل.

 

وقال بلينكن "أعتقد أن العمل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة معاً في ما يتعلق باتفاقياتنا، قد يكون قريباً جداً من الاكتمال". لكنه أشار في الوقت عينه الى أنه "من أجل المضي قدماً في التطبيع، ستكون هناك حاجة إلى أمرين: تهدئة في غزة ومسار موثوق به لإقامة دولة فلسطينية".

 

مقابل كلام بلينكن، قال نظيره السعودي بن فرحان "إننا قريبون جداً" من اكتمال الاتفاقات الأميركية - السعودية، مضيفاً "لقد تمّ بالفعل إنجاز معظم العمل". لكنّه شدّد على أن الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية هو "المسار الوحيد الذي سينجح".

 
 

تكامل دفاعي ضد إيران

زيارة رأس الديبلوماسية الأميركية الى المنطقة هي السابعة منذ "طوفان الأقصى" والأولى منذ الهجوم الصاروخي الإيراني المباشر على إسرائيل ليل 13 -14 نيسان الجاري.

 

وفي هذا السياق، أكد بلينكن أمام وزراء مجلس التعاون الخليجي أن "هذا الهجوم يسلّط الضوء على التهديد الحاد والمتزايد الذي تمثّله إيران، لكنه يسلط الضوء أيضاً على ضرورة العمل معاً على الدفاع المتكامل".

 

وأوضح أنّ الولايات المتحدة ستجري محادثات في الأسابيع المقبلة مع دول المجلس الست حيال دمج الدفاع الجوي والصاروخي وتعزيز الأمن البحري.

 

ورأى أن المنطقة أمامها خيار بشأن مستقبلها، بما في ذلك "مستقبل مليء بالانقسامات والدمار والعنف وعدم الاستقرار الدائم"، مضيفاً أن دول الخليج العربية اختارت من خلال اجتماعها مع الولايات المتحدة "تكاملاً أكبر" و"سلاماً أكبر".

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم