السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

زيادة الأقساط في الجامعة العربية... طلابٌ باغتهم القرار

المصدر: النهار
من الاحتجاجات الطالبية. (أرشيف "النهار")
من الاحتجاجات الطالبية. (أرشيف "النهار")
A+ A-
وسط ارتفاع سخط الناس بسبب ارتفاع أسعار السّلع والموادّ الغذائيّة وغيرها، يأتي صوت طلاب الجامعة العربية ليشكو ارتفاع تكاليف الدراسة، وهم الذين تفاجأوا بزيادة الأقساط، وكثيرون منهم غير قادرين على تسديدها. فالجامعة الخاصّة، التي تشكّل فرعاً لجامعة الإسكندريّة المصريّة، والتي أُنشئت لخدمة الطلاب ذوي الدخل المتوسّط والمحدود، فاجأت طلابها وأولياء أمورهم برفع أقساطها، إذ جعلتها مرتبطة بسعر دولار الـ5000 ليرة، مع إضافة مبلغ بالدولار الفريش للمصاريف التشغيليّة؛ وهو ما حفّز مسؤولو الأمن في الجامعة لطلب زيادات على أجورهم، بعد معرفتهم بالزيادة التي فُرضت على الأقساط.

تجمّع موظّفو أمن جامعة بيروت العربية - طرابلس أمام صرحها، اعتراضاً على عدم رفع أجورهم، في الوقت الذي يتمّ التداول برفع الجامعة أقساطها ثلاثة أضعاف، وبفرضها الدفع بالدولار الفريش لقاء الأرصدة والمقررات الدراسيّة.

في حديث مع نائب رئيس جامعة بيروت العربية لشؤون فرع طرابلس، الأستاذ خالد البغدادي، يقول إنّ المسؤولين عن الأمن في الجامعة ليسوا موظفين في الجامعة، إنّما الجامعة متعاقِدة مع شركة أمن معروفة، وهي الموكَلة بتسديد رواتب موظفيها؛ وموظفو فرع طرابلس يتقاضون الرواتب نفسها التي يتقاضاها موظفو الفروع الأخرى في بيروت والدبيّة وطرابلس.
 

(من أرشيف "النهار")
 
وينفي البغدادي لـ"النهار" حصول اعتصام في حرم الجامعة، مشدّداً على وجود محرّضين على ذلك، وتوجّهوا إلى الجامعة للضغط على شركة الأمن، وسجّلوا اعتراضاً أمام الجامعة لمدة 15 دقيقة، ثمّ غادروا فوراً.

وبحسب البغدادي، فإنّ الجامعة تسدّد جميع مستحقّات الشركة، وفق الاتفاق الموقّع بين الطرفين. وعلى ما يبدو أنّ مسؤولي الأمن أُعلموا بزيادة على رواتب موظفي الجامعة، فاعتبروا أنّهم معنيّون بالزيادة، وطالبوا بزيادة لهم أيضاً. لكن، إذا ما أرادوا المطالبة برفع أجورهم، فعليهم مطالبة الشركة التي يعملون لديها وليس الجامعة.

وعن زيادة الأقساط وإلزام الطلاب بدفعها بالدولار الفريش، يشرح البغدادي بأنّ دولار الأقساط هو على سعر 5000 ليرة، وهناك إضافة على القسط تُدفع مرّة في الفصل، وتعود للخدمات والصيانة وشهادات البرامج والمكتبة الإلكترونية وغيرها، التي أصبحت كلّها بالدولار الفريش، لافتاً إلى أن العمل بدأ بهذه الزيادة منذ هذا الفصل، ومشدّداً على أنّه كان لا بدّ من هذه الزيادة، "إذ لا تتقاضى الجامعة أيّ مدخول من أيّ مكان آخر غير الجامعة، ولا تتلقّى دعماً أو مساعدة من أحد؛ لذلك اضطررنا إلى وضع مبلغ بالدولار، وهو تكلفة الخدمات التي ندفعها بالدولار".


ما رأي الطلاب؟


سامي (اسم مستعار) أحد طلاب كلية إدارة الأعمال في الجامعة العربية، يؤكّد لـ"النهار" أنّ قسط الجامعة كان يُحتسب على سعر 2750 ليرة لبنانية، وارتفع مؤخّراً بدءاً من الفصل الجاري، ليُصبح على سعر 5000 ليرة.
ويُضيف أن الـ credit الواحد كان يُحتسب - في اختصاص إدارة الأعمال - بـ605 ألف ليرة، وأصبح بـ1100000 ليرة، إضافةً إلى مبلغ الخدمات بالدولار الفريش. ويختلف هذا المبلغ ما بين الاختصاصات، بحسب سامي، ويتراوح ما بين 300 إلى 600 دولار كمبلغٍ ثابت في كلّ فصل.

ويدفع سامي في اختصاصه 350 دولاراً فريش للخدمات هذه، فضلاً عن قسطه. ويرى أنّ "قسط الجامعة أصبح يوازي قسط الجامعة الأميركية في بيروت، لا بل هو في بعض الاختصاصات، كالهندسة، أعلى من أقساط الجامعة الأميركية، حيث باتت أقساطها أدنى من أقساط العربية".
 

(من أرشيف "النهار")
ووفق سامي، أعلمت الجامعة الطلاب بهذه الزيادة قبيل بداية الفصل الحالي، و"ليس كلّ الطلاب قادرين على تسديد هذه الزيادة؛ فهناك طلاب اتّفقوا في ما بينهم على عدم تسديد الزيادات المفروضة على الأقساط، لكن عددهم ليس كبيراً، كما هناك عدد كبير من الطلاب تركوا الجامعة لأسباب مادية".

أمّا مهند (اسم مستعار) طالب السنة الأولى في كليّة الهندسة، فيقول إنّ عميد الجامعة أعلم الطلاب بالزيادة بين الفصلين الدراسيّين، "لكنّنا لم نتوقّع هذه الزيادة الكبيرة"، وقد تفاجأنا فعلاً. فالجامعة الأميركية، لا تزال تتقاضى الأقساط على سعر 3900 ليرة، بينما الجامعة العربية تتقاضاها على سعر 5000 ليرة، ويتساءل: "ما هذه المفارقة؟".

عدد كبير من الطلاب غير قادرين على تسديد هذا الزيادة، على ما يقول مهنّد. وأصبح الـ credit الواحد للهندسة بـ1670000 ليرة. فإذا ما أراد الطالب اعتماد 18 credit، وهو العدد المتوسّط، فعليه تسديد نحو 30 مليون ليرة، إضافة إلى مبلغ الدولار الفريش للخدمات. وتبلغ قيمة هذا المبلغ في اختصاص الهندسة 450 دولاراً، أمّا طالب الطب فعليه أن يدفع 600 دولار للخدمات إلى جانب قسط الجامعة.

وقد حاول الطلاب عدّة مرّات الاعتصام اعتراضاً على زيادة الأقساط، لكن أحداً لم يتجاوب، بحسب مهنّد. في وقت تواصلوا مع مسؤولين رسميّين أيضاً من دون أن يلقوا نتيجة.

ويروي مهنّد لـ"النهار" أنّ الطلاب لم يستطيعوا الانتقال إلى جامعة أخرى في هذا الفصل، نظراً لضيق الوقت.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم