الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رئيس الهيئة اللبنانية للطاقة الذرّية يكشف لـ"النهار" تفاصيل المواد النووية في الزهراني

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
منشآت النفط في الزهراني.
منشآت النفط في الزهراني.
A+ A-
من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، إلى المواد المشعة التي سلّط الإعلام الضوء عليها قبل أيام، تدرّج الأمر وصولاً إلى القنبلة التي فجرها اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، حيث كشف عن وجود مواد نووية في منشآت الزهراني، قائلاً: "هناك ملف جديد يشكّل خطراً أيضاً، وهو ما تحدّث عنه التقرير الذي أعدّته شركة COMBILIFT ويشير إلى مواد كيميائية خطرة موجودة في مستودع في منشآت النفط في الزهراني"، وأضاف: "تبين بعد الكشف عليها من قبل خبراء في الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية أن هذه المواد هي مواد نووية عالية النقاوة، ويشكّل وجودها خطراً، بحسب التقرير الذي وردني من الأمن العام. وأكد أن هذا الموضوع يجب مناقشته الآن، ويجب أن يكون هناك إجراء سريع جداً للتعامل معه بأقصى درجات الاستنفار".

توازياً، كلّف المجلس الأعلى للدفاع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات المعنية، لا سيما الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية لتخزين المواد الشديدة الخطورة، بعد سحبها من منشآت النفط أو أي أمكنة أخرى.

العثور على المواد "النووية"
رئيس الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية الدكتور بلال نصولي الذي كان حاضراً في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، شرح لـ"النهار" تفاصيل المواد التي تمت الإضاءة عليها اليوم حيث قال إن "الشركة الألمانية التي تعمل على نقل المواد الكيميائية من مرفأ بيروت أرادت القيام بالأمر ذاته في ما يتعلق بالمواد الكيميائية في منشآت الزهراني، وقد تواصلت مع الحكومة لإزالتها، إلا أنه عند كشفها في مصافي النفط في الزهراني عثرت على بعض المواد المكتوب عليها "مشعة"، فأطلعت المسؤولين هناك أنها تعمل على إزالة المواد الكيميائية فقط".

تحديد ماهيّتها
وأضاف دكتور نصولي: "تمت مراسلتي بشكل رسمي بداية الشهر الحالي من قبل مدير عام النفط في وزارة الطاقة والمياه لإبلاغي بالموضوع، وبعد ثلاثة أيام أرسلت خبراء إلى المكان كشفوا على المواد، واستقدموا عينات منها إلى المختبر، حيث تم فحصها، وأرسلنا التقرير إلى وزارة النفط في ٢٥ آذار"، وشرح نصولي أنه "من خلال الكشف الإشعاعي الميداني في منشآت الزهراني عثرنا على ألف و٤٥٠ غراماً من البودرة التي تطلق مواد مشعة، وعلى الفور علمنا أنها من أملاح اليورانيوم، وبعد فحصها في المختبر أكدت الفحوصات ذلك حيث ظهر أنها أسيتات اليورانيوم وقد استقدمت في خمسينيات أو ستينيات القرن الماضي من قبل منشآت الزهراني من أجل استخدامها في بعض التطبيقات المتعلقة بالطاقة الشمسية وذلك قبل معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولو لم يتم الكشف من قبل الشركة الألمانية لما علم أحد بوجود هذه المواد لسنوات طويلة".

مصير المواد المكتشفة
"المواد المكتشفة تحتوي على مواد نووية وتدخل ضمن منظومة المواد التي يجب إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا بها وفق بنود معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، قال نصولي، مشدداً: "لا يجب أن تحفظ هذه المواد بالطريقة المحفوظة بها الآن، إذ يجب أن تخضع لرقابة صارمة، مع العلم أنها غير قابلة للاشتعال ولا للانفجار فهي كالأملاح، إلا أنّ منها يُستخرج اليورانيوم للتخصيب، وقد أبلغنا وزارة الطاقة والمياه بالتفاصيل وطلبنا إما أن تُبقي عليها لديها وتخزينها وفق الشروط التي سنضعها لها على أن تبقى تحت رقابتنا، أو أن نأخذها كوننا نستخدمها في مختبراتنا، فهذه ليست نفايات مشعة بل مواد كيميائية تحتوي على مواد مشعة نستخدمها كعينات معيارية، وقد وصلني الجواب أول أمس بالموافقة على وضع الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية اليد عليها وأن تصبح بعهدتنا، وهذا ما سأفعله حيث سأرسل الاثنين المقبل أشخاصاً لجلبها، وسنراسل الوكالة الدولية بكافة التفاصيل عنها".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم