الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الهجوم على التنف... أكثر من صاحب مصلحة!

المصدر: "النهار"
قاعدة التنف في سوريا - "أ ب"
قاعدة التنف في سوريا - "أ ب"
A+ A-

كان الهجوم الذي استهدف قاعدة التنف العسكرية التي أنشأتها الولايات المتحدة سنة 2016 في سوريا، تصعيداً عسكرياً بارزاً ضدّ الأميركيين. أرادت الولايات المتحدة من تلك القاعدة أن تكون مساهماً في الحرب على داعش، قبل أن تتحوّل لاحقاً إلى جهد لتقييد حركة إيران في المنطقة. تتوجّه الاتهامات إلى المقاتلين المدعومين من إيران، بكونهم يقفون خلف الهجوم الأخير الذي وقع ليل الأربعاء. لكن ثمّة تساؤلات أخرى.

 

ورأى الكاتب السياسي سيث فرانتزمان أنّ هذا النموذج من استخدام وكلاء محليين هو عمل "كلاسيكيّ" بالنسبة إلى إيران. وكتب في صحيفة "جيروزاليم بوست"، أنّها شجعت وكلاءها في العراق على مهاجمة القوات الأميركية بالقذائف والمسيّرات منذ 2019، حيث كان استخدام الطائرات بلا طيّار تصاعديّاً. لكنّ الهجوم مهمّ أكثر، بسبب موقعه لا بسبب إطاره السياسي كما أوضح.

 

إنّ التنف هي قاعدة عسكرية أميركية وحيدة بالقرب من الحدود الأردنية والعراقية. لهذا السبب هي تمثّل قيمة استراتيجيّة. تستطيع القاعدة الإشراف على ما يحصل في ذلك الجزء من سوريا. أسّست الولايات المتحدة تلك القاعدة لتدريب الثوّار السوريين، لكن دمشق تمكّنت من إحراز مكاسب كبيرة في 2017 و2018، فقطعت قدرة القاعدة على التواصل مع الثوّار الآخرين، أو مع قوّات أخرى مدعومة من الولايات المتحدة في شرق سوريا. وهذا يعني أنّه أثيرت أسئلة عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستمكث في التنف بعد 2018.

 

بالنسبة إلى الموالين لدمشق، تشكّل القاعدة شوكة في خاصرة سوريا. ترى إيران في التنف تهديداً لميليشيات إيران التي انتشرت على امتداد نهر الفرات من البوكمال على الحدود العراقية وصولاً إلى دير الزور. لذلك، تنظر إيران إلى القاعدة على أنّها تهديد محتمل لمحاولتها بناء طريق عبر العراق وسوريا لتسليح "حزب الله". وأسّست "كتائب حزب الله" مقرّات لها في البوكمال بعد 2017.

 

قاعدة التنف هي مصدر قلق لدمشق وطهران وموسكو بحسب الكاتب. تظنّ هذه الأطراف أنّها قادرة على توفير المعلومات الاستخباريّة للأميركيين وشركائهم، بشأن المنطقة والتحرّكات الإيرانية. لكنْ ثمّة إطار آخر أيضاً.

تتواصل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مع العراق والأردن ودول الخليج، على أمل كسب الدعم من دول العربية. هي تريد العودة إلى علاقات طبيعية بعد عقد من الحرب. ومغادرة الأميركيين للتنف هي جزء من هذه الرغبة.

 

لو تعرضت التنف لهجمات المسيّرات والقذائف فقد تدفع الولايات المتحدة إلى الرحيل، كما حصل معها في أفغانستان وفي العديد من القواعد العسكرية داخل العراق. لكنّ استخدام المسيّرات يشير إلى بعض التعقيد والدعم المرجّح من طهران. وتدرّب الأخيرة مشغّلي المسيّرات في قاعدة كاشان.

في 2017، أسقطت واشنطن مسيّرة إيرانية بالقرب من التنف. وشنّت في الماضي غارات في سوريا مستهدفة مجموعات موالية لإيران. ويلفت فرانتزمان النظر إلى أنّ الإعلام الإيراني لم يركّز على الهجوم، مما يثير تساؤلات عمّا إذا كانت إيران لاعباً بارزاً في تلك الهجمات، أو عمّا إذا كانت هنالك أطراف أقرب إلى دمشق هي التي وجّهتها.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم