السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"حرب استنزاف" في غزة وجهود أميركية "هادئة" لخفض التصعيد

المصدر: النهار
نار ودخان يتصاعدان من مبنى لدى تعرضة لغارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة أمس.   (أ ب)
نار ودخان يتصاعدان من مبنى لدى تعرضة لغارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة أمس. (أ ب)
A+ A-
قتل الجيش الإسرائيلي أمس قيادياً في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الاسلامي" ضمن سلسلة من الغارات الجوية الكثيفة على قطاع غزة بدأت فجراً ولا تزال مستمرة منذ أسبوع سقط فيها أكثر من 200 قتيل في المواجهة الدامية بين الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية لا سيما حركة المقاومة الاسلامية "حماس" على رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف التصعيد.
 
ليل الأحد- الاثنين، أغار الطيران الإسرائيلي عشرات المرات على قطاع غزة الفقير والمحاصر، من حيث أطلقت الفصائل صواريخ على إسرائيل. وصباحا، أعلن مصدر في "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة مقتل قائد لواء الشمال في "سرايا القدس" حسام أبو هربيد في غارة استهدفت سيارته. 
 
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان استهداف أبو هربيد وقال إنه "كان قائدا في المنظمة لأكثر من 15 عاماً، وكان وراء هجمات صاروخية عدة مضادة للدبابات ضد مدنيين إسرائيليين... قاد باستمرار إطلاق صواريخ ضد إسرائيل وإطلاق نار على جنود جيش الدفاع". 
 
واذ أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن "كل من يطلق النار على مواطنينا هو في مرمى النيران"، لم يقدم البريغادير جنرال الإسرائيلي يارون روزن، وهو قائد فرقة جوية سابق، أي إشارات أمس، على خفض الهجمات في إطار ما وصفه بأنه "حرب استنزاف". وقال للصحافيين "قوات الدفاع الإسرائيلية (الجيش) يمكنها الاستمرار في هذا إلى الأبد. ويمكنها (حماس) أيضا الاستمرار في إطلاق الصواريخ لفترة طويلة جدا مع الأسف. لكن الثمن الذي يدفعونه يرتفع أكثر وأكثر".
 
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الاثنين، أنه استهدف تسعة منازل تستخدم "لتخزين الأسلحة" عائدة لقادة كبار في "حماس" التي تسيطر على القطاع منذ 2007. وشملت دائرة القصف الليلي الإسرائيلي أيضا "مترو الأنفاق" أو شبكة أنفاق "حماس". وبحسب الجيش، فإن 54 طائرة مقاتلة قصفت أنفاقا بطول 15 كيلومترا، وقال الجيش في قت سابق إن جزءا منها يمر في مناطق مدنية. 
 
ومنذ العاشر من أيار، قتل أكثر من 200 فلسطيني بينهم طبيبين وما لا يقل عن 59 طفلا، وجرح أكثر من 1305 أشخاص على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية.
أما في الجانب الإسرائيلي فقتل 10 أشخاص من بينهم طفل وأصيب 309 في إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
 
وفي غزة، قالت وزارة الأشغال إن "أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية تضررت جراء العدوان المستمر بينها 800 دمرت كليا"، بينما أعلنت وزارة الزراعة، عن خسائر أولية "تفوق 20 مليون دولار". وأكد الناطق باسم وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "أونروا" عدنان أبو حسنة فرار أربعين ألفا من منازلهم، التي دمرت أو ألحقت بها الأضرار، وأن الوكالة فتحت 48 مدرسة كمراكز للإيواء في ظل خشيتها من انتشار فيروس كورونا و"الوضع خطير جدا".  
وأطلقت الفصائل المسلحة ومن بينها حماس والجهاد الإسلامي أكثر من 3100 صاروخ في اتجاه إسرائيل منذ بدء جولة العنف الدامية في 10 أيار. وهي أعلى وتيرة إطلاق صواريخ تستهدف أراضي الدولة العبرية على ما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد، مشددا على أن الدرع الصاروخية "القبة الحديدية" اعترضت جزءا كبيرا منها.
 
جهود أميركية
وقال وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكين الإثنين، إن واشنطن طلبت من إسرائيل إيضاح "مبرر" للضربة التي دمرت البرج الذي كان يضم مكاتب وكالة "أسوشيتدبرس" الاميركية وقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، داعيا إسرائيل والفلسطينيين إلى "حماية المدنيين" والأطفال. وقال إن المسؤولين الأميركيين "يعملون على مدار الساعة" لإنهاء الصراع.   
 
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه سيتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت متقدم الإثنين (أمس) في شأن الصراع مع الفلسطينيين في غزة. وصرحت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، خلال مؤتمر صحافي، إن هدف إدارة بايدن لا يزال يتمثل في خفض العنف وإنهاء الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي، مؤكدة دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين لضمان وقف الأعمال العدائية.
 
وأوضحت أن الطرف الأميركي منخرط في جهود ديبلوماسية "هادئة" لوقف التصعيد في اقرب وقت ممكن، مضيفة أن المسؤولين الأميركيين تلقوا أكثر من 60 اتصالا هاتفيا الأسبوع الماضي حول الأوضاع في الشرق الأوسط. وشددت على أن كلا الطرفين يجب عليهما الانخراط في الجهود الرامية إلى حل الصراع الفلسطيني -الاسرائيلي.
 
في غضون ذلك، وافقت إدارة بايدن على بيع محتمل لأسلحة دقيقة التوجيه بقيمة 735 مليون دولار إلى إسرائيل، وقالت مصادر في الكونغرس،إن من غير المتوقع أن يعترض المشرعون الأميركيون على ذلك رغم العنف المستعر بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال ثلاثة من موظفي الكونغرس، إنه تم إخطار الكونغرس رسميا بعملية البيع المزمعة في 5 أيار، في إطار عملية المراجعة المعتادة التي تُجرى قبل المضي في إبرام اتفاقات كبيرة لمبيعات أسلحة لدول أجنبية.


فشل جديد لمجلس الأمن
ولم يتبنّ مجلس الأمن خلال جلسته الافتراضية الطارئة والمفتوحة التي عقدت الأحد، أي إعلان أو مقترحات للتوصل سريعا إلى وقف للتصعيد بين الجانبين الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة. وأمس، وللمرة الثالثة في سبعة أيام، رفضت الولايات المتحدة، أن يتبنى مجلس الامن بيانا حول النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين يدعو الى "وقف اعمال العنف" و"حماية المدنيين وخصوصا الاطفال"، وفق ما افاد ديبلوماسيون.
 
ومسودة البيان التي أعدتها الصين وتونس والنروج سُلّمت مساء الاحد لاعضاء المجلس الـ 15 بهدف الموافقة عليها الاثنين. لكن الولايات المتحدة قالت إنها "لا يمكن ان تدعم في الوقت الراهن موقفا يعبر عنه" مجلس الامن، وفق ما صرح ديبلوماسي.
 
وينص مشروع البيان على أن المجلس يراقب بـ"قلق بالغ" ويندد بـ"احتمالات طرد" عائلات فلسطينية من القدس الشرقية المحتلة، داعيا إلى تجنّب "ممارسات أحادية" تفاقم التوترات.
 
ويرحب القرار بالجهود الدولية لاحتواء التصعيد، من دون الإتيان على ذكر الولايات المتحدة، ويشدد على دعم مجلس الأمن لحل بالتفاوض لصالح إقامة دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان "جنبا إلى جنب بسلام" ضمن "حدود معترف بها وآمنة".
 
وفي رام الله في الضفة الغربية المحتلة، استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس المبعوث الأميركي هادي عمرو على ما أكدت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطيني "وفا". 
 
وبحسب الوكالة حض عباس على ضرورة "تدخل الإدارة الأميركية لوضع حد للعدوان الإسرائيلي". 
 
وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أن الفلسطينيين سيتوجهون إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لادانة إسرائيل.    
وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فولكان بوزكير، إن الجمعية المؤلفة من 193 بلدا ستجتمع الخميس للبحث في الموقف.


الضفة
وتسجل داخل إسرائيل أعمال عنف غير مسبوقة خصوصا في مدن "مختلطة" يقيم فيها يهود وفلسطينيون من الاراضي المحتلة عام 1948 بعد مقتل فلسطيني على يد مستوطن الإثنين الماضي. وأمس، أعلنت الشرطة الإسرائيلية مصرع رجل إسرائيلي (56 عاما) متأثرا بجروحه بعد تعرضه الاسبوع الماضي للضرب على أيدي عرب في مدينة اللد.  
 
وقتل في الضفة الغربية منذ الاثنين 19 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية. 
 
وشهدت القدس الشرقية المحتلة حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين على أثر صدامات في أحياء عدة ليل الأحد.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم