الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تريد أن تعيش تجربة الـ"سنغل ماذر"... مصري يرفع دعوى لإسقاط حقوق زوجته

المصدر: النهار
مروة فتحي
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
دعوى قضائية غريبة من نوعها استوقفت خبراء تسوية النزاعات خلال بحثهم في إمكانيّة التّصالح، إذ رفع زوج مصريّ دعوى نشوز ضدّ زوجته بعد زواج دام 10 أشهر، عقب اكتشافه تخطيطها للطلاق بعد أن تنجب طفلها الأول كي تحصل على الشّقة، والنّفقة، ومن أجل أن تعيش تجربة يُطلق عليها الـ"سنغل ماذر".

الزوج الذي يدعى "وائل. ت" قال في عريضة دعوى النشاز، التي قدّمها إلى المحكمة، إنّه اكتشف أنّ زوجته، وتدعي "جميلة.س"، وافقت على الزيجة منذ البداية من أجل الإنجاب فقط، ولتستقرّ بحياتها منفردة بعيداً من أهلها، لتكون "سنغل ماذر".

تزوج وائل بفتاة مناسبة بالنسبة له، لكونها هادئة، وعلى خلق، وجميلة، واتفقا على تجهيز مسكن الزوجيّة كاملاً، واشترى لها شبكة بمبلغ مرتفع لتكون مميّزة أمام أقاربها بناءً على طلبها. إضافة إلى ذلك، استجاب الزوج لكلّ اختياراتها من تجهيزات المنزل وحفل العرس، وتمّت الزيجة، لكنّها سرعان ما أظهرت طباعها السيّئة وعدم تحمّلها مسؤوليّة المنزل، مع تمرّدها وعصبيّتها المفرطة لأتفه الأسباب.

وبعد أسابيع قليلة، علم وائل بحمل زوجته، ففرح كثيراً، لكنّه كما يقول المثل المصري "يا فرحة ما تمّت"، إذ أصبحت زوجته تفتعل المشكلات بسبب عدم خروجها من المنزل، ووجوده في عمله طوال النهار، حتى ذهبت إلى منزل والديها بعد اتّهامها للزوج بضربها وحبسها في داخل المنزل. ولم تمرّ فترة طويلة إلا وطلبت الطلاق، بحجة أنّ حياتها مع زوجها أصبحت جحيماً.

وعن طريق الصدفة البحتة، وقبل موعد ولادتها بأسبوعين، سمع وائل حديث زوجته مع والدتها على الهاتف بأنّها تريد الإنجاب ليكون معها طفل وتفعل ما تريد. وعندما واجهها بذلك، قالت إنّها لا تريد العيش معه، وتريد أن تكون مستقلّة مع طفلها في مسكن الزوجيّة لتعيش تجربة الـ"سينغل ماذر"، وفق ما شاهدت في أفلام أجنبيّة.

ولم يجد الزوج وسيلة غير محكمة الأسرة في محلّة "روض الفرج" حيث تقدّم بدعوى نشوز ضدّ زوجته، التي اتّهمها بالخداع طوال فترة الزواج، ليجعلها تعاني بعد إسقاط حقوقها الشرعية كافة.

من جانبها، قالت الدكتورة فاطمة علي (استشاريّة تربويّة وأسريّة) لـ"النهار" إنّ "السنغل ماذر" مصطلح مستورد من دول الغرب وليس مرتبطاً بالزواج. وهناك فرق كبير في المعنى بينه وبين المرأة عندما تكون مطلّقة أو أرملة، بسبب عادات وتقاليد ونتاج تربية خاطئة.
وأوضحت علي في البداية معنى مصطلح "السنغل ماذر"، وأنّ كثيراً من الفتيات لديهن الرغبة المُلحّة في الإنجاب وعيش حلم الأمومة، دون أن يتحمّلن مهامّ الحياة الزوجيّة، معتبرة أن بعض الفتيات يقلّدن الغرب ويلجأن إلى علاقات محرّمة للإنجاب فقط، وهذه ظواهر ليست مشابهة، لكنّها تقليد بطرق مختلفة لإطلاق اللقب على أنفسهنّ من دون فهم الفرق في المعنى.

وأشارت علي إلى أنّ مصطلح "سنغل ماذر" أو الأم العزباء يعني أن تكون المرأة أمّاً من دون زواج، عن طريق التلقيح بحيوانات منويّة لغرض الحمل فقط من بنوك الحيوانات المنويّة أو دفع المال للرجل مقابل علاقة تنتج حملاً من دون أيّ مسؤولية على الرجل. وأصبح المصطلح يتردّد بين الفتيات اللاتي تأخّر سنّ الزواج لديهنّ في العالم العربي، وبالأخصّ في مصر.

وأرجعت علي السبب إلى التربية والقيود المفروضة على الفتيات في المجتمعات الشرقية، حيث الفتاة تُفضّل الحرية والعمل والسفر والتعامل بقرارها والخوف من المسؤولية، كما أنّ المشكلات النفسية في المجتمع والضغوط تؤدّي ببعض البنات إلى التمرّد.

وأوضحت بأنّ انتشار هذه الظاهرة بالطبع سيجعلها أمراً معتاداً في المجتمع، كما يوجد الآن في بعض الدول العربية، حيث يكون الزواج لأجل مصلحة وليس لإقامة بيت واستقرار وأسرة، وهذا حرام شرعاً، بسبب الأضرار الناتجة منه، وزيادة عدد حالات الطلاق، وظهور مشكلات سلوكيّة لدى الفتيات.

وختمت بأنّ الحدّ من هذه الظاهرة هو الاهتمام بالتربية وفق أسس صحيحة، والاهتمام بالجانب الديني من التربية القائمة على الحبّ والاحتواء واحترام المرأة وتعليمها الصحيح من الخطأ، وترك بعض الحرية لها لكي لا تتطرّف في أفكارها، كما يجب تعليم الفتاة منذ الصغر تحمّل المسؤولية ومعنى البيت والأسرة والمودّة والرحمة التي هي أساس الزواج.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم