الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اتهامات لنتنياهو بإسقاط الحكومة... لماذا تذهب إسرائيل إلى الانتخابات في ظل كورونا؟

المصدر: "أ ف ب"
بنيامين نتنياهو (أ ف ب).
بنيامين نتنياهو (أ ف ب).
A+ A-
تواجه إسرائيل انتخابات أخرى مع تفشي وباء كوفيد-19، وفي الوقت الذي سيتولى رئيس أميركي جديد الإدارة الأميركية، وسيخضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمحاكمة بتهمة الفساد.
 

لماذا حدث ذلك وماذا بعد ذلك؟
في الربيع الماضي، بعد ثلاثة انتخابات لم تعطِ الغلبة لأي من نتنياهو ومنافسه بيني غانتس، قائد الجيش السابق حديث العهد بالسياسة، اتّفق الخصمان على تقاسم الحكم.

وبرّر غانتس قراره الذي سبب صدمة قائلاً إنّه فعل ذلك لإنهاء أكثر من 18 شهراً من عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل ومنح البلاد حكومة قابلة للحياة لمواجهة جائحة كورونا.
 
أعطى اتفاق الائتلاف الحكومة الجديدة عمراً مدته ثلاث سنوات مع بقاء نتنياهو كرئيس للوزراء لمدة 18 شهراً، على أن يتولى الحكم بعده غانتس لفترة مماثلة اعتباراً من تشرين الثاني 2021.

في الأشهر الأخيرة، تصاعدت التوترات بين الرجلين، إذ انتقد غانتس نتنياهو لتأجيله اعتماد ميزانية وطنية مشتركة لعامي 2020 و2021.

واتّهم نتنياهو بدوره غانتس بالرغبة في السيطرة على التعيينات القضائية من خلال وزير العدل الذي هو عضو في حزب غانتس "كحول لفان" (أزرق أبيض). 

كان أمام البرلمانيين أخيراً حتى ليل 22 كانون الأول للتصويت على الميزانية. لكنهم رفضوا في اللحظة الأخيرة الحل الوسط الذي اقترحه غانتس بشأن الميزانية وحُل الكنيست في منتصف الليل، ودعاً إلى انتخابات في 23 آذار.


هل تسبّب نتنياهو بإسقاط الحكومة؟
منذ بداية الاتفاق على تشكيل الائتلاف، شكّك بعض المعلقين السياسيين في استعداد نتنياهو للتنازل عن السلطة لغانتس.

ومن المقرّر أن يمثل نتنياهو أمام المحكمة مطلع العام المقبل بتهم الفساد والاختلاس وخيانة الأمانة وسيتزامن ذلك مع الحملة الانتخابية. 

ويمكنه محاولة استغلال جلسات المحكمة لتقديم نفسه على أنّه ضحية "انقلاب قضائي". وإذا فاز، يمكنه السعي للحصول على تشريع لمنحه حصانة من الملاحقة القضائية طالما بقي رئيساً للوزراء، وهي مناورة يعارضها غانتس بشدة.
 

ما هي الأوراق الجديدة التي يمكن أن يلعبها نتنياهو؟
في الأشهر الأربعة الماضية، أعلنت إسرائيل عن اتفاقيات تطبيع مع أربع دول عربية هي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الحليف الوطيد لنتنياهو. 

من المقرّر أن يخلف الرئيس المنتخب جو بايدن ترامب في كانون الثاني، ويبقى أن ننتظر لنرى ما هي الجهود التي ستبذلها واشنطن لإبرام اتفاقيات تطبيع جديدة.
 
تحظى الاتفاقيات الأربع التي تم التوصل إليها حتى الآن بشعبية في إسرائيل التي يعيش فيها مئات الآلاف من أصل مغربي يشكلون أحد أعمدة الليكود، حزب نتنياهو منذ 40 عاماً.

بالإضافة إلى هذه الاتفاقات، قد يحاول نتنياهو لعب ورقة ادخال لقاح ضد فيروس كورونا بسرعة وبدء حملة التلقيح السبت باعتباره إنجازاً شخصياً. 


من يمثّل تحدياً لنتنياهو؟
منذ تموز، يحتشد آلاف الإسرائيليين كل أسبوع للاحتجاج على رئيس الوزراء وإدارته لأزمة كوفيد-19 وتداعياته الاقتصادية. كما تظاهر الكثيرون ضد غانتس لموافقته على تقاسم السلطة مع نتنياهو. 

لكنّ هذه الاحتجاجات لم تترجم إلى زيادة في دعم زعيم المعارضة يائير لبيد الذي انشق عن غانتس بعد اتفاق الائتلاف مع نتنياهو. في الوقت الذي شهد غانتس تضاؤل شعبيته، مع تراجع حزبه إلى المركز الثامن في استطلاعات الرأي التي نُشرت الأربعاء فيما يحتل حزب الليكود المرتبة الأولى. 

ومع ذلك، فإنّ الليكود يعاني من الضعف. وقد انشق عنه مؤخراً جدعون ساعر ليشكل حزب "تيكفا حداشاه" (أمل جديد). 

ويظهر حزب "تيكفا حداشاه" الجديد الآن في المركز الثاني في استطلاعات الرأي، يليه حزب "يمينا" اليميني المتشدد، برئاسة مساعد نتانياهو السابق نفتالي بينيت.

وحلّ "يش عتيد" حزب لبيد في المرتبة الرابعة.

وللمرة الأولى، يواجه نتنياهو الآن عدة خصوم بدلاً من منافس واحد. 

وبالتالي، فإنّ التحدي الذي يواجهه في النظام النسبي في إسرائيل هو أن يحاول منع كل واحد منهم من الفوز بمقاعد تكفي لكي يتحدوا معاً ويعقدوا تشكيل الحكومة أو يشكلوا أغلبية معطلة في البرلمان.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم