الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

شارع صبرا... صَمد في وجه القانون وكورونا وغلبه ارتفاع الأسعار! (صور)

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
سيدة تشتري الخضر في سوق صبرا ("النهار").
سيدة تشتري الخضر في سوق صبرا ("النهار").
A+ A-
مشهد لم يعتده كل من يعرف شارع صبرا، ذلك الشارع الشعبي الذي لا يهدأ، فحتى في زمن كورونا التقطت عدسات الكاميرات مدى الزحمة فيه، لا القوانين ولا حتى الوباء استطاعا أن يصدّا زائريه، إلا أن ارتفاع الأسعار تمكن من ذلك، ففي جولة لـ"النهار" على المكان بدا تراجع أعداد قاصديه، على الرغم من أننا على أبواب رمضان حيث اعتاد الناس التحضير للشهر الفضيل بشراء الحاجيات.
 

ارتفاع الأسعار وانخفاض عدد الزبائن

لا زبائن أمام العربات وفي المحال، فالأسعار استفحلت وأرعبت الناس، وإن كانت أرخص من غيرها من المحال في العاصمة. أحد بائعي الخضار قال: "الفجل والروكا والزعتر ارتفع سعرها الى ألف ليرة كون المزارع يشتري بذورها بالدولار، أما باقي الحشائش كالنعنع والبقدونس فسعرها 500 ليرة، وبالتأكيد في اليومين الأولين من رمضان سيرتفع قليلاً نظراً لزيادة الطلب عليها".

بائع يقف أمام عربة الحامض منتظراً زبوناً، وبحسب ما قال لـ"النهار": "المبيع انخفض إلى أكثر من النصف، ومن كان يشتري الكيلو أصبح الآن يشتري النصف". كذلك الحال بالنسبة لبائع الموز الذي يجلس على كرسي أمام عربته، لا يعلم بحملة مقاطعة الفاكهة التي يبيع الكيلو منها بـ5500 ليرة، وعن ارتفاع سعرها أجاب "لا علاقة لي، فليسأل المخمر الذي نشتري منه".
 

هذا ما يتحكم بالأسعار

كيلو الثوم ارتفع من 10 آلاف ليرة إلى 20 ألف ليرة. وشرح البائع الذي يمتلك محلاً وسط  شارع صبرا: "الخضر بشكل عام عرض وطلب، اليوم نزلت البطاطا البقاعية بكثرة إلى السوق، فانخفض سعرها، فإذا كان مطلوباً بسوق الخضار الف صندوق بطاطا وسلّم 100، من الطبيعي أن يرتفع سعرها، والأمر ينسحب على باقي الأنواع. أما في ما يتعلق بالثوم، فارتفاع سعره يعود إلى أنه مستورد من الخارج، وبالتحديد من الصين. أما اللوبيا فارتفع سعرها كون الحبوب التي تستخدم لزراعتها تباع بالدولار". وأضاف: "الأمر لا يتعلق برمضان أكثر مما يتعلق بالطلب على السلع الذي كلما ارتفع ارتفعت معه الأسعار، ولا نعلم كيف سيتمكن الناس من الشراء وهم الآن لا يمكنهم القيام بذلك، فمن كان يشتري 2 كيلوين خيار اليوم أصبح مضطراً لشراء نصف كيلو".

محل لبيع اللحوم فارغ الا من بضعة أنواع، قال: "توقفت عن شراء اللحوم بعدما وصل سعرها إلى 70 ألف ليرة للكيلو، اقتصر الأمر على السجق والنقانق حيث الكيلو منه بـ50 الف ليرة، انخفض المبيع بشكل كبير، وأخشى من الأسوأ القادم".
 

كيف نصمد؟
 
 سيدة كانت تسأل عن الأسعار، قالت لـ"النهار": "جوّعونا، شحّذونا، كيلو الليمون بـ5 آلاف، في السابق كنا نشتري الـ4 كيلو بألفي ليرة، كيف سنصمد في رمضان مع الارتفاع الإضافي للأسعار؟ فزوجي عاطل عن العمل ولدي 3 أولاد، لم نأكل لحوماً منذ أشهر، وجبتنا تقتصر على البرغل والعدس، فمتى سيتحرك ضمير المسؤولين، هذا إن وجد"؟ في حين قالت أخرى "لا أعلم كيف أن الشعب صامت بعد كل الذي وصلنا إليه، لم يعد ينقص إلا أن نمدّ أيدينا ونشحذ، أصبحنا نستحلي الطعام، أولادي يطلبون الدجاج والفاكهة فكيف لي شراؤها"؟

أي زمن هذا؟

كل من تحدث لـ"النهار" عبّر عن غضبه من الحال التي وصل إليها البلد، منهم رجل عجوز كان يسير مرغماً حاملاً كيساً أسود جمع فيه ما تيسّر له من الخضر والفاكهة قال: "أي زمن هذا الذي نحن فيه؟! لم يمر على لبنان ألعن من هذه الظروف، فحتى في ظل الحروب لم نجُع، الآن لكي أطعم أولاد ابنتي اليتامى أضطرّ لمد اليد للبائعين، علّي أتمكن من الحصول على ما أسدّ به جوعهم، ليتني متّ قبل أن أعيش في هذه الظروف، حاجة الناس صعبة والفقر مؤلم، وأشكو إلى الله كل من أوصلنا إلى هذه الحال".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم