الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بالصور- تظاهرة حاشدة في بغداد إحياء للذكرى الثالثة لاحتجاجات تشرين 2019

المصدر: "أ ف ب"
تظاهرة في بغداد إحياء للذكرى الثالثة لاحتجاجات تشرين 2019 (أ ف ب).
تظاهرة في بغداد إحياء للذكرى الثالثة لاحتجاجات تشرين 2019 (أ ف ب).
A+ A-
تظاهر الآلاف، اليوم، في بغداد إحياء للذكرى الثالثة للانتفاضة غير المسبوقة ضد السلطة وفساد النخبة الحاكمة وسوء إدارة الخدمات العامة في بلد يشهد شللاً سياسيّاً كاملاً، في تظاهرة شهدت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن اشتدّت في المساء.

اندلعت الاحتجاجات في تشرين الأول 2019 في جميع أنحاء البلاد، ولا سيما في الجنوب الفقير الذي تقطنه أغلبية شيعية. واستمرت عدة أشهر في البلد الغني بالنفط، واعتصم خلالها مئات الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير مستنكرين تفشي البطالة وانهيار البنى التحتية وانعدام الديموقراطية.

وضعف زخم التظاهرات تحت وطأة القمع الذي تسبّب بمقتل نحو 600 شخص وجرح 30 ألفاً آخرين والقيود التي فرضتها جائحة كوفيد، وبعد ثلاث سنوات، يبدو أن شيئاً لم يتغيّر.
 


ما زالت الأحزاب الكبيرة نفسها تحتكر المشهد السياسي. وبعد عام من الانتخابات التشريعية في تشرين الأول 2021 ما زال السياسيون يتنازعون عاجزين عن اختيار رئيس جديد للوزراء.

في المساء، كانت التظاهرات لا تزال متواصلة في العاصمة لكن بأعداد أقلّ، ترافقت مع مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين على جسر الجمهورية الذي يؤدي إلى المنطقة الخضراء مع محاولة المحتجين عبوره.

وسُمِع دوي انفجار كبير في العاصمة مساء، رجّح مصدر أمني أنه ناجم عن قنابل صوتية كانت تقوم قوات الأمن برميها فيما كانت تفرق المحتجين. وكان مسؤول في وزارة الداخلية قد تحدّث عن اندلاع حريق في خزاني وقود أسفل جسر الجمهورية حيث يتجمّع المتظاهرون.

في وقت سابق، احتشد المتظاهرون عند مدخل جسر الجمهورية الذي أغلقته القوات الأمنية بثلاثة حواجز من الكتل الخرسانية. وأطلقت الشرطة عدة رشقات من الغاز المسيل للدموع والدخان لمنع المتظاهرين من عبور هذه التحصينات، وتبادل الطرفان إلقاء الحجارة، بحسب مراسلة وكالة "فرانس برس".

خرج بعض المتظاهرين عراة الصدور وغطوا وجوههم بكوفية لحماية أنفسهم من الغازات المسيلة للدموع، فيما حمل اخرون رفيقاً جريحاً على الاكتاف لإخلائه من الخطوط الأمامية.

وهتف آلاف المتظاهرين في بغداد، ومعظمهم من الشباب، "الشعب يريد إسقاط النظام" وقد رفعوا الأعلام العراقية وصور "شهداء" عام 2019، أثناء تجمعهم في ساحة التحرير الرمزية لإحياء الذكرى، وفق مراسلة وكالة "فرانس برس".

تواصلت الاحتجاجات كذلك في مدن الجنوب الكبرى مثل الناصرية والبصرة حيث ألقى المحتجون الحجارة على قوات الأمن التي ألقت بدورها قنابل الغاز المسيّل للدموع.
 


"مواجهة السلطة"

وأكد المسؤول في وزارة الداخلية إصابة 43 من عناصر شرطة مكافحة الشغب بجروح طفيفة بعد رشقهم بحجارة وزجاجات. وذكر أنه أصيب 36 متظاهراً، غالبيتهم حالات اختناق.

وقال المتظاهر أحمد جمعة، وهو محامٍ جاء من محافظة واسط في جنوب العراق: "يجب تغيير النظام الحالي، هذا النظام يخدم مصالح الأحزاب"، مضيفاً أنّ "العملية السياسية منذ العام 2003 عملية فاشلة".

تُقام ذكرى التظاهرات في أجواء متوترة، إذ يتواجه القطبان الرئيسيان للشيعة حول تعيين رئيس وزراء جديد وإمكانية إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

فمن جهة، يطالب الزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر بحل فوري للبرلمان بينما يريد خصمه "الإطار التنسيقي الشيعي" وهو تحالف من الفصائل الشيعية الموالية لإيران، تشكيل حكومة قبل اي انتخابات.

وتعرّضت المنطقة الخضراء لهجوم بالصواريخ خلال جلسة لمجلس النواب الأربعاء.

وفي 29 آب الماضي، بلغ التوتر ذروته عندما اشتبك عدد من أنصار الصدر مع الجيش ورجال من الحشد الشعبي، وهي قوات شبه عسكرية سابقة موالية لإيران أُدمجت في القوات النظامية.

وقُتِل في هذه المعارك أكثر من ثلاثين من أنصار التيار الصدري.
 


"المطالبة بحقوقنا"

قال الناشط علي الحبيب: "اليوم مواجهة السلطة باتت أمراً حتمياً"، مضيفاً أنّ "كل الجسور والطرق مسدودة لان هناك رعبًا من السلطة خوفا من تشرينيين سلميين".

وانتقد الحبيب الاقتتال داخل الطبقة السياسية. وقال: "مرّت نحو سنة على الانتخابات التي نُظمت بشكل يفيد الطبقة السياسية لتقسيم الكعكة. تقسيم السلطة في ما بينهم ليس من اجل الشعب، اختلفوا في تقسيم الكعكة فنزل الشارع بشكل مسلّح".

بدورها، انتقدت معلّمة "الخلافات والاشتباكات بين السياسيين". وقالت: "سنواصل المطالبة بحقوقنا. ولن نصمت في وجه الظلم".

بعد عقود من النزاعات المدمرة وفي غياب الإصلاحات الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية الكبرى في بلد يعاني من تفشي الفساد، تعجز السلطات عن الحد من البطالة التي يواجهها أربعة من كل عشرة شباب.
 


كما يعاني 42 مليون عراقي بشدة من عواقب تغيُّر المناخ مع ازدياد الجفاف وشح المياه في بلاد ما بين النهرين.

وعدا عن الأزمات المتعددة التي تهز العراق، يقف السياسيون عاجزين عن مواجهة توترات جيوسياسية لا تستطيع الدولة أن تخرج منها. ومن ثم، تقصف إيران وتركيا، الجارتان الكبيرتان، كردستان العراق لإضعاف حركات المعارضة الكردية المسلحة الإيرانية أو التركية المتواجدة فيه.

فقد خلفت ضربات إيرانية بقذائف صاروخية ومسيّرات الأربعاء استهدفت مواقع فصائل كردية إيرانية 14 قتيلاً و58 جريحاً.

وفي حادثة باتت تتكرّر في البلاد، انهار السبت مبنى مؤلف من أربعة طوابق يضمّ عيادات طبية خاصة في بغداد، فيما نجحت فرق الدفاع المدني في إنقاذ 13 شخصاً على قيد الحياة من تحت الركام.

وعلّق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على الحادث قائلاً إنه "يؤكد صحة جهود مكافحة الفساد، وإيقاف منح الإجازات العشوائية".
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم