الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عراك وضرب وشتائم وتنمّر... أمور رافقت المجلس النيابيّ من عشرات السنوات

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
من الجلسة التشريعية الثلثاء (نبيل اسماعيل).
من الجلسة التشريعية الثلثاء (نبيل اسماعيل).
A+ A-
تشهد البرلمانات في العالم في العادة، تجاذبات، ومشاحنات تتحوّل في كثير من الأحيان الى عراك بالأيدي بين النواب، وهناك آلاف الأحداث من هذا القبيل وقعت حول العالم.
 
وفي العادة تتألّف البرلمانات من مجموعة قوى متنافسة ومتخاصمة تكون قاعات مجلس النواب بمختلف مسمّياتها ساحة الالتقاء والاحتكاك المباشر بينها، وفي الكثير من الأحيان تتفلّت الأمور لتتحوّل الى حلبات مصارعة وشتائم.
 
وهذه الأمور لم تكن يوماً بعيدة عن مجلس النواب اللبناني الذي شهدت باحاته عددًا كبيرًا من هذه الإشكالات.
 
وفي الحديث عن هذه الأمور لا يمكن المرور على حادثتين حصلتا في سبعينات القرن الماضي. ففي 17 آب من العام 1970، تحوّل مجلس النوّاب ساحة حرب وهرج ومرج، في جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، لكنّه تميّز بحضور مسلّح أحاط بالمجلس، بين رجال أمن ومحسوبين على جهات سياسية. وبعد توتّر في دورتَي انتخاب، أتت الدورة الثالثة ليفوز فيها سليمان فرنجية بـ 50 صوتاً مقابل حصول الياس سركيس على 49 صوتاً، ووسط فرحة الموالين لفرنجية، أطلّ رئيس المجلس صبري حمادة آنذاك بمطرقته ليعلن أنّ الانتخابات غير قانونيّة وأنّ فرق صوت واحد لا يكفي. وتحوّلت هذه الجملة إلى أشبه بإعلان حرب داخل المجلس. مشادات كلامية وشتائم، وشهر رجال الأمن ومسلّحون أسلحتهم على بعض، كما حصل تعارك بين نائبين. إلّا أنّ حمادة عاد عن قراره، وأعلن فرنجية رئيساً للجمهورية بعد اتصال من رئيس الجمهورية شارل حلو أنذر فيه حمادة بإعلان فوز فرنجية، مهدّداً باستعمال حقّه الدستوري في حلّ مجلس النواب. فامتثل حمادة.
 
وفي العام 1975 أيضاً شهد المجلس حالة من الهرج والمرج. فعندما استقال نصف وزراء حكومة الرئيس رشيد الصلح على خلفية حادثة بوسطة عين الرمانة، رفض الأخير الاستقالة وطالب بالمثول أمام مجلس النواب، حيث ألقى خطابه الشهير وحمّل الكتائب المسؤولية، وخلال مغادرته ركض الرئيس أمين الجميل (كان نائباً أنذاك)، ومسك الصلح من قميصه وأعاده بطريقة عنيفة وبالقوة ليسمع الردّ الكتائبيّ، فتحوّل المجلس ساحة للفوضى وتبادل الشتائم والاتّهامات.
 
ولم يخل المجلس من المشادات الكلامية التي لم تصل إلى حدّة التشابك بالأيدي، كالذي حصل بين كمال جنبلاط وريمون إده، وكمال جنبلاط ورشيد كرامي.
 
وفي البرلمانات ما بعد الطائف تكاد لا تمرّ جلسة نيابية واحدة لا تحصل فيها مشاحنات بين النواب، لكنّها في مجملها تبقى مضبوطة باستثناء حوادث عدّة كادت تتطوّر الى اشتباكات بالأيدي، نذكر منها:
 
ما حصل في العام 1996 عندما شهد المجلس النيابي، تلاسنًا حادًّا بين النائب نجاح واكيم وأعضاء حكومة الرئيس رفيق الحريري، خرج النائب واكيم عن طوره وهاجم وزير العدل آنذاك، بهيج طبّارة قائلًا: "ولك سدّ بوزك"، وعلى إثر ذلك اعترض الوزراء بطريقة قاسية عبر الضرب على الطاولات أمامهم وانسحب وزير العدل من الجلسة، كذلك انسحب واكيم من القاعة. وطلب رئيس البرلمان نبيه برّي شطب العبارة من المحضر.
 
وفي العام 2011 وقع إشكال بين النائب خالد الضاهر والنائب عاصم قانصوه حين نعت الأوّل الثاني بـ"الكلب" ووقع الخلاف ليردّ بـ"انت الكلب"، أمّا تعليق الرئيس برّي حينها: "إخوان وتعاتبوا على طريقتن!"
 
ولم يقف الإشكال عند هذا الحدّ، فحين نزل النائب الضاهر عن المنبر تجدّد الإشكال وكاد أن يحصل عراك بالأيدي منعه النواب الموجودون، ليعود التشنّج الكلاميّ، على "شاكلة خرفان، خنزير، مهرهر، نجس، ديّوس".
 
وفي عام 2015 انفجر الاشتباك "الكهربائيّ" بين النائب العوني زياد الأسود، والنائب المستقبلي جمال الجرّاح بشكل عنيف، فتبادلا السباب بأقذع "مفرداته"، وتطوّرت الشتائم لتتحوّل الى تدافع ورمي قناني المياه بين معسكري التيّارين، بعد أن توسّع الإشكال ليشمل نوّاباً آخرين من بينهم حكمت ديب وفادي الأعور ونبيل نقولا.
 
وجدليّة عمر النائب لا تقتصر فقط على النائبة سينتيا زرازير، إذ طالما تمّ نعت بعض النواب الشباب بأنّهم أولاد، ويمكن، على سبيل المثال، ذكر السجال الذي حصل بين النائبين نديم الجميل وسليم عون، عندما طلب الأخير من الجميل "يروح يلعب قدّام بيتو".
كما أنّ عملية التنمّر على اسم عائلة مطلق أيّ نائب، لم تكن الأولى من نوعها وفق ما حصل مع عائلة النائبة زرازير، إذ أنّه في العديد من الأحيان، وأثناء خلافات كانت تقع بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ونائبه آنذاك فريد مكاري، كان برّي يعمد إلى مناداته بالمكّاري (الماكر)، بالإضافة الى استقصاد مناداة النائب زياد أسود باسم شهرته فقط، وإضافة أل التعريف إلى الاسم، ويقولون: "إجا الأسود".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم