الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فلسطينيّون في مخيّم جنين يروون صعوبات حياتهم اليوميّة... مداهمات إسرائيليّة ورصاص و"أبطال" في المنازل

المصدر: أ ف ب
سائق يحمل رسماً لابو عاقلة خلال قيادته شاحنته في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة (19 ايار 2022، أ ف ب).
سائق يحمل رسماً لابو عاقلة خلال قيادته شاحنته في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة (19 ايار 2022، أ ف ب).
A+ A-
منذ أسابيع، باتت أحلام تتردّد بإرسال أطفالها صباحا الى المدرسة في مخيم جنين، إذ غالبا ما ينفذ الجيش الإسرائيلي في هذا الوقت عمليات في المخيم تتخللها غالبا مواجهات دامية.

وتقول احلام، وهي أم لثلاثة أطفال، لوكالة فرانس برس "عندما ننهض نسأل أنفسنا: ستفتح المدرسة اليوم أم لا؟".
 
من الساعة السابعة ونصف وحتى الثامنة والنصف، تعيش الأمهات في مخيم جنين في شمال الضفة الغربية حالة من القلق والترقب: هل يبقين الأطفال في المنزل أو يرافقنهم إلى المدرسة خشية ما يمكن أن يحدث لهم في الطريق؟

تشرح احلام  (43 عاما)، وهي عاملة اجتماعية، أن ابنها البالغ ثمانية أعوام يقول إنه "لا يريد الذهاب إلى المدرسة بعد الآن لأنها بجوار الطريق حيث تمر دوريات الجيش الإسرائيلي وحيث قُتلت الصحافية شيرين أبو عاقله" في 11 أيار أثناء تغطيتها إحدى عمليات المداهمة  العسكرية.

في الأسابيع الأخيرة، كثفت القوات الإسرائيلية التي تحتل الضفة الغربية المحتلة منذ العام 1967 عملياتها في جنين، لا سيما في المخيم حيث تنشط فصائل فلسطينية مسلحة. وتعرضت إسرائيل منذ 22 آذار لسلسلة هجمات أوقعت 19 قتيلا وأتى معظم منفذيها من جنين. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يقوم بعمليات "لمكافحة الإرهاب" ويطارد "مشتبها فيهم".

وتحصل عمليات الاقتحام غالبا في الصباح الباكر وتتخللها اشتباكات بين الجنود ومقاتلين فلسطينيين. وفي كثير من الأحيان، يجري تبادل إطلاق نار بالذخيرة الحية.

وتقول أحلام إن ابنتها في العاشرة من عمرها وبدأت مؤخراً في تبليل فراشها. وتقول الأم "لا تنام جيدًا، تخاف من كل ضوضاء. أحيانًا أرفع صوت التلفزيون في الليل كي لا تسمع" الفوضى المحيطة.

 - "الوضع مخيف" - 
ويقول الفتى مجد عويس، ابن السادسة عشرة، "لا يوجد أمل في هذه الحياة. نحن ننام ونستيقظ على الاشتباكات. هذا يخيفنا ويقلقنا. تبدأ قوات الاحتلال الاقتحام وقت خروج تلاميذ المدارس، وهو ما يجعل الأطفال في خطر... ومنهم من يصابون باختناق بسبب مسيّل الدموع وغيره".

يطلّ منزل الفتى على الشارع الذي قتلت فيه شيرين أبو عاقلة. يتجمّع الناس حول بضع أشجار في المكان وضعت على أحد جذوعها أزهار وصور لمراسلة قناة "الجزيرة" وقصاصات ورق مكتوبة بخط اليد وملصقات كتب عليها "وداعا شيرين" و"شكرا شيرين".

في كل مكان، رفعت لافتات عليها رسوم، أغلبها أسود، "تعبر عن الحزن".

وتقول الرسامة فداء سمار لوكالة فرانس برس "لكل منزل قصة حزن وألم. هذه ليست حياة، نريد أن نعيش بكرامة وسلام".

وتتابع الفنانة التي لفت عنقها بكوفية "نستيقظ على صوت الرصاص. الوضع مخيف. الجميع يخاف رؤية المدرعات وقوات الجيش. يقولون إنهم يتوعدون جنين... ربنا يستر... نريد السلام، نريد فقط أن يبتعدوا عنا. مخيم جنين مخيم بطولات، لم يتمكنوا منه إلا بمساندة الطائرات الحربية".

- مغادرة المخيم -
مثل معظم سكان المخيم، تلوم فداء القوات الإسرائيلية، معتبرة أن المقاتلين الفلسطينيين الذين تصفهم القوات الإسرائيلية بـ"الإرهابيين"، يمثلون "المقاومة".

على جدران منازل المخيم، في كل مكان، علقت رسوم وصور لـ"أبطال المخيم" و"شهداءه" الذين سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية، وبينهم من نفذوا عمليات راح ضحيتها مدنيون إسرائيليون.

لمخيم جنين تاريخ طويل من المواجهات مع القوات الإسرائيلية. فقد حاصره الجيش الاسرائيلي عام 2002 وقتل خلال المواجهات 52 فلسطينيا و23 جنديا إسرائيليا. 

بعد عشرين عامًا، تشعر أحلام بالخوف نفسه، يزيده أن لديها اليوم أطفالًا، وهو مصدر قلق إضافي.

وتقول أحلام المولودة في الجزائر إنها تفكر في مغادرة مخيم جنين، لأن الوضع "خطير جدا"، وهي مقتنعة بأن العمليات لن تتوقف.

وتقول متوجسة "الأيام المقبلة ستكون صعبة... أود أن أكون مع أطفالي في مكان آخر. زوجي الفلسطيني يقول لي هذه هي الحياة، عليك أن تعتادي عليها. ربما اعتاد الناس على الأمر ولكنني لا أستطيع ذلك".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم