بلبلة حول الديليفري والسوبرماركت... ألا يضرُ حصر عملها في وقت معين بمكافحة الفيروس؟

عشية الإقفال التام، لا يزال الدليفري يثير البلبلة بين الناس وأصحاب السوبرمراكت. ورغم أنّ الإقفال لا بدّ منه وهو ضرورة وحاجة مُلحّة في ظل الأعداد الكارثية في إصابات كورونا التي تعدّت الـ4000 اليوم، يسأل الناس ما المشكلة في تمديد خدمة الديلفيري إلى ما بعد توقيت منع التجول عند السادسة؟ ولماذا توقيفه عند الساعة الخامسة عصراً؟ علماً أن هناك عائلات أو أشخاصاً يعيشون بمفردهم ويحتاجون لطلب ديليفري من مطعم أو متجر غذائي في توقيت العشاء، على سبيل المثال.

 

هذا النقاش كان مدار أخذ ورد طويلين في اللجنة الوزارية ومع المعنيين في القطاع، ليستتب القرار على "منع التمادي في الاستثناءات، وفرض منع تجول بعد السادسة مساء". وبقي التخوف من أن الأمر سيؤدي الى احتشاد الناس خلال النهار للتزود بالحاجيات، لاسيما الغذائية، ما يزيد من خطر التجمعات، من دون أن تدحضه حجة مقنعة. 

 

وفي السياق، يؤكّد أمين صندوق نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري، عارف سعادة لـ"النهار" على أنّ "النقاش في النقابة توصل مع الوزراء المعنيين بأن يتحدّد توقيت الدليفري حتى الخامسة من بعد الظهر، منعاً لأي اختلاط ولو لبضعة موظفين فقط في المؤسسة بعد هذا التوقيت، لذلك لم يكن بالإمكان توفير استثناء للدلفيري وتمديد خدمته إلى ما بعد توقيت منع التجول، وكان هناك إجماع واتفاق على إقفال ومنع تجول كامل وشامل عند السادسة وتوقيف الدليفري عند الخامسة منعاً لإثارة أي بلبلة نتيجة الاستثناءات". 

 

وأكّدت مصادر في السرايا الحكومية أنّ "التوجّه العام والهدف من توقف عمل الديليفري عند الخامسة من بعد الظهر هو فرض شبه منع تجوّل تام بعد السادسة".

 

أمّا السوبرماركات فأصدرت بيانات رداً على حثّ رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي على  شمل السوبرماركت بقرار الإقفال واقتراحه اعتماد الديليفري كوسيلة بديلة لتأمين الخدمات، واستباقاً لتطبيق هذا القرار .  

 

ورأى رئيس نقابة السوبرمارت نبيل فهد، أنّ "بعض الطروحات التي يتم تسويقها بإقفال السوبرماركت خلال فترة الإقفال العام، والاعتماد على خدمة الدليفري لمواجهة تفشي وباء كورونا، غير منطقية وغير عملية، ومن شأنها تهديد الأمن الغذائي للمواطن".

 

وقال: "هذا الطرح مرفوض ولا يمكن القبول به. السوبرماركت ليس لها القدرة نهائياً، بسبب عدم وجود جهاز بشري للقيام بهذه الخدمة، وبالتالي هي غير قادرة على تلبية طلبات المواطنين وحاجاتهم الغذائية اليومية من مختلف المواد الأساسية".

 

ودعا إلى "التروي واعتماد المنطق العلمي وعدم المزايدة وإطلاق أفكار غير منطقية".

 

وبدوره، أشار رئيس مجلس إدارة "سبينيس" حسان عزّ الدين، إلى أنّ "جميع البلدان في العالم التي أجرت إقفالاً تاماً، آخره في أوروبا وبريطانيا منذ يومين، أبقت جميع المتاجر مفتوحة لتلبية احتياجات المواطنين اليومية وتأمين المواد الغذائية للملايين منهم، مع العلم أنّ خدمة الديليفري متطوّرة جداً ومتّبعة في هذه البلدان منذ فترة طويلة. كذلك لا بد من تسليط الضوء على أنّ خدمة الديليفري في السوبرماركت الكبرى والمجهَّزة، لا تتعدى الـ3% من مجمل المبيعات ولا تملك جميعها هذه التسهيلات، وسيؤدي حصر المواد الإستهلاكية بخدمة التوصيل خلال فترة الإقفال إلى كارثة غذائية".

 

وتمنّى على عراجي "التركيز على الشؤون الطبية وكيفية الحدّ من تزايد الأعداد الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، عبر وضع استراتيجية فعالة، وزيادة عدد الأسرّة في المستشفيات الحكومية والخاصة، إذ كان يجب العمل على تنسيق هذا الإجراء منذ 10 أشهر لكي يحقّق الإقفال النتائج المرجوة".