"بحيرة القرعون من مصدر حياة إلى مستنقع للموت"

مزيد من المشاهد الكارثية نشرتها المصلحة الوطنية لنهر الليطاني لبحيرة القرعون التي تحولت من مصدر للحياة الى مستنقع للموت، فيما يستمر مسلسل  الأسماك النافقة في محيط البحيرة، حيث تشير تقديرات المصلحة الى إنتشال ما بين  400 الى600 كيلوغرام  من السمك النافق يتم يوميا من البحيرة  ويتم بيعها في مختلف المناطق اللبنانية. يشير المدير العام لمصلحة الليطاني سامي علوية لـ"النهار" انه من الاكيد ان البحيرة ملوثة بشكل كبير فيما المليارات التي صرفت على البنى التحتية ومحاولات معالجة ازمة تلوث القرعون من قبل مجلس الانماء والاعمار ووزارة الطاقة ذهبت من دون منفعة. ويؤكد علوية أن سبب المشكلة الصرف الصحي الذي أغرق هذه البحيرة بما يقارب 60 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي. وتؤكد كل الفحوصات المخبرية ان البحيرة ملوثة بالمعادن الثقيلة  وبمياه الصرف الصحي بالاضافة الى مستويات مرتفعة من التلوث الكيميائي. لكن، يؤكد علوية ان الفحوص المخبرية التي أجرتها المصلحة بالتعاون مع خبراء من جمعية حماية الطبيعة ، وضمن اتفاق التعاون المشترك بين المصلحة والجمعية، بينت ان الأسماك النافقة جميعها من نوع سمك الكارب (Cyprinus Carpio Carpio) ، فيما تم إستبعاد كليا نظرية نقص الاوكسيجين او التلوث الكيميائي الحاد لدرجة القضاء على آلاف اسماك الكارب المعروفة بمقاومتها للعاملين الأخيرين بعكس الأسماك الأخرى. بالفعل، تم أخذ العينات من أسماك الكارب النافقة وعينات أخرى من أسماك الكارب التي لا تزال حية لكن على وشك الموت، وتم تشريحها ميدانيا ليتبين انها تعاني من نزيف داخلي وتلف بالأعضاء الحيوية، ووجود تقرحات حادة في اعضائها الداخلية والخارجية مثل الزعانف والحراشف ما يستبعد مجددا نظرية النقص بالأوكسيجين.  وتم الاستنتاج أن أسماك الكارب تعاني من انتشار مرض وبائي خطير أدى الى نفوقها في غضون أيام لا تتعدى الأسبوع. على الأغلب أن هذا الوباء هو فيروسي ويصيب نوعا محددا أو فصيلة معينة من الأسماك، والنتائج التي خرجت عن الفحوص المخبرية دفعت  مصلحة الليطاني لمراسلة منظمة الصحة العالمية ومنظمة البيئة في الامم المتحدة، فيما يؤكد علوية ان المصلحة ستقوم مرة جديدة برفع الاسماك النافقة معتبرا  ان الحل لأزمة تلوث بحيرة القرعون يجب ان يكون مستداما لا بالترقيع.