الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حرائق الغابات... فرصةٌ لـ"التجدّد" أم دمارٌ لِما تبقّى؟ (صور)

المصدر: عكار- "النهار"
غابات لبنان (علي طالب).
غابات لبنان (علي طالب).
A+ A-
عكار - ميشال حلاق
 
الحرائق الجائرة التي حصلت الصيف الماضي وما ألحقته من خسائر كبيرة بالثروة الحرجية والنباتية، وما خرّبته في موائل للطيور والحيوانات البرية، كانت ولا تزال محطّ اهتمام الناشطين البيئية والمهتمين في حماية الثروة الطبيعية. ومنهم مجموعة "درب عكار" البيئية التي سبق لها أن أعدّت دراسة تقييم للمساحات التي تعرضت للحرائق في مناطق عكارية عدة.
 
 
 
 
وقد تابع فريق من المجموعة تطور الأمور في هذه المواقع المحروقة لتبيان المستجدات الحاصلة، مؤرشفاً للمعطيات المتوافرة، وفق ما أفاد الناشط والمرشد الجبلي في مجموعة "درب عكار"، علي طالب، الذي لفت إلى أنّ "بعضاً من الحرائق قد لا يُسبب ضرراً، لا بل إنه قد يمنح الغابات فرصةً لاستعادة عافيتها بعد أن منعت الاشجار الباسقة والنباتات المتشابكة نور الشمس من الوصول إلى أرضها، ما شكّل فرصة لنمو الفطريات والبكتيريا التي كانت تفتك تدريجياً بالغابة.
أضاف: ولو كُنّا في عالم مثالي، لكانت حرائق الغابات فُرصة لا مشكلة، ولكن كل الكلام أعلاه ينسفه تواتر الحرائق وتكرارها في العديد من المناطق ومنها عكار.
 
 
 
وقال: "إن غياب الإدارة المتكاملة للغابات والحماية الرشيدة ساهم بما يشبه التصحر لبعض الجبال، وفقدت نسبة هائلة من غطائها الأخضر الذي يستحيل تعويضه قبل مرور سنوات طويلة، هذا إن لم يقضِ البشر باستثمارهم الجائر على ما تبقى، ويحّل التمدد العمراني والبشري مكانه".
 
(الصور لعلي طالب).
 
وتابع طالب: "من خلال جولتنا على مواقع حرائق السنة الماضية بإمكاننا تسجيل المشاهدات الآتية:
- تجدد كبير خاصة لأشجار السنديان، ولو كانت الشجرة محترقة بالكامل.
- تجدد الغطاء العشبي والنباتي بشكل مقبول
- غياب التجدد عند الأشجار الصمغية والصنوبريات (أرز - لزاب - شوح - صنوبر...)، والأشجار المحترقة بنسبة تفوق الـ ٦٠% قُضي عليها تماماً ويبست تدريجياً حتى الرأس الذي لم تطله النار.
أما الاشجار المحترقة جزئياً ونجت، تحتاج إلى تشحيل وعناية".

وخلص طالب إلى أنّ التدمير المتمادي للثروة الطبيعية لأسباب متعددة وخاصة الحرائق، أفقد الطبيعة حيويتها وقدرتها على التجدد، ومستوى التدهور صار فعلياً أكبر من المتجدد أو ما يتم إنقاذه.
 
وسأل: "هل بالإمكان أن نصل إلى خطة حقيقية تلحظ استدامة الموارد وتضمن إشراك كل العناصر ومنها الانسان، في دورة الطبيعة واستثمار مواردها بدل إبعاده عنها تحت شعار الحماية المفرطة التي تفرضها بعض القوانين؟".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم