شاشة - المسلسلات الأكثر مشاهدة و"التجليطة"

 

نشرنا أرقام المسلسلات الأكثر مشاهدة في الأسبوع الأول من رمضان عبر موقع "النهار"، من دون رأي أو موقف، وفق "إيبسوس نيلسون". يُملي الضمير التمهّل أمام ما قد يُسمّى "التجليطة". للأرقام كلمتها، لكنّها لا تتجزّأ عن عوامل تصنع المسلسلات وتُحدّد مكانتها، كالإنتاج والنصّ والإخراج. تصنّف الإحصاءات "راحوا" في المرتبة الأولى، يليه "عشرين عشرين"، فـ"للموت". عذراً من أمزجة الجمهور. الأرقام ليست دائماً الحقيقة.

 

يتصدّر هاشتاغ "راحوا" كلّ ليلة، من دون وضوح يتعلّق بهوية المُغرّدين ومضمون التغريدات. ثم تأتي الأرقام لتضعه في المرتبة الأولى. الانحناء واجب أمام أوجاع الضحايا. ولا تقليل من حجم الرسالة ونُبلها. إنّما التنفيذ هزليّ، والإخراج يقع على رأسه، فتهتزّ المرتبة الأولى أمام ثغره. مفاجآته ضئيلة، وتحرّكاته بطيئة. يهلّل المهلّلون ويطبّل المطبّلون. لكن النقد يقتضي الصدق. 

 

مَن ينافس السنة في لبنان؟ "أم تي في" تنافس نفسها! مؤسف أنّ التركيّ يتصدّر على "الجديد"، فيسبق "الحبّ لا يفهم الكلام" (المرتبة الخامسة)، مسلسل "الباشا 3" (المرتبة التاسعة). تظنّ "أل بي سي آي" أنّ "رصيف الغرباء" سيأتيها بمعجزة. يحتل المرتبة الرابعة، حين لا يبقى بعد المرتبة الثالثة مجالٌ عريض للمنافسة الشرسة. فـ"الباشا" لم يُبدّل شروط اللعبة. "رصيف الغرباء" بكارثيته في المرتبة الرابعة! تتأمّل "أل بي سي آي" النتيجة بعدما اعتادت حجز المرتبة الأولى. خروجها المدوّي من المنافسة الرمضانية أقعدها على جنب. الفجيعة الدرامية لا تعيد لها ماء وجهها. بدَّلَ الله الأحوال.

 

"عشرين عشرين" في المرتبة الثانية. حتى الآن، لم يتراجع خطوة. باكيدج يستحقّ الصدارة. بينه وبين "للموت" (المرتبة الثالثة) شعرة. هنا يتدخّل المزاج. ماذا تفضّل وأي أجواء تستميلك؟ العملان بمستوى المنافسة. أي تصدّر لأحدهما هو إثبات مكانةٍ للآخر. الحزن على المشهد بأسره. أين كان التلفزيون اللبناني في رمضان وأين أصبح؟ أين برامج الألعاب؟ وبرامج المقالب؟ أين الزخم والشلالات؟ اليوم تقطُّعٌ وأحجار تعوق الجريان. نهران دفّاقان فقط.

 

Twitter: @abdallah_fatima