السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

بلينكن يواصل جولته الشرق أوسطية... كشف عن رسائل السنوار السرّية والقصف العنيف متواصل على غزّة

المصدر: أ ف ب- رويترز
بلينكن مشاركا في مؤتمر الاستجابة الإنسانية العاجلة لغزة في الأردن (11 حزيران 2024، أ ف ب).
بلينكن مشاركا في مؤتمر الاستجابة الإنسانية العاجلة لغزة في الأردن (11 حزيران 2024، أ ف ب).
A+ A-
أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الثلثاء، عن مساعدات أميركية جديدة بقيمة 404 ملايين دولار للفلسطينيين. وحض الدول الأخرى على تقديم الأموال لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.

وبهذه المساعدات، التي تم الإعلان عنها في مؤتمر الإستجابة الأنسانية المنعقد حاليا في الأردن، يصل إجمالي المساهمة الأميركية للفلسطينيين - في غزة والضفة الغربية والمنطقة - إلى 674 مليون دولار منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول، وفقًا لوزارة الخارجية الأميركية.

لكن بلينكن أشار إلى أن نداء الأمم المتحدة لمساعدة الفلسطينيين لم يمول سوى الثلث، مع عجز يبلغ نحو 2,3 ملياري دولار.

وقال بلينكن في كلمة خلال المؤتمر المنعقد في السويمة على شاطىء البحر الميت، على بعد 50 كلم غرب عمان "البعض عبر عن قلقه البالغ إزاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، بما في ذلك الدول التي لديها القدرة على تقديم الكثير، والتي لم تقدم سوى القليل جدا أو لا شيء على الإطلاق".

واضاف "لقد حان الوقت للجميع - الجميع - لتكثيف جهودهم. ولأولئك الذين قدموا بالفعل وأعطوا بسخاء، أعطوا المزيد".

ولم يحدد بلينكن كيف ستقدم الولايات المتحدة المساعدة لكن واشنطن - أكبر مانح للفلسطينيين - ركزت على برنامج الأغذية العالمي ومنظمات الإغاثة الخاصة.

من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن بلينكن رحب بإعلانات الإصلاح خلال اجتماع برئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في الأردن اليوم الثلثاء.

وجاء في البيان أن "الوزير بلينكن رحب بإعلانات الإصلاح التي أصدرتها السلطة الفلسطينية وناقش مع رئيس الوزراء مصطفى ضرورة التنفيذ الكامل والمتسق لتلك الإصلاحات لتحقيق تطلعات الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة".
 
وأضاف البيان أن بلينكن "أكد مجددا دعم الولايات المتحدة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل".
 
وقد واصل بلينكن، الثلثاء، جولته الجديدة في الشرق الأوسط للدفع قدما بخطة لوقف إطلاق النار في غزة نالت دعم مجلس الأمن الدولي.

في إسرائيل، أكد وزير الخارجية الأميركي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "أعاد تأكيد التزامه" بوقف إطلاق النار بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.

ووصف بلينكن رد فعل حركة حماس بعد تبني مجلس الأمن الدولي الاثنين للقرار الأميركي الذي يدعم الخطة التي أعلنها الرئيس جو بايدن في 31 ايار، بأنه "علامة مشجعة".

وقال "الجميع أيّد باستثناء حماس"، مضيفا أنه إذا لم تقبل الحركة هذا الاقتراح فمن الواضح أنها ستتحمل مسؤولية الفشل.
 
وأضاف بلينكن "ننتظر ردا من حماس".
 
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس- غرينفيلد بعد تبني القرار الأميركي "اليوم صوتنا من أجل السلام... اليوم بعث هذا المجلس رسالة واضحة إلى حماس: اقبلوا اتفاق وقف إطلاق النار المطروح على الطاولة. لقد وافقت إسرائيل على هذا الاتفاق ويمكن أن يتوقف القتال اليوم إذا فعلت حماس الشيء نفسه".

و"رحبت" حماس بتبني مجلس الأمن القرار. وأكدت في بيان "استعدادها للتعاون مع الإخوة الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ التي تتماشى مع مطلب شعبنا ومقاومتنا"، في إشارة إلى مطالبة الحركة بالوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.

وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن "اعتماد هذا القرار هو بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح لوقف حرب الإبادة المتواصلة بحق شعبنا في قطاع غزة".
 
السنوار: لدينا الإسرائيليون حيث نريدهم
إلى ذلك، رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، مرتاح إلى حشر الإسرائيلين في الزاوية، على الرغم من حجم الدماء التي أريقت في الحرب، معتبرة أن السنوار يوظّف عدد الضحايا الضخم في المفاوضات من موقع القوة، بالنظر إلى أن شعوب العالم تحوّلت فجأة من داعمة لإسرائيل إلى مندّدة بمجازرها المرتكبة يومياً على أرض غزة.
 
وأبرزت الصحيفة أنّ رسائل السنوار إلى الوسطاء وأعضاء المكتب السياسي في الخارج، على مدار الأشهر الماضية، تفيد بمعظمها بأنّ "المزيد من القتال والمزيد من الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين، يصبّ في مصلحته".
 
وبحسب الصحيفة، فإن السنوار قال في رسالة حديثة إلى مسؤولي حماس المنخرطين في مفاوضات مع المسؤولين القطريين والمصريين بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن: "لدينا الإسرائيليون حيث نريدهم"، في إشارة إلى الضغط على إسرائيل.
 
وفي الرسائل، التي تمّت مشاركتها مع "وول ستريت جورنال" من قبل أشخاص لديهم وجهات نظر مختلفة حول زعيم الحركة في غزة، يظهر أن السنوار "يستخفّ بالحياة البشرية، ويعتقد بأن إسرائيل لديها الكثير لتخسره في الحرب".
 
وفي إحدى الرسائل الموجهة إلى قادة حماس في الدوحة، استذكر السنوار الخسائر المدنية في صراعات بدول مثل الجزائر، حيث مات مئات الآلاف من الأشخاص وهم يقاتلون من أجل الاستقلال عن فرنسا، قائلاً: "هذه تضحيات ضرورية".
 
وفي رسالة أخرى بتاريخ 11 نيسان الماضي إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بعد مقتل 3 من أبنائه في غارة جوية إسرائيلية، قال  إن "موتهم ومقتل الفلسطينيين الآخرين سيبثّ الحياة في عروق هذه الأمة، ويدفعها نحو الارتقاء إلى مستوى أعلى من مجدها وشرفها".
 
وحسب الصحيفة، فإن السنوار ليس الزعيم الفلسطيني الأول الذي يتبنى "إراقة الدماء كوسيلة للضغط على إسرائيل"، لكن حجم الأضرار في هذه الحرب من مقتل المدنيين والدمار الذي أحدثته، "لم يسبق له مثيل بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

- لا رد رسميا -
بعد توقفه في مصر حيث دعا دول المنطقة إلى "الضغط على حماس"، التقى بلينكن الاثنين نتنياهو لساعتين تقريبا في القدس.

وشدد بلينكن على أن "الاقتراح المطروح يمهد الطريق أمام الهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل" مع لبنان وأمام "تكامل أكبر" بين إسرائيل "ودول المنطقة".

وأضاف "أعتقد اعتقادا راسخا أن الغالبية العظمى" من الإسرائيليين والفلسطينيين "تريد الإيمان بمستقبل" يعيش فيه الشعبان "في أمن وسلام".

وليلا استمرت الضربات الإسرائيلية في كل أنحاء قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية بمقتل فلسطينيين في وسط القطاع حيث يتركز القصف الإسرائيلي منذ أسبوع.

وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس في بيان إن "40 شهيدًا و120 إصابة" وصلت إلى المستشفيات خلال 24 ساعة حتى صباح الثلثاء.

في الضفة الغربية المحتلة أعلنت السلطة الفلسطينية ليل الاثنين الثلثاء مقتل أربعة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي قرب رام الله كانت إسرائيل تشتبه في تنفيذ أحدهم لهجوم.

وفي جنوب لبنان، قُتل مدني الثلثاء جراء القصف الإسرائيلي، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام ومؤسسة رسمية يعمل فيها، بعد ساعات من نعي حزب الله ثلاثة من مقاتليه قضوا بضربات استهدفت ليلاً شرق البلاد، قرب الحدود مع سوريا.

- "بحاجة إلى صفقة" -
تلقى نتنياهو أول ضربة سياسية كبيرة له منذ بدء النزاع عندما استقال الوزير بيني غانتس وحزبه من الحكومة.

وانتقد غانتس وهو القائد السابق للجيش نتنياهو خصوصا لعدم وضعه خطوطا عريضة لخطة ما بعد الحرب في غزة. وقال إن رئيس الوزراء "يمنعنا" من تحقيق "نصر حقيقي".

وفجر الثلثاء صوّت وزير دفاعه يوآف غالانت ضد الحكومة خلال تصويت على مشروع قانون مثير للجدل يتعلق بتجنيد اليهود المتشددين دينيا "الحريديم".

رغم هذه التوترات الداخلية يقول نتنياهو إنه متمسك بالقضاء لى حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

ويسعى نتنياهو وفق وسائل إعلام إسرائيلية إلى ركوب موجة العملية التي أتاحت تحرير أربع رهائن السبت. لكن وزارة الصحة التابعة لحماس تؤكد أن 274 فلسطينيا قتلوا في هذه العملية.

وقال المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الثلثاء إن هذه الحصيلة "دقيقة بنسبة 100%".

وأعربت المفوضية العليا عن "صدمتها العميقة" لعواقب هذه العملية على المدنيين و"حزنها العميق" لاستمرار الفصائل الفلسطينية في احتجاز رهائن.

وشدد المتحدث جيريمي لورانس في جنيف على أن "كل هذه الأنشطة من الطرفين يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب".

أما أهالي الرهائن فمعظمهم يطالب بصفقة لإطلاق سراحهم وليس بعمليات أخرى، مثل والدة الرهينة الإسرائيلي المحرر ألموع مئير التي قالت إن "بقية الرهائن بحاجة إلى صفقة لكي يعودوا إلى ديارهم سالمين. هناك اتفاق على الطاولة. نطالب الحكومة الإسرائيلية بالمضي قدما فيه".

- "دمار في كل مكان" -
اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول بعد شن حماس هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية خلف 1194 قتيلا غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى معطيات إسرائيلية رسمية.

خلال هذا الهجوم احتُجز 251 رهينة ما زال 116 منهم في غزة بينهم 41 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37164 شخصا في غزة معظمهم مدنيون وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع. وقالت الوزارة إن إجمالي عدد المصابين "بلغ 84832 إصابة".

في 7 أيار شنت إسرائيل هجوما بريا على مدينة رفح الجنوبية ما أجبر مليون فلسطيني على الفرار وأغلقت المعبر الحدودي مع مصر وهو منفذ حيوي لدخول المساعدات إلى القطاع.

في جباليا شمال غزة تحاول سعاد القنوع إنقاذ طفلها الصغير أمجد الذي يعاني الهزال بسبب سوء التغذية وقالت لفرانس برس "هذه الحرب دمرت حياتنا وقلبتها رأسا على عقب. لا يوجد طعام ولا شراب. هناك حصار ودمار في كل مكان".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم