الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

USJ en mission: الجامعة اليسوعيّة في مهمة "تنمية كلّ إنسان وكلّ الإنسان"

المصدر: "النهار"
"الجامعة اليسوعيّة في رسالة أو في مهمة".
"الجامعة اليسوعيّة في رسالة أو في مهمة".
A+ A-
أطلقت جامعة القديس يوسف موقعا الكترونيا مخصصا لمبادرة USJ en mission باللغة الفرنسية، على ان تتبعه لاحقا نسختان أخريان بالإنكليزيّة والعربيّة، وذلك في إطار التعريف بهذه المبادرة ونشر نشاطاتها. 

USJ en mission، أو بتعابير أخرى "الجامعة اليسوعيّة في رسالة أو في مهمة". المبادرة امتداد لمبادرات سابقة ومستمرّة قامت بها الجامعة "لتؤكّد دورها الوطنيّ في إعداد المواطنين المسؤولين القادرين على إدارة شؤون المجتمع والبلاد بأفضل السبُل وأنزهها، وأشدّها علميّة وموثوقيّة وتطوّرًا"، على ما يقول المرشد العام لجامعة القدّيس يوسف والمسؤول عن النشاطات الاجتماعيّة فيها الأب جاد شبلي اليسوعيّ.  

في الذاكرة، ولدت مبادرة USJ en mission في "ظروف صعبة واستثنائية"، على ما يضيف، مشيرا الى أن "ذلك لا يمنعها من أن تكون فرصة لتنفيذ الجزء المتعلّق بالمسؤولية الاجتماعية لجامعة القدّيس يوسف في بيروت، خصوصًا أنها تتمتّع ببعد روحيّ بالمعنى الشامل والعابر للطوائف، وذلك بمعنى الانفتاح على البُعد الآخر للإنسان بالمعنى المطلق وليس بالمعنى الضيق، أي من خلال بالمعنى الإنسانيّ الشامل".  

في المفهوم اليسوعيّ، لا يمكن "فصل الروحيّ عن الإنسانيّ"، على ما يوضح، "خصوصًا أن لمبادرة USJ en mission  دورا في التنمية المستدامة، بمعنى سعيها إلى مساعدة الأشخاص ليصبحوا منتجين وليتكلوا على أنفسهم  وليستقلوا. فالهدف الأخير هو الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج، وخلق فرص عمل للشباب، وليس دعوتهم الى البقاء في لبنان فحسب من دون إعطائهم من يبقيهم هنا". 

المبادرة بدأت بحملة "كتفي بكتفك" التي رعتها دائرة الحياة الطلابيّة بعد أن أطلقها النادي العلماني في جامعتي القديس يوسف في بيروت والجامعة الأميركية في بيروت لتأمين 2150 حصّة من المواد الغذائية للعائلات الأشدّ حاجة، في أواخر آذار- بداية نيسان 2020. "يومذاك، وجهت الدعوة إلى بقية الاندية في الجامعة اليسوعيّة لدعم هذه المبادرة وتوزيع الحصص الغذائيّة على العائلات التي تأذت من هذه الظروف الاستثنائية نتيجة جائحة كوفيد 19 وإجراءات العزل والإقفال"، على ما يشرح شبلي. 
-4 آب - 
خلال حزيران، انتقلت المبادرة إلى المرشدية العامّة في الجامعة التي نسّقت مع مختلف الأطراف العاملة ضمن هذه المبادرة، وهي دائرة الحياة الطلاّبية، وعملية اليوم السابع، ودائرة الموارد البشرية.  وبعد انفجار 4 آب، "أخذنا القرار بتوسيع مهماتها، وكذلك عدد العائلات المستفيدة من مساعداتها، خصوصًا العائلات المتضرّرة من الانفجار، بداية ضمن أسرة الجامعة، أي الأساتذة والطلاّب والموظفين، بعدها نزلنا إلى الأحياء المنكوبة حيث توزعنا المهمات الجديدة، إلى جانب متابعة توزيع الحصص الغذائية التي استمرينا بتأمينها مع زيادة عدد العائلات المستفيدة والمناطق التي وصلنا إليها"، على قول شبلي. 

وتوسّعت مهمات المبادرة وفقًا للحاجة. ويوضح شبلي أن "فرقا كانت تحضّر السندويشات، وأخرى تعدّ الوجبات الساخنة، أو تحضّر الحصص الغذائيّة، أو توزع الطعام والأدوية. كذاك، زارت أخرى الأشخاص الذين يحتاجون إلى زيارة، بينما ساعدت اخرى من طلبوا المساعدة في أعمال الكناسة وإزالة الزجاج والركام".

ضمن نشاطات المبادرة ايضا، "أنشأنا وحدة استماع ومساعدة نفسيّة، وأشرف فريق من المهندسين على إعادة إعمار المنازل وتقديم المساعدة التقينة والاستشارات الهندسيّة اللازمة. وهناك مجموعة طبيّة كانت في الميدان. كذلك، بدأنا تصليح المنازل المتضرّرة من خلال الاستعانة بالمساعدات التي بدأت تصلنا من الجمعيّات الأهليّة والجهات غير الحكوميّة والمانحين والواهبين وأصدقاء الجامعة والقدامى".

المهمة كبيرة، واسعة. ويوضح شبلي أنه من خلال هذه المبادرة، "دمجنا كل الجهود والفرق والمساعدات ووحدناها وجمعناها ونظمناها في الجامعة، وذلك تحت مظلّة المرشد العام المسؤول عن النشاطات الاجتماعيّة التي تعبّر عن قيم الجامعة برسالتها ومسؤوليتها الاجتماعيّة تجاه المجتمع، وهي ما يمكن اختصاره بتنمية كلّ إنسان وتنمية كل الإنسان، من دون أي تفرقة أو تمييز أو تفضيل". 

التنمية في صلب الاهداف، تقود الحركة وتوجهها. لكنها "لا تقتصر على بناء الحجر فحسب"، على قول شبلي، "إنما ايضا تأخذ في الاعتبار الوضع النفسيّ والروحيّ والقانونيّ". انطلاقا من هنا، اقترحت "إحدى الزميلات ضرورة التنسيق مع نقابة المحامين. وتمّ الاتصال بالمسؤولين فيها، وتمّ التعاون لحفظ حقوق الناس الذين تدمرّت بيوتهم".
 
المبادرة تهتم ايضا بتنفيذ برنامج آخر "للتخفيف من آثار الصدمة". ويشرح شبلي "أننا نعمل مع اختصاصيين على تأمين علاجات لحالات اضطراب ما بعد الصدمة لأكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين أصيبوا بشكل مباشر وتأذوا بشكل عميق".

واقع يلمسه "الابونا المرشد"، وهو أن "عددا كبيرا من الأشخاص في لبنان يود أن يقدّم المساعدة، وأن يعطي، وأن يقدّم العون". بالنسبة اليه، "دور مبادرة USJ en mission هو أن تكون منصّة لجمع هؤلاء الأشخاص. ولدينا مجموعة خطط للعام المقبل نأمل أن تسمح لنا الظروف بتنفيذها لما فيها من خير للإنسان ولبنائه".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم