الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد ساعات من إطلاق قيادي في الحشد صواريخ وقصف بمسيرة على مطار بغداد

المصدر: النهار
الشارع الرئيسي المؤدي إلى مطار بغداد كما بدا أمس والذي يحمل اسم نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس الذي قتل في غارة اميركية قرب المطار عام 2020 مع قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني.  (أ ف ب)
الشارع الرئيسي المؤدي إلى مطار بغداد كما بدا أمس والذي يحمل اسم نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس الذي قتل في غارة اميركية قرب المطار عام 2020 مع قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني. (أ ف ب)
A+ A-
 
بعد ساعات من إطلاق السلطات العراقية الأربعاء القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح بعد أسبوعين على توقيفه بشبهة تورطه في اغتيال ناشطين، استهدفت خمسة صواريخ قاعدة جوية تضمّ أميركيين شمال بغداد، فيما تعرض مطار العاصمة حيث يتمركز عسكريون أميركيون لهجوم بطائرة مسيّرة مفخخة، ليرتفع بذلك إلى 42 عدد الهجمات التي طالت المصالح الأميركية في العراق منذ بداية العام والتي تنسبها واشنطن إلى الفصائل الموالية لإيران. 
كان مصلح أوقف في 26 أيار بشبهة اغتيال الناشط إيهاب الوزني رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء والذي كان لسنوات عدّة يحذّر من هيمنة الفصائل المسلحة الموالية لايران وأردي برصاص مسلّحين أمام منزله، وناشط آخر هو فاهم الطائي من كربلاء أيضاً. 
وبحسب صحافيين في "وكالة الصحافة الفرنسية"، وصل مصلح قرابة الظهر إلى كربلاء (نحو 100 كيلومتر جنوب بغداد) التي يتحدّر منها وله فيها نفوذ كبير، حيث استقبل عند الأماكن المقدّسة لدى الشيعة في المدينة.
وقال مصلح إثر وصوله إلى كربلاء إنّ "الهيئة القضائية أحقّت الحقّ وأنجزت مهمة التحقيق بأسرع وقت، واليوم أخذ الحق مساره وتمّ الإفراج عنّي". 
من جهته، أحال مصدر أمني على القضاء مسؤولية الإفراج عن مصلح. وقال المصدر طالباً عدم الكشف عن اسمه "من جهتنا، قدّمنا كل الأدلّة الخاصة بملف مصلح لكنّ القضاء هو من اتخذ القرار بالإفراج عنه بسبب ضغوط مورست عليه". 
وأضاف أنّ الأدلة التي قدّمت ضدّ مصلح تتضمّن "مكالمات هاتفية بين مصلح ومنفذي الاغتيالات، وإفادات شهود وذوي الضحايا ورسائل تهديد لعائلات الضحايا" تثبت تورطه، فيما يؤكّد القضاء أنّه لا يملك أدلة كافية لمواصلة احتجاز مصلح، بحسب المصدر نفسه.
في المقابل، أصدر مجلس القضاء الأعلى بياناً أوضح فيه أنّه "لم يُقدَّم أي دليل ضدّ" مصلح في جريمة قتل إيهاب الوزني، لا سيّما وأنّه "أثبت بموجب معلومات جواز السفر أنّه كان خارج العراق عند اغتيال الوزني". 
وأضاف أنّ "محكمة التحقيق لم تجد أيّ دليل يثبت تورطه في تلك الجريمة بشكل مباشر أو غير مباشر لذا تم الإفراج عنه". 
ويُتّهم القضاء في العراق، إحدى أكثر الدول فساداً في العالم، بالحكم لمصلحة جهات تقوم بدفع رشى أو تحظى بدعم الأحزاب والفصائل المسلحة. 
وعلى إثر الإعلان عن توقيف مصلح قبل أسبوعين، قامت فصائل موالية لإيران باستعراض للقوة عند مداخل المنطقة الخضراء في العاصمة التي تضمّ مقرات حكومية وسفارات بينها السفارة الأميركية. 
 
"انتصار" 
وغالباً ما تُنسب الاغتيالات التي استهدفت ناشطين منذ انطلاقة "ثورة تشرين" عام 2019، إلى فصائل مسلحة موالية لإيران. 
فمنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق قبل نحو عامين والتي تعرضت لقمع شديد راح ضحيته أكثر من 600 شخص، كان 70 ناشطاً هدفاً للاغتيال أو لمحاولة اغتيال، فيما خطف عشرات آخرون لفترات قصيرة، في عمليات تتهم الفصائل الموالية لإيران بتنفيذها.  
وكان المئات في استقبال مصلح في كربلاء الأربعاء، حيث كان مناصرو إيهاب الوزني يرددون قبل شهر شعارات منددة بإيران. 
ووصف سعد السعدي مدير مكتب عصائب أهل الحق في كربلاء، أحد فصائل الحشد الشعبي، الإفراج عن مصلح بأنّه "الانتصار الذي يضاف إلى سجلّ انتصارات الحشد الشعبي ضدّ الاستهدافات الداخلية والخارجية". 
ورفع مؤيّدو مصلح في كربلاء لافتات كتب عليها "قاسم عاد منتصراً" ووزّعوا الحلوى ابتهاجاً بالإفراج عنه.  
ومصلح هو قائد عمليات الأنبار في الحشد الشعبي وهو تحالف من فصائل عدة يهمين عليها الموالون لإيران وباتت منضوية في القوات الأمنية الرسمية. 
وقال مصدر في الحشد الشعبي، إنّ سبب اعتقاله الحقيقي هو اتهام الأميركيين له بالوقوف خلف الهجمات الصاروخية ضد قاعدة عين الأسد في الأنبار والتي تضم عسكريين أميركيين. 
وليل الأربعاء، سقط صاروخان من خمسة صواريخ من نوع كاتيوشا أطلقت على قاعدة بلد الجوية "بالقرب من مقر الشركة الأميركية المختصة بصيانة طائرات" من نوع "أف-16" عراقية تضمها القاعدة، ولم تسجل إصابات أو أضرار، بينما سقطت ثلاثة صواريخ خارج القاعدة في قرية قريبة، وفق ما أفاد مصدر أمني. 
وبعد نحو ساعة، استهدفت طائرة مسيرة مفخخة مطار بغداد حيث يتمركز عسكريون أميركيون، في تقنية هجومية جديدة تستخدمها الفصائل المسلحة الموالية لإيران منذ نيسان وباتت تثير قلق العراقيين والأميركيين. وهذا رابع هجوم بطائرة مسيرة مفخخة حتى الآن. 
وأفاد المصدر الأمني أن نظام الدفاع الجوي "سي رام" لم يتمكن من اعتراض الطائرة. 
وتتبنّى أحياناً فصائل موالية لإيران تلك الهجمات، فيما تنسب واشنطن أخرى لفصائل مسلحة عراقية مقربة من إيران توعدت بتصعيد الهجمات لإرغام القوات الأميركية "المحتلة" على الانسحاب من العراق.
واستهدفت الهجمات السفارة الأميركية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، ومطاري بغداد وأربيل، فضلا عن مواكب لوجستية للتحالف. وقتل فيها متعاقدان أجنبيان مع التحالف وآخر عراقي. 
وفي وقت سابق الأربعاء، قال المصدر في الحشد الشعبي إنّ مصلح لم يكن موقوفاً منذ أيام لدى السلطات، بل كان موجوداً في مقر الحشد الشعبي حيث خضع للتحقيق.
ويحتفل الحشد نهاية هذا الأسبوع بالذكرى السابعة لتأسيسه، وتؤكد مصادر فيه أنّ مصلح قد يشارك بشكل بارز في هذا الاحتفال الرسمي، كون الحشد جزءا من المؤسسات الرسمية العراقية.    
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم