الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جوبا شهدت توقيع اتفاق سلام تاريخي بين الحكومة السودانية والمتمردين

المصدر: النهار
رئيس المجلس السيادي الانتقالي الحاكم في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان-الى اليسار-ورئيس جنوب السودان سلفا كير-في الوسط- والرئيس التشادي إدريس ديبي يحملون نسخاً من اتفاق السلام الذي وقعته الخرطوم مع جماعات متمردة في جوبا السبت.  (أ ف ب)
رئيس المجلس السيادي الانتقالي الحاكم في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان-الى اليسار-ورئيس جنوب السودان سلفا كير-في الوسط- والرئيس التشادي إدريس ديبي يحملون نسخاً من اتفاق السلام الذي وقعته الخرطوم مع جماعات متمردة في جوبا السبت. (أ ف ب)
A+ A-
 
وقّعت الحكومة السودانية وقادة حركات متمردة السبت، على وقع قرع الطبول والغناء والرقص، على اتفاق سلام تاريخي يهدف إلى إنهاء عقود من الحرب التي قتل فيها مئات الآلاف.
 
رافقت هتافات الفرح ممثلي الحكومة الانتقالية والمتمردين مع توقيعهم النص الذي وقعوه بالأحرف الاولى في جوبا ايضا نهاية آب الماضي، على ما أفاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية. 
 
وجرت مراسم التوقيع في جوبا عاصمة جنوب السودان، البلد الذي حارب زعماؤه لثلاثة عقود قوات الخرطوم قبل أن يحصلوا على الاستقلال عام 2011 بنهاية حرب أسفرت عن مقتل مليوني شخص ونزوح 4 ملايين. وباتت اليوم العلاقات هادئة، لا بل ودية، بين الطرفين. 
 
وقدّم فنانون من جنوب السودان والسودان عروضا أمام الضيوف الذين كانوا ينتظرون بدء المراسم، فيما سار أعضاء الجماعات المتمردة من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وهم ينشدون أغاني الفرح ويرفعون لافتات تحمل صور قادة أحزابهم.
 
وكان إنهاء النزاعات الداخلية في السودان أولوية قصوى للحكومة الانتقالية، التي تتولى السلطة منذ إطاحة الديكتاتور عمر حسن البشير العام الماضي وسط انتفاضة شعبية مؤيدة للديموقراطية.
 
ووقع الاتفاق باسم الخرطوم نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.
تحديات
وكان إلى جانبه رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك. 
 
وقال حمدوك في بيان فور وصوله إن السلام سيفتح آفاقا رحبة للتنمية والتقدم والازدهار. لكنه أقر بأن المستقبل لن يكون سهلا. وأضاف: عملية السلام لا تخلو من المطبات والعثرات، مشيراً إلى أن السلام تحقق بالصبر والمثابرة والحكمة والدور الكبير الذي لعبته الوساطة في تقريب وجهات النظر.
 
من جانب المتمردين، وقع ممثل عن الجبهة الثورية السودانية وآخرون من المجموعات المكونة للائتلاف الاتفاق. وتتألف الجبهة من جماعات متمردة من منطقة دارفور غرب البلاد التي مزقتها الحرب، بالإضافة إلى ولايتي النيل الأزرق في الجنوب وجنوب كردفان. 
 
وأثار ميني أركوي ميناوي زعيم حركة تحرير السودان إحدى الحركات الرئيسية في دارفور، أيضاً وجود بعض التحديات. وقال: من الواضح أن التحدي الاقتصادي في السودان هو من أبرز التحديات. كما أن الوضع السياسي الهش يمثل أحد التحديات أيضا لكنني متأكد من أننا سنحقق السلام الذي نريد... هناك حاجة إلى التسامح.
 
كذلك، وضع الضامنون للصفقة من التشاد وقطر ومصر والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة توقيعاتهم على الاتفاق.
وقال المسؤول في حركة تحرير السودان اسماعيل جلاب :سيسمح لنا هذا التوقيع بأن نضع الحرب خلفنا. سيسهم في جلب الديموقراطية والعدالة والحرية إلى السودان. نحن سعداء جداً. هذه نهاية الحرب واقتصاد السودان سينطلق من جديد. 
لا أوهام
وأعلن رئيس جنوب السودان سالفا كير: ليس لدينا أوهام بأن تطبيق الاتفاق الذي نحتفل فيه اليوم لن يكون مهمة سهلة، لا سيما بسبب الواقع الاقتصادي الذي يشهده السودان حالياً. 
 
ويواجه السودان أزمة اقتصادية حادة، وحرم من نحو ثلاثة أرباع احتياطاته النفطية منذ استقلال جنوب السودان. وهو أيضاً خاضع لعقوبات أميركية. 
ويتكون الاتفاق من ثمانية بروتوكولات تتعلق بقضايا ملكية الأرض والعدالة الانتقالية والتعويضات وتطوير قطاع الرحل والرعوي وتقاسم الثروة وتقاسم السلطة وعودة اللاجئين والنازحين، إلى البروتوكول الأمني والخاص بدمج مقاتلي الحركات في الجيش الحكومي ليصير جيشا يمثل كل مكونات الشعب السوداني.
وأسفرت حرب دارفور التي بدأت عام 2003، عن مقتل 300 ألف شخص على الأقل، ونزوح 2,5 مليون بحسب الأمم المتحدة. 
 
ورفضت حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور في دافور التوقيع. واتهمها الجيش بشن هجوم على مواقعه الاثنين الماضي. ووقعت مجموعة أخرى هي الحركة الشعبية لتحرير السودان-الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو وقف نار منفصل، يسمح للمتمردين بالحفاظ على أسلحتهم من أجل ضمان حماية أنفسهم، إلى حين تعديل الدستور السوداني بما يضمن فصل الدولة عن الدين. 
 
ويضم جنوب كردفان وبمستوى أقل النيل الأزرق، أقليات مسيحية قاومت لعقود محاولات فرض الشريعة الإسلامية في البلاد. 


التضخم 170 في المئة
ويعيش السودان وضعاً اقتصادياً كارثياً، مع بلوغ التضخم السنوي نسبة 170 في المئة في آب، يضاف إليه نقص الوقود والغذاء والأدوية وسلع النظافة. وزاد سعر الغذاء ثلاثة اضعاف خلال عام وفق الأمم المتحدة. 
 
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) : إن الوضع الاقتصادي المزري في السودان والذي يتميز بارتفاع معدلات التضخم، يؤدي إلى تفاقم التخلف المزمن والفقر والصدمات المناخية المتكررة وتفشي الأمراض والعنف والنزاع، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الاحتياجات الإنسانية.
وأضاف نقلاً عن برنامج الغذاء العالمي أن متوسط سعر سلة الغذاء المحلية ارتفع بنحو 200% مقارنة بعام 2019، كما ارتفعت تكلفة الخدمات الصحية بنسبة 90% في عام 2020. 
 
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن التضخم بلغ وفقا للمكتب المركزي للإحصاء السوداني 170% في آب.
وأضافت الوكالة التابعة للأمم المتحدة، أن التضخم أدى إلى ارتفاع تكاليف الأغذية الأساسية مثل الذرة الرفيعة التي باتت الآن أغلى بنسبة 240% من العام الماضي وأكثر من 680% في المتوسط خلال خمس سنوات. 
 
علاوة على ذلك، فإن انخفاض قيمة الجنيه السوداني يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للأسر وقدرتها على إعالة نفسها.
وأضاف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 9,6 ملايين شخص يعانون انعدام شديد في الأمن الغذائي في ذروة الموسم العجاف (من حزيران إلى أيلول)، نقلاً عن أحدث تقرير لتصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل.
وما زاد الطين بلة، أن نقص الوقود أثر أيضا على نقل المساعدات وإيصالها في الوقت المناسب، مما قد يؤدي إلى تلقي عدد أقل من الأشخاص المساعدة بحلول نهاية العام.
 
وأعلن السودان حالة الطوارئ الاقتصادية في الشهر الماضي، لتجنب الركود بسبب الانخفاض الكبير في عملته المحلية مقابل الدولار الأميركي وارتفاع التضخم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم