الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد 20 عاما من الانتفاضة الثانية... الشباب الفلسطيني ينشد سبلاً جديدة لتحقيق الأهداف

المصدر: النهار
فلسطينيون من لجان المقاومة قرب رفح بقطاع غزة يهيئون بالونات لإطلاقها حاملة شعارات نحو إسرائيل.   (أ ف ب)
فلسطينيون من لجان المقاومة قرب رفح بقطاع غزة يهيئون بالونات لإطلاقها حاملة شعارات نحو إسرائيل. (أ ف ب)
A+ A-
 
يسود المسجد الأقصى هذه الأيام هدوء يتناقض مع الاضطرابات التي شهدها قبل 20 عاما عندما أُطلق اسمه على الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت خارج جدرانه وخطّت فصلا جديدا داميا في الشرق الأوسط.
 
بدأت انتفاضة الأقصى التى اشتهرت أيضا باسم أيضا بالانتفاضة الثانية بالحجار وقنابل الغاز المسيل للدموع قبل أن تتضخم لتصير صراعا مسلحا سقط فيه أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني و1000 إسرائيلي قتلى.
 
وعندما خبت جذوتها بعد خمس سنوات، كانت التفجيرات الانتحارية في المدن الإسرائيلية والضربات الإسرائيلية بالطائرات والدبابات على البلدات الفلسطينية قد أحدثت استقطابا في الآراء على الجانبين. وانهارت آخر محادثات ترمي لإحلال السلام في 2014 وسادت مذاك  حالة من الجمود.
ويرمي زياد أبو زياد المقدسي ببصره من فوق جبل الزيتون صوب المدينة القديمة المسورة، ويرى أوجه شبه عدة بين الوضع الآن والوضع قبل 20 عاما. وعاصر أبو زياد انتفاضتين انطلقت أولاهما في أواخر الثمانينيات، ويبدو حلم الدولة، الذي سعى لتحقيقه بعيد المنال اليوم مثلما كان في تلك الأيام. غير أن جيله يحمل أيضا ذكريات حية من الطفولة عن العنف خلال سنوات الانتفاضة، وعلى رغم الانتكاسات السياسية الأخيرة يرفض كثيرون المرور بالتجربة المريرة من جديد.
وقال أبو زياد أن الانتفاضة يمكن أن تحدث بأشكال مختلفة، فربما تكون باستعمال القلم والكتابة أو بفتح مدونة والتواصل مع الناس أو بجهد ديبلوماسي على رغم أنه يرى أن ذلك صار بلا طائل في الوقت الحاضر.


الضفة الغربية
واشتعلت الانتفاضة في 28 أيلول من عام 2000 بعد أن قام زعيم المعارضة الإسرائيلي أرييل شارون، ضابط الجيش اليميني السابق الذي يمقته كثيرون من الفلسطينيين ، بجولة في أكثر مناطق الخلاف بين الجانبين حساسية في القدس.
 
وعلى مسافة 13 كيلومترا شمال المدينة القديمة يمكن المهندسة الفلسطينية لين عنبتاوي أن ترى من إحدى شرفات بيتها القدس من ناحية ومستوطنة إسرائيلية من الناحية الأخرى. ونشأت عنبتاوي في جنين وأمضت فترة الدراسة في نابلس، وهي تعمل الآن في رام الله مقر الحكم الذاتي الفلسطيني المحدود، وشهدت تطور جيلها منذ سنوات الانتفاضة التي تصفها بالمرعبة. وتقول عنبتاوي إن أصدقاءها بدأوا يركزون على أمور مختلفة، إذ إن من الصعب القيام بأي تحرك حين يكون لديهم ما يخشون عليه من أطفال ومدارس ومستقبل وحياة بكل ما فيها حتى القروض. وينصب تركيزها الآن على مسألة شخصية تتمثل في التنافس مع المهندسين الإسرائيليين على قدم المساواة. وأضافت أن مجرد الوجود كفلسطينية مقاومة في حد ذاته وأن يكبر المرأ قويا ومثقفا له صوت ولديه فكر وهدف هو المقاومة في هذه الأيام.


الخليل وغزة
وعلى رغم أن إسرائيل حاضرة في المناقشات يشعر كثيرون من الشبان الفلسطينيين بالإحباط أيضا حيال قياداتهم التي نكبت على مر السنين بخلافات قوضت ثقة الشباب في العمل السياسي. ويتهم البعض القيادة بقمع حرية التعبير السياسي والقبض على الناشطين والصحافيين والتعاون، في رأيهم، مع إسرائيل في إدارة الضفة الغربية إدارة بوليسية. وأطلق البعض مبادراتهم الشعبية الخاصة.ى ورسم باسل العدرا (24 سنة) مسارات سياحية حول قريته قرب مدينة الخليل لتعليم الفلسطينيين أساليب الحياة في منطقة ريفية بين مستوطنات إسرائيلية محصنة.
 
وقال في مراسم تسلم جائزة اعترافا بالمشروع الخاص بأسرته، إن أفضل وسيلة للمقاومة في رأيه هي المقاومة الوطنية السلمية، وإن أهم شيء في الحياة هو أن تكون له حقوقه المشروعة مثل أي شخص آخر في العالم. غير أن آخرين يعتقدون أن قوة السلاح هي السبيل الوحيد لتحقيق أهدافهم، حتى في غزة التي سحبت منها إسرائيل مستوطنيها وقواتها من جانب واحد في 2005.
 
وفي مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، شارك محمد شاهين (24 سنة) كثيرا في الاحتجاجات الأسبوعية التي نظمت على الحدود مع إسرائيل في 2018 وكان المحتجون يلقون فيها الحجار والإطارات المشتعلة على الجنود الإسرائيليين.
 
ويقول شاهين إن الفلسطينيين يريدون انتفاضة لكسر الحصار وإخراج "الأعداء" من الأرض المحتلة. ويضيف أنه لا مكان للإسرائيليين "هنا"، وأن الأرض ليست أرضهم لأنهم جاءوا من بلدان غربية، مؤكدا أنه يدعم المقاومة سواء كانت بالحجار أو الصواريخ أو السلاح أو الإطارات أو القنابل الحارقة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم