الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

العراق ينتخب... إغلاق الصناديق على نسبة تصويت متدنّية والكاظمي يشكر الشعب (صور وفيديو)

المصدر: "أ ف ب"
طفلة عراقية ترفع إصبعها بدلالة على مشاركتها رمزيّاً في الانتخابات العراقية (أ ف ب).
طفلة عراقية ترفع إصبعها بدلالة على مشاركتها رمزيّاً في الانتخابات العراقية (أ ف ب).
A+ A-
انتهى التصويت العام وأُغلقت مراكز الاقتراع في انتخابات تشريعية عراقية مبكرة هي الأولى بعد احتجاجات شعبية في خريف العام 2019، فرَضت تعديلات دستورية.
 
وغرّد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي: "أتممنا واجبنا ووعدنا بإجراء انتخابات نزيهة آمنة ووفرنا الإمكانات لإنجاحها".
وأعلنت اللجنة الأمنية للانتخابات، اليوم الأحد، نجاح الخطة الخاصة بيوم الاقتراع.

وذكرت اللجنة في بيان، أن "المفوضية والتشكيلات الأمنية والعسكرية المختلفة كانت حريصة على إنجاح عملها وانتصارنا ما كان ليتحقق لولا إسناد المرجعية الدينية ودعمها الكبير".

وأضاف، أن "قواتنا المسلحة أثبتت مرة أخرى أنها على قدر المسؤولية بنجاح الخطة الأمنية الخاصة بالانتخابات".

وأصدرت اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، اليوم الأحد، أوامر صارمة بتشديد إجراءات الحراسة والحماية حول مراكز الاقتراع.
وذكرت اللجنة، في بيان أنها "أصدرت أوامر صارمة الى كافة القطعات الأمنية في العاصمة بغداد والمحافظات بتشديد إجراءات الحراسة والحماية حول مراكز الاقتراع ومراكز التسجيل ومخازن المفوضية المستقلة للانتخابات بعد انتهاء الاقتراع العام حفاظاً على سلامة صناديق الاقتراع".
وأضاف البيان، أن "اللجنة خولت القوات الامنية الماسكة باتخاذ أقصى التدابير والإجراءات الأمنية حول هذه المواقع".
وأُغلقت، مساء اليوم الأحد، صناديق الاقتراع العام في جميع المحافظات العراقية، ضمن أول انتخابات برلمانية مبكرة بعد العام 2003، بعدما فتحت أبوابها للتصويت في تمام الساعة السابعة صباحاً بتوقيت بغداد
 
 
وشكر الكاظمي الشعب و"كلّ الناخبين والمرشحين والقوى السياسية والمراقبين والعاملين في مفوضية الانتخابات والقوى الأمنية البطلة التي وفّرت الأمن، والأمم المتحدة والمرجعية الدينية الرشيدة".
 
وتوجّه الناخبون العراقيون صباحاً للتصويت في مختلف المحافظات، وسط إقبال وصفته الجهات الرسمية بـ"المقبول" بعد ساعات من بدء العملية الانتخابية الإلكترونية، والتي قد تشوبها بعض المشاكل الفنية جرّاء استخدام البطاقة البيومترية.

ويتطّلع العراق الغارق في العديد من الأزمات إلى انتخاباته النيابية المبكرة كنافذة ممكنة للتغيير. إذ تُقدِّم السلطة هذه الانتخابات على أنّها تنازل لحركة احتجاجية غير مسبوقة، لكن الفساد المزمن وسطوة الفصائل المسلحة تُضعِف آمال الناخبين بإمكانية أن يحقق هذا الاستحقاق تغييراً ملموساً.

وفُتِحَت صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة صباحاً (04,00 ت غ)، وتغلق عند السادسة مساء (15,00 ت غ)، في حال لم يجرِ تمديد التصويت. ويشارك مراقبون دوليون من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في مراقبة العملية الانتخابية.
 
ويتوقّع مراقبون أن تكون نسبة المشاركة ضئيلة على الرغم من أن حكومة مصطفى الكاظمي تقدم الانتخابات على أنها "فرصة تاريخية" من أجل "إصلاح شامل".
 
وكان من أول المقترعين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في فندق الرشيد في العاصمة بغداد، وهو المركز الانتخابي الخاص بالمسؤولين العراقيين، تبعه الرئيس العراقي برهم صالح الذي اعتبر أنّ "الانتخابات استحقاق وطني من أجل التغيير والإصلاح". إلى ذلك، أدلى رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر بصوته في النجف الأشرف، بعد عودته عن مقاطعة الانتخابات في نهاية آب الماضي.

 
الكاظمي
 
أدلى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بصوته على الفور في العاصمة بغداد.

وحضّ الكاظمي العراقيين للتصويت بالقول: "انتخبوا، انتخبوا انتخبوا". وأضاف خلال مؤتمر صحافي بعد الإدلاء بصوته: "الوقت لا يزال أمامنا... إخرجوا وانتخبوا وغيّروا واقعكم، من أجل العراق، ومن أجل مستقبلكم".
 
 

 
ووجه الكاظمي رسالة للمترددين، قائلاً: "توكلوا على الله، واختاروا من ترونَه مناسباً للعراقيين".
 
كما كشف الكاظمي عن أنّ الحكومة حقّقت "إنجازاً أمنيّاً كبيراً ستُعلِن عنه غداً الإثنين، وفضّلت التكتم عليه اليوم، حتى تترك الفرصة للانتخابات كي تكون هي الحدث الأبرز".
 
وأكد على أنّ حكومته نجحت بالملفين الأمني والسياسة الخارجية، مضيفاً: "إنّ الذين يتهمون الحكومة بالفشل في الملف الاقتصادي، فقد قدمنا ورقة إصلاح بيضاء تحتاج من 3 إلى 5 سنوات لتنفيذها"، مشدّداً على أنّ "الحكومة قادت البلاد في وقت صعب، خلال وباء كورونا والدولة شبه مفلسة".
 
وقال الكاظمي: "فرصتنا لنقل العراق إلى مصافّ الدول المتقدمة موجودة"، مشدّداً على أهمية التصويت في الانتخابات.
 
 
برهم صالح
 
أدلى الرئيس العراقي برهم صالح، مع زوجته، بصوتيهما في الانتخابات التشريعية المبكرة، في العاصمة بغداد. وعلّق صالح بعد تصويته بالقول: "يوم تاريخي للعراق وفرصة لاستعادة المبادرة للاصلاح والتنمية".

وأضاف في تغريدة عبر "تويتر": "علينا إنجاز المهمة عبر المشاركة الواسعة وحماية أصوات العراقيين ليقرروا مستقبل بلدهم، فالسيادة للقانون، والشعب مصدر السلطات وشرعيتها، وننطلق نحو تحقيق حياة حرة كريمة للعراقيين".
 
 
 

 
أوّل المقترعين
 
وتنقل عدسة "النهار"، المواكِبة لليوم الانتخابي العراقي، أول المقترعين في مدينتَي إربيل عاصمة إقليم كردستان والسليمانية، مع فتح مراكز الاقتراع عند السابعة صباحاً.

وتجول "النهار" اليوم بين المحافظات العراقية لتواكب العملية الانتخابية وتفاصيلها إلى حين إقفال المراكز عند السادسة مساء.
 
وفي أحد أحياء وسط العاصمة بغداد، انطلقت عملية التصويت في إحدى المدارس عند السابعة صباحاً (4,00 ت غ)، لكن عدد الناخبين كان قليلاً جداً، وفق ما وثّق مراسل "فرانس برس".
 
ومن أمام أحد مراكز الاقتراع، قالت ناخبة بعد الإدلاء بصوتها "جئتُ للتصويت من أجل تغيير وضع البلد للأفضل وتغيير المسؤولين الحاليين لانهم غير كفوئين. وعدونا بالكثير ولم يقدموا لنا شيئاً، نريد انتخاب مستقلين هذه المرة".
 
وتم نشر عدد كبير من القوات الأمنية في العاصمة وعند مداخل مراكز الاقتراع، حيث يجري تفتيش الناخبين الوافدين مرتين قبل دخولهم.
 
 
وجالت "النهار" أيضاً، مع ساعات الظهيرة، في مركز اقتراع بمحافظة النجف الأشرف، إذ أظهرت الصور سير العملية الانتخابية بتنظيم، وبلا عوائق تُذكر إلى الآن، وسط انتشار أمنيّ لافت. ويحرص القائمون على الانتخابات على التدقيق مليّاً في أوراق الناخبين وبطاقتهم البيومترية، وفق البرنامج الإلكتروني المعتمد في هذه الانتخابات.
 
 
من جهتها، أكّدت القوات المسلحة العراقية جهوزيتها للتعامل مع التحديات الأمنية لضمان سير الانتخابات.

وفي مؤتمر صحافي للجنة الأمنية للانتخابات العراقية، أكّد اللواء يحيى رسول أنّه "لا يوجد حظر للتجوال أو قطع للطرق خلال الانتخابات".
 
ولفت إلى "إقبال ملحوظ من الناخبين العراقيين على مراكز الاقتراع"، مؤكداً أنّ "قواتنا جاهزة للردّ بشكل سريع وحاسم على أيّ تهديد للانتخابات العراقية".
 
 
مقتدى الصدر يدلي بصوته

أدلى رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، صباح اليوم الأحد، بصوته في الانتخابات التشريعية العراقية في محاغظة النجف الأشرف، بعد عودته عن مقاطعة الانتخابات.
 
وأعلن الصدر العودة عن قراره مقاطعة الانتخابات التشريعية المبكرة، في نهاية آب الماضي، مؤكداً أنّ تياره السياسي سيكون جزءاً من الاقتراع من أجل "إنقاذ العراق من الفساد".
 
 
وأظهرت لقطات من النجف إدلاء الصدر بصوته باكراً بعد فتح مراكز الاقتراع في الانتخابات التشريعية العراقية المبكرة اليوم الأحد.
 
وأعلن الصدر، صاحب النفوذ السياسي الكبير في البلاد، بعد تسلمه ورقة إصلاح موقّعة من عدد من الزعماء السياسيين، آنذاك، أنّ "تلك الورقة جاءت وفق تطلعاتنا وتطلعات الشعب الاصلاحية. لذلك فإن العودة للمشروع الانتخابي المليوني الإصلاحي باتت أمراً مقبولاً".

وأضاف: "يجب ان تكون الورقة الإصلاحية ميثاقاً وعقداً معهوداً بين الكتل والشعب بسقف زمني معين بدون مشاركة الفاسدين وذوي المصالح الخارجية وعشاق التبعية والتسلط والفساد".
 
وكان الصدر قد أعلن في 15 تموز مقاطعة الانتخابات التشريعية وسحب دعمه لأي حزب.
 
 
  
 
احتجاجات تشرين الأول 2019
 
وتمَّت الدعوة لهذه الانتخابات التي كانت مقررة عام 2022، بهدف تهدئة غضب الشارع بعد الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في خريف العام 2019 ضد الفساد وتراجع الخدمات العامة والتدهور الاقتصادي.

تراجعت الاحتجاجات مُذّاك على وقع قمع دموي أسفر عن مقتل نحو 600 شخص وإصابة أكثر من 30 ألفاً بجروح.

وخلال الأشهر الماضية، تعرض العشرات من الناشطين إلى الخطف والاغتيال أو محاولة الاغتيال، ونسبوا ذلك إلى فصائل مسلحة موالية لإيران.
 
واختار ناشطون وأحزاب منبثقة عن التظاهرات مقاطعة الانتخابات كونها تجري في مناخ غير ديموقراطي بحسب رأيهم.
 
أعرب محمد قاسم، العامل اليومي البالغ 45 عاماً، عن عدم رغبته في التصويت إذ "سوف تعيد هذه الانتخابات القوى نفسها التي تظاهر الشعب العراقي ضدها".
 
وأضاف: "ليس لدينا كهرباء ولا مواصلات ولا قطاع عام ولا خدمات ووزارة الصحة بائسة رغم أنّ العراق أغنى دولة في المنطقة".
 
ويُتوقَّع أن تحافظ التكتلات التقليدية على هيمنتها في البرلمان الجديد، الذي يتوقع أن يكون مقسّماً بما يرغم الأحزاب على التحالف، كما يرى خبراء. وقد تتطلب المفاوضات اللازمة لاختيار رئيس للوزراء، يقضي العرف بأن يكون شيعياً، وقتاً طويلاً.

"ضغط وترهيب وتهديد"
 
استعداداً للانتخابات التي تدور في بلد لا تزال خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" تنشط فيه، فُرِضَت اجراءات أمنية مشددة وأغلقت المطارات العراقية اعتباراً من الساعة 21,00 وحتى الساعة 6,00 صباح الاثنين.

وفي بلد منقسم تملك غالبية الأحزاب فيه فصيلاً مسلحاً، تسري مخاوف من حصول عنف انتخابي في حال لم تتوافق النتائج مع طموحات الأطراف المشاركة.
 
وكتبت بعثة الأمم المتحدة في العراق في تغريدة: "في يوم الانتخابات، ينبغي أن يتمتع العراقيون بالثقة للتصويت كما يشاؤون، في بيئة خالية من الضغط والترهيب والتهديد".
 
ويحقّ لنحو 25 مليون شخص التصويت، لكن تتطلب المشاركة في عملية التصويت الإلكترونية والاختيار من بين 3240 مرشّحاً، حيازة بطاقة بيومترية.
 
وتجري الانتخابات لاختيار 329 نائباً، وفق قانون انتخابي جديد يرفع عدد الدوائر وينص على تصويت أحادي، ما يفترض أن يعطي دفعاً للمستقلين والمرشحين المحليين.
 
ويتوقع أن تصدر النتائج الأولية خلال 24 ساعة من موعد إغلاق صناديق الاقتراع، بينما يستغرق إعلان النتائج الرسمية 10 أيام، وفق مفوضية الانتخابات.
 
ويُعَدّ التيار الصدري الأوفر حظاً، فهو يملك أصلاً الكتلة الأكبر في البرلمان السابق. ويطمح مقتدى الصدر، زعيم فصيل مسلّح سابقاً، تحقيق نتائج تتيح التفرّد باختيار رئيس للحكومة.
 
لكن عليه التعامل مع خصومه الأبرز، الفصائل الموالية لإيران الساعية إلى زيادة تمثيلها في البرلمان الذي دخلته للمرة الأولى العام 2018، مدفوعةً بانتصاراتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
 

دخلت "حركة حقوق" الجديدة، المرتبطة بكتائب "حزب الله" إحدى فصائل الحشد الشعبي الأكثر نفوذاً، الانتخابات أيضاً. في الأثناء، ينافس تحالف "تقدّم" برئاسة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بقوة في المناطق السنية.
 
يبقى المشهد السياسي في العراق منقسماً بشأن العديد من الملفات، انطلاقاً من وجود القوات الأميركية في البلاد وصولاً إلى النفوذ المتزايد للجارة إيران. ولذا، لا بد لكافة التكتلات السياسية الاتفاق على اسم رئيس للحكومة يملك أيضاً المباركة الضمنية من طهران وواشنطن، صاحبتي النفوذ في العراق.
 
يرى بلال وهاب وكالفن وايلدر، في تحليل نشره "واشنطن إنستيتوت" للأبحاث، أنّه من "من المرجح أن تؤدي الانتخابات إلى قيام مجلس نواب مجزأ آخر، تعقبه مساومات فاسدة ومبهمة بين الفصائل لتشكيل الحكومة المقبلة".
 
ويضيفان أنّ "قليلين هم من يتوقعون أن تكون هذه الانتخابات أكثر من مجرد لعبة كراسي موسيقية، ومن غير المرجح أن تلبّي المطالب الأساسية لـ(حركة تشرين)، وهي الحدّ من الفساد المنهجي، وتوفير فرص العمل، ومحاسبة الجماعات المسلّحة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم