الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الامتحانات الثانوية اليوم في ظل التحولات الكبيرة: الشهادة الرسميّة لا تمنح الدولة صدقية بل العكس

المصدر: النهار
Bookmark
الامتحانات الثانوية اليوم في ظل التحولات الكبيرة
الامتحانات الثانوية اليوم في ظل التحولات الكبيرة
A+ A-
نبيل قسطة لطالما كانت الامتحانات الرسميّة في لبنان موضعَ تساؤلاتٍ مِن قِبَل جهاتٍ عديدةٍ ومُتَنَوِّعَة. ومنذ تأسيسها وانطلاقتها، أخذت أكثرَ من طابَعٍ، وَرُسِمَ لها أكثر من هَدَفٍ، واتّشَحَت بغيرِ هويَّةٍ. ففي زَمَنٍ مضى، وتحديدًا في خلال ما يُسَمّى "أيّام العِزّ" في لبنان، ارتَدَتْ التساؤلاتُ طابَعًا تقييميًّا مهنيًّا ومحترفًا، وكانت الامتحانات يَوْمَها رسميَّةً بِالفِعل وقد استحقَّت هذه الصّفة، إذ كان لها هيبَةٌ ومهابَة، وكان التلاميذُ وذووهم ومعلّموهم وإدارات مدارسهم يحسبونَ لها ألف حِسابٍ، ويستعدّونَ بجديَّةٍ بالغةٍ للتقدُّم مِنها. باختصار، كانت الامتحانات الرسميَّة وازنة أقلّه في المفهوم التربويّ الّذي سادَ منذ تأسيسها إلى عشيّة الحرب اللبنانيّة وربّما بعدها بقليل.أمّا في ما بعد وصولًا إلى اليوم، فقد سقطَ عن الامتحانات الرسميّة وما يدورُ في فلكِها من تساؤلات ذلك الطابَع المُحترف، ليحلّ محلّه طابَعان أخريان هما طابَع الاتّهامات من قِبَل جهاتٍ عديدة، ولن ندخل هُنا في متاهة هذه الاتّهامات وفي ما يَستَنِدُ منها إلى حقائق ووقائع، وفي ما هو تحامُلٌ وتظلُّم، فالمتابعون من أهل الوسَطِ التربويّ يعرفون شتّى التفاصيل ذات الصّلة. أمّا الطابع الثاني فهو طابَع الدِّفاع، ومحامو الدّفاع فيه غالبًا ما يكونون من أهلِ الحكمِ ومن أسرةِ وزارة التربية ومن قِلّةٍ قليلةٍ من أناسٍ آخرين لهم مصلحة في وقوف موقِف المُدافِع، ولديهم ما يستندون إليه من حُجَج وبراهين. في غمرةِ هذا الصراع، لا بدَّ من إضاءَةٍ سريعةٍ على حال الامتحانات الرسميَّة في زمنِ العِزّ وعلى حالِها هذه الأيّام.  في ما مضى كانتِ الامتحانات الرسميّة تفحَصُ المرشّحين وتُغربلهم وتفرزهم على أربع مراحِل موزَّعة على مسارٍ تعلُّمِيٍّ على امتداد خمسة عشر عامًّا دراسيًّا. فالفرزُ الأوَّل كان يتمّ من خلال امتحانات شهادة "السرتيفيكا" التي كانت تقع في نهاية السّنوات الست الابتدائيّة الأولى من التمهيديّ حتّى ما كان يُعرف بصفّ الـ Grade 6. والفرز الثاني كان يتمّ بعد أربع سنوات من السرتيفيكا أي في نهاية ما كان يُعرف بصفّ الـ Grade 10، وذلك من خلال امتحانات الشهادة المتوسّطة “البروفيه” Brevet. وكانت الغربلة الثالثة تتمُّ بعد سنتين من البروفيه أي في نهاية الصّفّ الثانويّ الثاني وذلك من خلال امتحانات شهادة البكالوريا القسم الأوّل، وتليها غربلة أخيرة ونهائيّة في ختام الصّفّ الثانويّ الثالث من خلال شهادة البكالوريا القِسم الثاني الذي كان معروفاً باسم الصف الثالث عشر. وفي هذا السّياق لا بُدَّ من الإشارة إلى أنَّ نِسَب النجاح كانت تتضاءَل بين مرحلة وثانية، فَمِن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم