الخميس - 16 أيار 2024

إعلان

من طرابلس وضهر المغر صرخة مفجوعين... وللأهالي العناية الإلهية

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
المبنى المنهار في ضهر المغر.
المبنى المنهار في ضهر المغر.
A+ A-
البحر أمامكم، والهجرة غير الشرعية ومآسيها تنتظركم، ووراءكم الأبنية الآيلة إلى السقوط أو المتصدّعة، وخطر انهيارها قائم بين لحظة وأخرى عند موجة رعد أو صفير ريح.
 
هي ذي حال أبناء طرابلس أو بعضهم الأكثر فقراً في "ضهر المُغر"، و"المنكوبين"، و"باب التبانة"، والأحياء الأخرى الأكثر فقراً في عاصمة الشمال، التي تزداد فيها يوماً بعد آخر الأبنية المتصدّعة والمُعرّضة للانهيار.
 
الأحد الماضي كانت الكارثة في ضهر المُغر، حيث قضت الطفلة جومانا ديكو تحت الأنقاض فيما لا تزال والدتها في المستشفى تتلقّى العلاج.
 
انهيار مبنى ضهر المغر فتح المجال للحديث على الأبنية المتصدّعة المهدّدة بالسّقوط وخطر السكن فيها، ومنها المبنى المجاور للمبنى المنهار، الذي أنجزت شركة "خطيب وعلمي" وبلدية طرابلس أعمال تدعيمه، فيما ساعد الدفاع المدني السّاكنين على نقل حاجياتهم الضروريّة والأساسيّة قبل أن يُصار إلى هدمه.
 
مصدر في الهيئة "العليا للإغاثة" أشار إلى أن عددَ العائلات التي أُخليت من ضهر المغر يتراوح ما بين عشر عائلات وإحدى عشرة عائلة، أعطتهم الهيئة مبلغ خمسة ملايين ليرة كدفعة أولى على أن تستتبع بمساعدات أخرى. وهذه الدفعة كانت من أجل المبيت في اليوم الأول من الحادثة في أحد الفنادق. لكن الأهالي قرروا عدم الابتعاد عن منطقتهم، فلجأوا إلى مدرسة "الأمل"، حيث يقيمون الآن؛ وبالتالي ستواصل الهيئة مساعدتهم وفق تعليمات اللواء خير.
 
أهالي ضهر المغر صبّوا غضبهم على السّلطات المعنيّة، وفي الطليعة نواب المدينة، الذين لا يعرفون مناطقهم إلا في زمن الانتخابات، تقول مواطنة تقطن اليوم في منزل مهدّد بالسقوط: "لم تعد صرخاتنا تؤتي ثمارها. منذ زمن طويل ونحن نناشد بلدية طرابلس برفع الضرر عن كاهلنا، وهي تقول إنها رفعت الشكوى للمعنيين، وحتى الساعة لم نحظَ بأيّ اهتمام إلى أن وقعت الفاجعة يوم الأحد".
 
وتابعت، والدموع تملأ عينيها: "الطفلة التي توفيت نراها يومياً؛ هي جارتنا، ووالدتها تصارع الحياة في المستشفى، فمن المسؤول عن مأساتهم؟! طبعا لا أحد! الكلّ فاسد من رئيس الجمهورية لأصغر نائب. نحن لا نناشد سوى الله".
 
أحد السكان قال: "نحن نعيش في منزل مهدّد بالسقوط كما غيرنا. البلدية طالبتنا بالإخلاء، فاذا استجبنا لطلبها، فإلى أين نذهب؟ الجميع هنا بلا عمل، وبلا معيل، فكيف نترك منازلنا؟ هل المطلوب أن نعيش في خيمة؟ أقولها وبالفم الملآن: الكوارث ستتوالى، والجميع مدان، لكن ما من جهة ستتحمّل المسؤولية".
 
وإلى جانب المبنى المنهار، هناك بناءٌ ملاصق تضرّر بشكل كبير، وبات مهدّداً بالسقوط، ممّا دفع بلدية طرابلس إلى إخلائه على الفور وتحويل الملف إلى الهيئة العليا للإغاثة بغية هدمه بطريقة صحيحة؛ فماذا يقول المهندس زاهر سكاف المشرف على متابعة قضية المبنى من قبل بلدية طرابلس؟ "نتابع القضية مع الهيئة العليا للإغاثة التي تنتظر قرار الأهالي لجهة هدم المبنى مع كلّ موجوداته، حيث من الصعوبة بمكان إخراج الموجودات لعدم وجود درجٍ بعد أن انهار بالكامل. هي مسألة وقت، وربما يكون قريباً ذلك".
 
الأبنية المهدّدة بالسقوط كثيرة، والإمكانيّات ضعيفة، ممّا يجعل الجميع يتقاذف المسؤوليّات. وحدها العناية الإلهية قادرة على تجنيب المواطنين المزيد من الخسائر، ووحدها العناية الإلهية قادرة على حماية الأهالي وأولادهم من كلّ خطر.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم