البوصلة الوطنيّة: للقاء وطني بلبنان وليس مسيحياً في الفاتيكان!

 المحامي كارول سابا - باريس قد يكون البحث عن البوصلة السِياسيّة المَسيحيَّة اللبنانية هو العُنوان العريض، غير المَكتوب وغير المُعلن، للقاء الفاتيكان المَسيحي المَشرقي في الاول من تموز المُقبل. بالطبع، الموضوع هناك هو لبنان الحبيب ونَزيف دَمِه السَائِل، وكيفيَّة إطفاء الحريق المُشتعِل فيه، ومَناهج إخراجه من جَحيم هذه الطبقة السِياسيّة المَصلحيَّة وجَهَنَّم فَسادِها، وطُرُق وَضعِهِ على سِكَّة التَعافي المُستدام وجعله من جديد نَموذجاً نوعيّاً مُضيئاً في هذا الشرق القاتِم. لكن ضيوف اللقاء في روما، التي كانت تُسَمَّى في الأدبيَّات الكنسيَّة المَسيحيَّة في بِدايات الألفيَّة الأولى روما الأولى، هُم رؤساء الكنائس المَشرقيَّة الارثوذكسيّة والكاثوليكيّة المُنتشِرة في كل أرجاء هذا المَشرِق العربي المُتأرجِح والمُصاب بأمراض وجروح مُتنوِّعة من جرّاء تجاذبات وتخاذلات، تراكمَت تباعاً من دون حلول منذ نهاية الحرب العالميّة الأولى. فهؤلاء البَطاركة الذين هُم على تنوُّعِهم، على قوة وضعف، أكثر من أي يوم مضى، يَمتَطون اليوم أحذيتهم المُثقَلة بغُبار الازمَات اللبنانيّة والسوريّة والعراقية المُتراكِمَة منذ عقود، ويَحملون في جعَابِهِم تناقضات الشرق وأَسهُم التناقُض والتآلف، الوضوح والغمُوض، الهَمّ والرجاء، التأرجُح والثبات. ونَراهُم يَترَحَّلون ليومٍ واحِدٍ الى حَاضِرة الفاتيكان، وقد تمَّت دعوتهم على بعض من العجَالَة، ليَوم قيل عنه إنه يوم "تأمُّل وصَلاة وتشاوُر"، ويبدو لنا أنه عنوان خارجي للبَحث عن بوصلة سياسيَّة مسيحيَّة لبنانيَّة وعن وجهة طريق لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه امام هَول الانهيارات المُتنوِّعة التي تُصيب لبنان الحبيب المُرشَّح لمزيد من التفكك. بالطبع لا نيَّة ظاهِرَة للترويج، ضِمناً أو علناً، لمنطق القاطِرة والمَقطورة بين روما وهذه الكنائس. لكن الخطر يكمن في أن نصل، من حيث ندري أو لا ندري، الى مثل هذه المَواصِل، بسبب فُقدان البوصلة هنا وهناك. فنكون قد زدنا شرخاً جديداً بدل ان نُحدِث اختراقاً نَوعيّاً إيجابيّاً في جدار الأزمة. فالضيف هنا، أي الكنائس المَشرقية المُتنوَّعة، كما المُضيف هناك، الفاتيكان، يبحث عن بوصلة ضائعة ولا يزال...