الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أهالي الشمال يخشون تكاليف التدفئة... "شتاء قارس برداً وقارص اقتصاديّاً"

المصدر: طرابلس- "النهار"
حطب الشتاء.
حطب الشتاء.
A+ A-
 
طوني فرنجيه
 
يتخوف الشماليون من قدوم فصل الشتاء ببرده وصقيعه ليس لأنهم يخشون البرد والصقيع وهم ألفوه واعتادوه، بل لأن الوقاية والحماية من البرد والزمهرير في زمن كورونا والضائقة الاقتصادية المستشرية مكلفة جداً، فالأسعار نار، والمازوت بين موجود ومفقود، والغاز لا يفي بالغرض المطلوب، أما الفحم والجفت والدّق والحطب فحدِّث عن أسعارها دون حرج، فيما الكهرباء تبقى عند وجود التيار ملاذاً الجميع.
 
غالباً ما كانت التدفئة في الجرود تعتمد على ركنين أساسيين: الحطب ومشتقاته والمازوت، ليأتي بعدهما بأشواط الغاز والكاز وما إليهما من محروقات أخرى، لكن شح المازوت وفقدانه وارتفاع اسعار الغاز حالا دون نعمة التدفئة بهما إلا لميسوري الحال وللذين تمكنوا من "تفويل" خزاناتهم قبل استفحال أزمة الشح وبعد تحول بيع المادة بالقطارة وإلى المحظوظين والمحظيين عند اصحاب المحطات الذين يتحكمون برقاب العباد رغم ان ما من إحد إلا ويدفع نقداً.
 
 
شتاء هذا العام يخشاه الاهالي كثيراً ويخشون من أكلافه، فالمازوت يباع بالسوق السوداء من المحتكرين الذي ملأوا بيوتهم ومستودعاتهم بالغالونات ليعرضوها بالسر أو علانية للبيع بزيادة عن السعر الرسمي أقله بخمسة آلاف ليرة لليتر الواحد، كما أن هناك محطات تطلب "إكرامية" إضافية فوق الاسعار وإلا "المازوت مقطوع"، وكما هو معلوم، لا رقابة ولا من يراقبون.
 
الغاز متوافر ونصائح الباعة الجوالين بالتخزين تطرق كل أذن وكل بيت وكل مسمع، لكن السعر الرسمي هو السائد دون زيادة أو نقصان، أما المشكلة الكبرى فعند تبديل الساعة أو "النبريش" أو عند شراء قارورة فارغة لزيادة الاحتياط في البيت، فساعة الغاز تفوق قيمتها الخمسين ألف ليرة والقارورة الفارغة أصبحت بحوالى 300 ألف ليرة.
 
الفحم والدق ارتفعت أسعارهما بشكل جنوني، فسعر كيلو الفحم العادي يتراوح ما بين ستة وثمانية آلاف ليرة، هذا إن وجدت أصلاً، أما فحم السنديان فالكيلو يطرق باب الخمسة عشر ألفاً، وإلى ذلك فإن الاكياس المختومة التي وزنها 2 كلغ فيها نصف كلغ حطب غير قابل للاشتعال.
 
ويبقى الحطب الملاذ والملجأ خصوصاً وأن المجتمعات الجبلية مجتمعات زراعية تؤمّن حطبها دون كلفة من تشحيل أشجار البساتين المثمرة، وإذا لا تكفي الكميات لمونة الشتاء فالتحطيب سيد الموقف من الاشجار البرية المجاورة لبساتينهم وحقولهم.
 
والكهرباء متى وجدت تبقى المعين والملاذ في التدفئة البيتية كونها الاقل مصروفاً على البعض القليل الذي يلجأ الى "التعليق" مستغلاً عدم صعود "الكشافين" الى المناطق الجردية ليلاً وإبان العواصف.
 
بطرس فخري قال: "الحطب اساس في التدفئة، من بساتيننا نستقدمه الى المنازل ونشعله في المواقد او الصوبيات (الستوف) وندعمه بالمازوت والأمور ماشية والحمد لله ولكن فروقات الاسعار كبيرة جداً عن السنوات الماضية".
 
يوسف سعادة قال: "الشوفاج هو الاساس ولكن هذا العام سنقنن التشغيل لأن المازوت غير متوافر كل الاوقات والبديل الكهرباء والحطب والشتوية بدون أدنى شك مكلفة جداً".
 
فوزي خوري صاحب محطة محروقات قال: "نحن نبيع المازوت والبنزين فور استلامنا الكمية التي نطلبها لكن ليس في كل مرة نستلم بنفس السرعة. عندما لا توجد عندنا المواد لا نبيع، أما الاهالي فلا يرحموننا. لا يقبلون بالتقنين ولا بغيره، كما أنهم يملأون الغالونات بحجة "الصوبيات" ولكننا لا نمنع المادة عن أحد عندما توجد عندنا".
 
من جهته، لفت رئيس بلدية جردية بترونية إلى أنّ "البلدة مؤلفة من نحو 250 بيتاً. في الصيف يسكن فيها من بين 150 إلى 200 عائلة، وفي نهاية الأسبوع يرتاد البلدة ما يقارب الـ220 عائلة".
وأضاف: "أمّا في شتاء، فلا يبقى فيها إلّا نحن 20 إلى 25 عائلة، وفي نهاية الاسبوع يرتفع العدد إلى 70 عائلة، ومن مطلع آذار يرتفع العدد إلى 70 بيتاً".

وتابع قائلاً: "أما هذا العام، فإنّني أتصوّر أنّه سيبقى في البلدة خلال الشتاء شتاء ما لا يقل عن 150 بيتاً وربما أكثر، وهذا يقلقني كثيراً، إذ كنا في السنوات الماضية قدم مادة المازوت للبيوت المفتوحة واشتراك المولد أيضاً جاناً لمساعدة الأهالي، اعتباراً من منتصف تشرين التاني وحتى منتصف نيسان".
 
 
"
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم