السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

إسرائيل تستعد لتوسيع هجومها على "حماس"... ومئات يُغادرون الشفاء بعد إنذار بالإخلاء

المصدر: "النهار"
جثث ضحايا القصف الإسرائيلي على خان يونس في جنوب قطاع غزة (أ ف ب).
جثث ضحايا القصف الإسرائيلي على خان يونس في جنوب قطاع غزة (أ ف ب).
A+ A-
ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن مصادر مطلعة أنّ إسرائيل والولايات المتحدة وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" توصلت لاتفاق مبدئي لإطلاق سراح عشرات النساء والأطفال المحتجزين في قطاع غزة مقابل وقف القتال لمدة خمسة أيام.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين أمركيين قالوا إنّه لم يتم التوصل لاتفاق بعد.

وذكرت الصحيفة أمس السبت نقلاً عن مصادر مطلعة على الاتفاق التفصيلي المؤلف من ست صفحات أنّ إطلاق سراح الرهائن يمكن أن يبدأ خلال أيام قليلة إذا لم يواجه عقبات في اللحظة الأخيرة.

يأتي التقرير في وقت بدا أنّ إسرائيل تستعد فيه لتوسيع هجومها على مسلحي "حماس" ليشمل جنوب قطاع غزة بعد أن أدّت ضربات جوية إلى مقتل عشرات الفلسطينيين من بينهم مدنيون أفادت أنباء بأنهم كانوا يحتمون في مدرستين.

وذكرت الصحيفة أنّه بموجب الاتفاق، ستجمد جميع الأطراف العمليات القتالية لمدة خمسة أيام على الأقل بينما يتم إطلاق سراح 50 أو أكثر في مجموعات كل 24 ساعة.
 
 

واحتجزت حماس نحو 240 خلال هجوم على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول والذي أسفر عن مقتل 1200.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الوقف الموقّت للقتال يستهدف أيضاً السّماح بدخول كم كبير من المساعدات الإنسانية مضيفة أنّ الخطوط العريضة للاتّفاق تم تحديدها خلال محادثات استمرّت لأسابيع في قطر.

لكن نتنياهو قال في مؤتمر صحافي مساء أمس السبت: "فيما يتعلّق بالرهائن، هناك الكثير من الشائعات التي لا أساس لها والكثير من التقارير غير الصحيحة. أود أن أوضح أنه حتى الآن، ليس هناك اتفاق. لكنني أعد بأنه عندما سيكون هناك شيء لنقوله سنفعل".

وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض إنّ إسرائيل و"حماس" لم تتوصّلا بعد إلى اتفاق بشأن وقف موقت لإطلاق النار، وأضافت أن الولايات المتحدة تواصل العمل من أجل التوصل لاتفاق. وأكد مسؤول أميركي ثان أنه لم يتم التوصل بعد لأي اتفاق.
 
 

* "منطقة موت"

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعد هجوم السابع من تشرين الأول. ومع دخول الحرب أسبوعها السابع، أعلنت السلطات في قطاع غزة الذي تديره "حماس" ارتفاع عدد القتلى إلى 12300 من بينهم 5000 طفل.

وبعد إسقاط منشورات الأسبوع الماضي، أصدرت إسرائيل أمس السبت تحذيراً جديداً للمدنيّين في مناطق من جنوب قطاع غزّة وأمرتهم بضرورة الانتقال إلى أماكن أخرى بينما تستعد لهجوم على هذا الجزء من القطاع الساحلي الصغير، بعد السيطرة على الشمال.

وركزت إسرائيل بشكل أساسي على مستشفى الشفاء في مدينة غزة في الهجوم البري في شمال قطاع غزة، مما أثار قلقاً دوليّاً.

ووصف فريق بقيادة "منظّمة الصحة العالمية" زار مستشفى الشفاء أمس السبت، المجمع الطبي بأنه "منطقة موت" مع وجود آثار إطلاق نار وقصف ووجود مقبرة جماعية في مدخله. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تعكف على وضع خطط للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وأسرهم.

وذكرت منظمة الصحة العالمية إنّ 25 من أفراد الطواقم الطبية و291 مريضاً بينهم 32 رضيعاً في حالة حرجة لا يزالون في مستشفى الشفاء.
 
 
 
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس للتواصل الاجتماعي إنّ "إسرائيل قصفت مدرستين تابعتين للوكالة في شمال القطاع". وأضاف أن "أكثر من أربعة آلاف مدني كانوا يحتمون في إحداهما".

وأضاف: "وردت أنباء عن مقتل العشرات بينهم أطفال... للمرّة الثانية في أقل من 24 ساعة لم تسلم المدارس (من القصف). كفى، يجب أن تتوقف هذه الفظائع".

وقال متحدث باسم سلطات حماس في غزة إنّ 200 قتلوا أو أصيبوا في المدرسة. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي.

وذكر شهود أنّ قتالاً عنيفاًدار خلال الليل بين قوات برية إسرائيلية ومسلحين من "حماس" في مخيم جباليا للاجئين وهو الأكبر بين مخيمات اللاجئين في القطاع بوجود ما يقرب من مئة ألف فيه.

وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس السبت إن "المئات من المهجرين قسراً من بيوتهم قتلوا" في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر في غزة.

ودعا عباس أمس السبت الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التدخّل لوقف العملية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إنّ 31 قُتلوا في ضربات جويّة إسرائيلية على مخيمي البريج والنصيرات في وسط القطاع من بينهم صحفيان فلسطينيان. وأضافوا أنّ امرأة وطفلها قتلوا في ضربة خلال الليل على خان يونس جنوب قطاع غزة.
 
 
 
 
 
* ضربات جوية

يعارض بايدن وقف إطلاق النار، إلّا أنه يتطلّع إلى انتهاء الصراع، وقال في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" إنّ السلطة الفلسطينية يجب أن تحكم غزة والضفة الغربية في نهاية المطاف.

وردّاً على سؤال حول اقتراح بايدن، قال نتنياهو للصحافيين في تل أبيب إنّ السّلطة الفلسطينية في شكلها الحالي ليست قادرة على الاضطلاع بالمسؤولية عن قطاع غزة. ولم تكشف إسرائيل عن استراتيجية فيما يتعلّق بغزة بعد الحرب.

ومن الممكن أن يجبر هجوم إسرائيلي في جنوب قطاع غزة مئات الآلاف من الفلسطينيّين الذين فروا أصلاً من الاجتياح الإسرائيلي لمدينة غزة في الشمال على الفرار مجدّداً مع سكان خان يونس، وهي مدينة يقطنها أكثر من 400 ألف نسمة، ما قد يفاقم الأزمة الإنسانية الحادة بالفعل.

وأدى الصراع حتى الآت إلى نزوح نحو ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.

وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى واثنان من كبار المسؤولين السابقين إن التقدم الإسرائيلي المتوقع في جنوب قطاع غزة قد يكون أكثر تعقيدا ودموية من الشمال مع وجود المسلحين داخل منطقة خان يونس.
 
 

وفي وقت سابق قال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن 26 فلسطينيّاً قُتلوا وأصيب 23 في قصف جوي إسرائيلي على شقتين بمبنى متعدد الطوابق في حي سكني مكتظ في خان يونس أمس السبت.

وقال فلسطيني يدعى إياد الزعيم لـ"رويترز" إنّه فقد خالته وأبناءها وأحفادها في الهجوم وإنهم جميعا كانوا ضمن من نفذوا أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة ليموتوا في المكان الذي قال لهم الجيش إنه سيكون آمناً.

ومن أمام مشرحة مستشفى ناصر في خان يونس حيث كانت ترقد 26 جثة قبل أن ينقلها ذووهم لدفنها، أشار الزعيم إلى أن هؤلاء الذين قتلوا لم يكن لهم أي صلة بحماس.

وفي الضفة الغربية المحتلة، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أنّ الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينيين اثنين خلال عمليات توغل في الضفة صباح اليوم الأحد.

وقالت الوكالة إنّ القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص عصام الفايد (46 عاماً) وهو من ذوي الإعاقة عند مدخل مخيم جنين للاجئين. وأعلنت في وقت لاحق مقتل الشاب عمر اللحام (20 عاما) بعد إصابته برصاص القوات الإسرائيلية في رأسه في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم.
 
 
 
 
 
 
 

- وقود للاتصالات -
أدّت الحرب إلى نزوح أكثر من 1,65 مليون شخص في القطاع، من أصل إجمالي عدد سكانه البالغ 2,4 مليون شخص.

بُعيد اندلاع الحرب، أطبقت إسرائيل حصارها المفروض على القطاع منذ 2007، وقطعت المياه والكهرباء والغذاء والوقود، ما سبّب أزمة متصاعدة خصوصاً بظلّ الكميّات الضئيلة من المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح.

ونفد الوقود لدى معظم مستشفيات غزة ما يحول دون تشغيل مولداتها. وبحسب حكومة "حماس"، خرجت عن الخدمة 24 من المستشفيات الـ35 في القطاع.

وأعلنت إسرائيل الجمعة أنّها وافقت على دخول شاحنتيّ وقود يوميّاً إلى القطاع بناء على طلب من الولايات المتحدة، حليفتها وداعمتها عسكريّاً.

لكن مدير الأونروا في غزة توماس وايت أكّد أنّ هذه الكميّة غير كافية، وقال إنّ الإسرائيليّين "وافقوا على 50% فقط مما تحتاج إليه من وقود المساعدات الإنسانية الحيوية"، موضحاً عبر "إكس" أنّ الناس "لن يحصلوا إلا على ثلثي احتياجاتهم اليومية من مياه الشرب".

والسبت رفض وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أيّ إمكان لنشر قوات عربية في غزّة بعد الحرب.

وتحدّثت تقارير عن طروحات عدة بشأن مصير القطاع بعد انتهاء الحرب، منها نشر قوات عربية لإرساء الاستقرار فضلًا عن دور قد تؤديه السلطة الفلسطينية في إدارته. وتسيطر "حماس" على القطاع منذ 2007.

واعتبر الصفدي خلال النسخة الـ19 من "منتدى حوار المنامة" الذي ينظّمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أنه "بعد مناقشة هذه القضية مع كثرٍ ومع جميع إخواننا العرب تقريبًا، لن تتجه قوات عربية إلى غزة"، مضيفاً أنّه لا يمكن السماح بأن ينظر الفلسطينيون "إلينا على أننا أعداء" لهم.

ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن السبت إلى إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة مستقبلاً تحت "سلطة فلسطينية متجددة"، وهدد بفرض عقوبات على المستوطنين "المتطرفين" الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وكتب بايدن في مقال نشرته واشنطن بوست "ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل بنية حكم واحدة، وفي نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة" بعد إنهاء حكم حماس.

وإضافة الى دخول المساعدات، يُفتح رفح أحيانا للسماح بخروج أجانب وجرحى من غزة الى مصر. والسبت، وصل ثمانية أطفال فلسطينيين بين مصابين ومرضى، بعضهم برفقة أحد أقاربهم، إلى أبوظبي في طائرة من مدينة العريش في مصر التي وصلوا اليها بعد خروجهم عبر رفح، في إطار مهمة إنسانية تنظّمها الإمارات.

وقال موفد الهلال الأحمر الإماراتي إلى مطار العريش محمد الكعبي لفرانس برس "نودّ أن نقوم بعمليات إجلاء يومية"، واصفًا وضع غزة بـ"الكارثي".
 
 
 
- خمسة قتلى في الضفة -
تزامنا، يتواصل التوتر اليومي في الضفة الغربية المحتلة.والسبت، قُتل خمسة عناصر من فتح في قصف جوي على مدينة نابلس، وفق الهلال الأحمر ومصادر في الحركة.

وقال الجيش الإسرائيلي: "استهدفت طائرة شقة للاختباء كان يستخدمها عدد من المخربين المتورطين في التخطيط لإطلاق اعتداءات إرهابية وشيكة تستهدف مدنيين إسرائيليين وأهدافاً عسكرية"، وذلك في مخيم بلاطة للاجئين في نابلس الذي يضم 24 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة.

ويضم المخيم مقاتلين من فصائل فلسطينية مختلفة بينها "حركة فتح"، إضافة الى "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي.

وفي أعقاب الضربة، دهم جنود إسرائيليون مخيم بلاطة وفجروا منزلاً كان خالياً، وفق شهود.

وقتل منذ 7 تشرين الأول أكثر من 200 فلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين حسب وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة التي تحتلها إسرائيل منذ حزيران1967.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم