زحلة تبكي ابنها إيلي.. رحل الشاب العصامي في بداية مشواره على الأرض

ودّع والدته طالباً منها الدعاء له، ورحل لمرافقة مجموعة سياحية كورية إلى بعقلين، وإذا بالموت ينتظره هناك، خطفه أثناء وجوده في النهر، منهياً قصة حياة شاب كان يخط فصولها الأولى... رحل ابن زحلة المعلقة إيلي نبهان على غفلة، صادماً كل من عرفه بخسارته السريعة.

 

سبب الوفاة
على عكس ما جرى تداول الخبر يوم أمس بأن إيلي غرق في بركة مياه، قال ابن خاله حنّا نبهان لـ"النهار": "إن تقرير الطبيب الشرعي أثبت أن سبب وفاته كهرباء في القلب أثناء تواجده في البركة، فالمياه حيث كان يسبح لم تكن عميقة، مع العلم أنه لم يكن يعاني من أي عوارض صحية طوال حياته، بل على العكس كان شاباً رياضياً". مضيفاً: "يعمل إيلي في مجال الترجمة، ويرافق مجموعات سياحية. وفي الأمس كانت الوجهة بعقلين حيث حلّت الكارثة".

 

 

رحيل العصامي
كُتب على إيلي أن يمر 22 سنة على هذه الأرض، ترك خلالها بصمة جميلة في قلوب الناس. وشرح حنّا: "هو شاب عصامي، عمل منذ صغره لإعالة والدته وأشقائه الثلاثة بعد انفصال والديه، ورغم أن الحياة حمّلته هموماً أكبر من سنّه، إلا أنه واجهها بالصبر والإيمان والعزيمة. تمسك بعلمه، درس واجتهد. وكونه كان يعشق الرياضة كان يتابع دراستها في الجامعة". وأضاف: "كان إنساناً طموحاً إلى أبعد الحدود، حلم بمستقبل زاهر، آمن أن الارادة تهزم العقبات، وسار على درب خطط له، إلا أنه للأسف في بداية رحلته خطفه الموت".

الوداع الأخير
قبل يوم من الكارثة، أصر إيلي على أن ينام في حضن والدته وكأنه كان يشعر بقرب الرحيل، تبادل وإياها أطراف الحديث، مازحها ولاعبها، وصباح أمس ألقى النظرة الأخيرة على أشقائه الذين كانوا يغطّون في نومهم، وانطلق إلى حتفه، وقال حنّا: "والدته التي كانت تنتظر عودته صعقت بخبر موته، فقد كان ابنها البكر، سندها وعكازها في الحياة، ربته بالدموع، آملة أن يأتي اليوم الذي تفرح فيه، وإذ بها تجبر على زفه اليوم إلى مثواه الأخير".

بعد الحادثة نقل إيلي إلى مستشفى عين وزين، واليوم احتفل بالصلاة لراحة نفسه في كنيسة مار انطونيوس الكبي للروم الأورثوذكس – المعلقة، وقد نعى إقليم زحلة الكتائبي إيلي بمنشور عبر صفحته على "فايسبوك" جاء فيه "وداعاً رفيقنا ايلي نبهان… لنفسك الرحمة ولأهلك الصبر".