السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مصرية تطعن زوجها بسبب الغسيل... استشارية نفسية لـ"النهار": السوشيل ميديا تتعامل مع القتل ببساطة

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
أقدمت سيّدة مصريّة في محافظة الدقهليّة على طعن زوجها بسكين خلال مشاجرة حدثت بينهما، ما أدّى إلى إصابته بجرح قاتل في البطن، بعد أن اختلفا على غسيل ملابسه.
وعن تفاصيل الحادث قال الزوج إنّه متزوّج منذ 9 أعوام، ولديه 3 أبناء، لافتاً إلى أنّهم كانوا يعيشون بسعادة حتى قيامه بتسجيل ملكيّة المنزل باسم الزوجة، ومن هنا بدأ الخلاف!
وأوضح بأنّ الزوجة كانت دائمة التهديد له بالقتل في مرّات عديدة، كلّما طلب منها شيئاً، إلى أن نفّذت تهديدها وطعنته بالسّكين أمام أبنائه.
وفي يوم الواقعة، وضعت الزوجة ملابسه بالكامل في المياه وتركتها، ليستيقظ في اليوم التالي فيجد جميع ملابسه في المياه، مشيراً إلى أنّه عاتبها لعدم وجود ملابس يخرج بها إلى عمله.
وعلى إثر ذلك، حدثت مشاجرة بينهما، وفوجئ بأنّها تأخذ سكين المطبخ وتطعنه، وتتركه غارقاً في دمائه إلى أن جاء أحد أصدقائه، ونقله سريعاً إلى المستشفى، وهو بحالة خطرة.
بعد ذلك، وصل ضبّاط مباحث قسم شرطة الكردي إلى مكان البلاغ، وتبيّن لهم إصابة أحمد طلبة محمد حمد (استورجي سيّارات) بطعنة من الجانب الأيسر، بالقرب من البطن، بعمق 6 سنتيمترات، واتّهم المجنيّ عليه زوجته بإصابته نتيجة خلاف بينهما على غسيل الملابس.
وألقت الشرطة القبض على الزوجة، التي أنكرت التّهم الموجّهة إليها، وادّعت أن زوجها يتّهمها بسبب رغبته في استعادة المنزل الذي كتبه باسمها.
من جانبها، قالت الدكتورة إيمان عبدالله (استشارية في الصحة النفسية والإرشاد الأسري) لـ"النهار" إنّ "هذا مشهد يتكرّر مع الأسف بشكل مستمرّ، ومن المعتاد أنّ عدد النساء اللواتي يقدمن على ارتكاب جرائم أقلّ من عدد الرجال الذين يقتلون زوجاتهم؛ ولذا من المفترض أن تكون المرأة حالياً تحت الدراسة، لأنّ هذا سلوك لا يتوافق مع طبيعتها على الإطلاق".
وأوضحت عبد الله بأنّ هناك دراسات تؤكّد أنّه في ما يخصّ العنف داخل الأسرة، فإنّ "الزوجة هي التي تقع تحت طائلة العنف، فإذا أصبحت هي الجانية، فقد تكون جريمتها ناتجة عن أشياء عديدة مثل التركيز على سلبيّات الزوج، وتجاهل إيجابيّاته، أو أنها تأخذ دوراً كبيراً في الأسرة أكبر من الرجل مع عدم التخطيط لحياتها، إضافة إلى المطامع المادية التي تقلّل العاطفة عندما تطغى على عقل المرأة".
ولفتت إلى أنّ "الزوجة في هذه الحالة تكون إنسانة محرومة من الاطمئنان والأمان. فعندما كتب لها الزوج الشقة باسمها لم يستطع إزالة الشعور بعدم الأمان بل ظلّ مسيطراً عليها، لأنّها غير سويّة. ويسبّب هذا الشعور نوعاً من الإحباط الذي يسبقه يأس. وفي علم النفس يؤدّي اليأس والإحباط إلى جريمة أو سلوك انحرافيّ، وقد تكون الزوجة تعاني الإحباطات المتراكمة بسبب كونها محرومة مادياً أو خائفة، أو أنّها تربّت على الحرمان أو لديها قصة مأساويّة؛ فالمرأة هنا تأخذ هذا اليأس وتعظّمه للغاية، ويكون عندها إحباطات متراكمة لا تعرف كيف تفرغها؛ وبالتالي أيّ موقف بسيط يكون مثل القشّة التي تقصم ظهر البعير، فترتكب سلوكاً إجراميّاً محترفاً".
وتابعت استشارية الصحة النفسية تأكيد أن "العنف الأسريّ بدأ يزيد، وقد يعود ذلك إلى أنّ الزوجة نفسها لديها مشكلات في الأنا العليا، فلا يوجد أمر سيّء يؤدّي إلى القتل. وفي حالة هذه الزوجة، فالزوج انفعل بسبب ملابسه الموضوعة في الماء، وهذا حقه، ولا يوجد ما يدعو لأن تقوم الزوجة بطعنه. ولكن علم الاجتماع يؤكّد أنّ الأنا العليا تؤدّي إلى عدم وجود دواعي للقتل ولا أيّ مبرّرات".
وأشارت إلى أنّ "السوشيل ميديا بسّطت قضية القتل لنا جميعاً، ونشاهدها كأنها شيء عادي. وكثرة رؤية مشاهد القتل في الدراما والسوشيل ميديا لها تأثير كبير، وتعطي إحساساً للعقل الذي ينخدع من خلال المشاهدات الدرامية، ويجعله يعتقد بأنّها أمر واقعيّ وحقيقيّ، بدليل أنّنا نضحك على أشياء في الشاشة غير واقعية، ونبكي عندما يموت البطل في الفيلم، وهنا العقل لا يعي الحقيقة من الخيال... ورؤية هذه المشاهد المليئة بالعنف والقتل، مراراً وتكراراً، تُعطي إيحاءات بأنّ هذا الموضوع وارد أن يُطبّق في الحقيقة مثلما تمّت مشاهدته في الفيلم أو الدراما".
وترى الدكتورة إيمان أنّ "الشكّ والغيرة بين الأزواج يمكن أن يؤدّيا إلى الجريمة. ويؤدّي ذوبان المعاني الإنسانية بين الزوجين إلى اقتصار الحياة على الأوامر والطلبات، فلا يوجد تفريغ نفسيّ للضغوط أو حوار راقٍ بين الطرفين، وكلّ المفاهيم المشوّهة عند المرأة يُمكن أن تُسبّب لها ضغوطات كالصعوبات الماديّة ومشكلات تربية الأطفال، وكلّ ذلك يصل إلى الاحتقان والغليان الذي ينتهي بالقتل".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم